المؤشرات التي تساعد على تحديد المشكلة الإرشادية

اقرأ في هذا المقال


لا يستطيع المرشد النفسي مهما ملك من المهارة والخبرة من تحديد طبيعة المشكلة الإرشادية ما لم يقم بمعرفة المؤشرات التي تدلّ عليها، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من نسبة التركيز لدى المسترشد في محاولة رصد هذه المؤشرات ومعرفة طبيعتها والظروف التي تظهر فيها، ولعلّ وضوح المشكلة من عدمه من أهم العوام التي تساعد المرشد على كشف طبيعة هذه التنبؤات وبالتالي معرفة المشكلة بصورة أوضح.

ما أنواع المشكلات الإرشادية التي يقوم المرشد النفسي بملاحظتها لدى المسترشد

1. المشكلة الإرشادية واضحة المعالم

وهي المشكلة الإرشادية التي يقوم المرشد النفسي بمعرفة كافة المعلومات المتعلّقة بها، ومعرفة أبرز المواقف التي تظهر فيها ومدّة استمرارها في الظهور، وما هي الظروف التي تساعد على ظهورها بصورة مستمرة، بحيث يكون من السهل على المسترشد ان يقوم بشرحها وتحديدها للمرشد، كما ويسهل على المرشد التنبؤ بها ومعرفة الأضرار المتوقّعة في حال الاستمرار بها.

2. المشكلة الإرشادية غير واضحة المعالم

وهذه المشكلة تعتبر صلب العمل الإرشادي وما يقع على عاتق المرشد النفسي من عمل كبير من أجل تحديدها، حيث ينبغي عليه أن يقوم بتحديد أوقات ظهور المشكلة والشكل الذي تظهر عليه، وما مدى الأضرار التي تؤدي إليها بالنسبة للمسترشد وللمجتمع المحيط، وهل يمكن التخلّص من هذه المشكلة بصورة مباشرة أو أنها تحتاج إلى الكثير من العمل، كما ويتم التنبؤ بمستقبل المشكلة الإرشادية ومدى الأضرار المحتملة في حال عدم خضوع المسترشد للعملية الإرشادية، ومن الطبيعي أن يركّز المرشد النفسي على المقابلات الإرشادية والاختبارات والمقاييس وكافة طرق جمع المعلومات في بداية العملية الإرشادية من أجل حصر المؤشرات التي أدّت إلى حصول المشكلة.

ما أبرز المؤشرات التي تعمل على تحديد المشكلة الإرشادية

1. العزلة

من الطبيعي أن يكون للعزلة دور كبير في التنبؤ بوجود مشكلة إرشادية لدى المسترشد، بحيث تساعد هذه العزلة على تضخيم المشكلة وانعدام ثقة المسترشد بمن هم حوله، وبالتالي التشكيك بكافة التصرفات التي تبدر من الغير وعدم الوثوق بأحد.

2. انخفاض تقدير الذات

من المؤشرات التي تشير إلى وجود مشكلة نفسية لدى المسترشد عدم قدرته في الثقة بنفسه وقلّة تقديره لذاته، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من تعقيد المشكلة الإرشادية ويرفع من وتيرة الأضرار المتوقّعة في شخصية المسترشد، ويمكن أن يكون لانخفاض تقدير الذات العديد من السلبيات التي تنعكس بصورة أكبر على شخصية المسترشد ومى فاعليته في كافة شؤون حياته.

3. انخفاض الإنتاجية

من المؤشرات الهامة التي تزيد من احتمالية أن يكون المسترشد يعاني من مشكلة نفسية تتعلق بالإرشاد النفسي أن تنخفض إيجابيات الشخصية والعمل لدى المسترشد، فمن الطبيعي أن يكون ذلك الفرد منتجاً وقادراً على توفير كافة وسائل النجاح، ولكن عندما يتوقّف هذا الإنتاج ويصبح معدوماً فهذا مؤشر خطير على وجود مشكلة إرشادية نفسية ذات عمق لا بدّ من تحليله والتخلّص منه.

4. أحادية التفكير والرأي

من المؤشرات الخطيرة في الإرشاد النفسي التي تساعد المرشد على تحديد طبيعة المشكلة الإرشادية وسهولة النبؤ بوجود مشكلة أساساً هو أحادية التفكير والرأي، فالمسترشد الذي يعاني من مشكلة إرشادية تتعلّق بالجانب النفسي يرفض الرأي الآخر وتنعدم لديه الثقة بالآخرين، ولا يملك الجرأة على مناقضة نفسه أو تغيير وجهة نظره خوفاً من التفكير بطريقة تتنافي ومبادئه غير الصحيحة، وخوفاً كذلك من التغرير فيه من قبل الآخرين، بحيث يعمد هذا النوع من الأفراد إلى الانفراد برأيه ورفض أي أراء أخرى تتنافى معها ومهاجمتها بصورة غير منطقية ولا معتادة.

5. التغير الكبير في السلوك

يعتبر السلوك مؤشراً هاماً وخطيراً في الدلالة على وجود مشكلة إرشادية تحتاج إلى حلول مباشرة، حيث أنّ التغير الكبير والمفاجئ في السلوك يعتبر من أكثر المؤشرات وضوحاً على وجود مشكلة إرشادية لدى الفرد، ولا يمكن التغلب على هذا الأمر إلا من خلال إقناع المسترشد بوجود مشكلة تحتاج إلى حل، وبعد ذلك البدء بالمقابلات الإرشادية وجمع المعلومات بكافة الوسائل والطرق المتاحة.

عادةً ما يميل الأشخاص الذين يعانون من مشكلات إرشادية إلى السلوك العنيف أو السلوك السلبي الذي يعمل على مواجهة الآخرين بطرق غير شرعية بعيداً عن الحوار، ويعتبر علم الإرشاد النفسي العملية الإرشادية من أكثر الأمر التي تساعد المسترشد على التخلّص من المشكلات الإرشادية المتعلقة بالسلوك على وجه التحديد.


شارك المقالة: