اقرأ في هذا المقال
- كيفية الاستفادة من دروس الماضي
- كيف نغير برمجة الماضي في عقولنا
- أهمية الماضي في تشكيل المستقبل
- كيفية استخدام الماضي لصنع مستقبل أفضل
- أمثلة على تأثير الماضي في الحاضر والمستقبل
كل منّا راسخ في عقلة صورة تشبيهية رسمها لنفسه، فلو اعتقد أحدنا أنَّه فاشل، فإنَّ هذا الإحساس سيتملَّكه وسيسيطر عليه تماماً، ويفشل بالنهاية فعلاً.
كيفية الاستفادة من دروس الماضي
لا بد لكل من يسعى إلى تغيير ماضيه، أن ينظر لهذا الماضي وأن يستفيد منه، ومن تجاربه ونجاحاته وفشله، وأن يحوّل تلك التجارب والخبرات المتراكمة إلى مهارات يُستفاد منها.
فكل منّا مُبرمَج بطريقة معينة منذ صِغره، ويكبر وربّما يموت وهو على نفس الأسلوب، على الرغم من الأخطاء، ومعظمنا لا يستفيد من دروس الماضي في تحسين مستقبله، ممّا يجعلنا تقليديين لا نُراوح مكاننا بعيداً عن التطوّر.
كيف نغير برمجة الماضي في عقولنا
تتم هذه البرمجة عادة في المخ، وتؤثر بشكل مباشر على أداء الحواس الخمسة، وتلك البرمجة العقلية نكتسبها من خلال المدرسة والأسرة والأقران ووسائل الإعلام والمحيط الاجتماعي، فعقلنا وُجِد ليكون خادماً لنا ويمكننا استغلاله في إدارة كافة ملفاتنا العقلية، وتلك الملفات قد اكتسبنا جزء كبير منها من المحيط الاجتماعي، دون أي ادراك أو تحكّم منّا في معرفة ماهيّتها، وبالتالي قد تكون تلك المعلومات غير مناسبة لنا ولطبيعة حياتنا.
الإنسان بقوته الكامنة إذا ما استغل عقله بالشكل الصحيح، وإذا ما استفاد من دروس الماضي بشكل إيجابي سيؤثر ذلك على عمله وحياته سلباً، فمن غير المعقول أن يولد طفلاً يعاني من حالة قلق أو إحباط، ولكن ما نقوم نحن بوضعه في أذهان أطفالنا، وما تمَّ وضعه سلفاً في أذهاننا، هو ما أثّر بشكل مباشر على فلسفتنا العقلية، معتقدين أنَّه لا يمكننا التغيير، إلّا أنَّ البرمجة السابقة في عقولنا قابلة للتغيير.
لو أننا قمنا بتغيير تركيبة أفكارنا السلبية، التي أنتجت لنا مشاعر وتصرفات سلبية، إلى أفكار إيجابية، عندها ستتغير تلك الأفكار إلى مهارات في عقولنا، وللأسف إنَّ معظم الباحثين والمؤلفين يتحدثون عمّا يجب علينا فعله في المستقبل، متناسين تجارب الماضي وقيمتها في صنع المستقبل.
كثير منّا اعتاد أن يعيش إمّا في الماضي منقطعاً عن الحاضر والمستقبل، وإمّا أن يُحلّق عالياً في رحاب المستقبل، فمن يريد أن يسعى إلى القمة، عليه أن يستفيد من درس الماضي، جاعلاً منه قوّة إيجابية تُعينه على تحقيق أهداف المستقبل.
أهمية الماضي في تشكيل المستقبل
التعلم من الأخطاء: يوفر الماضي دروسًا قيمة من الأخطاء التي ارتكبناها، مما يمكننا من تجنبها في المستقبل واتخاذ قرارات أفضل.
بناء الهوية: التاريخ الشخصي والجماعي يشكل جزءًا أساسيًا من هويتنا، حيث يساهم في فهم من نحن وما نريد تحقيقه.
الإلهام والإبداع: يمكن للتجارب والنجاحات الماضية أن تكون مصدرًا للإلهام والإبداع، مما يدفعنا إلى تحقيق إنجازات جديدة.
تطوير العلاقات: العلاقات التي نبنيها في الماضي تساهم في تشكيل شبكات الدعم والتعاون التي تساعدنا في المستقبل.
كيفية استخدام الماضي لصنع مستقبل أفضل
التحليل والتقييم: تحليل التجارب الماضية بموضوعية يساعد في استخراج الدروس المفيدة وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين.
التخطيط المستقبلي: استخدام المعرفة المكتسبة من الماضي لتحديد الأهداف المستقبلية ووضع خطط لتحقيقها.
الاحتفاظ بالتقاليد الإيجابية: الحفاظ على التقاليد والقيم الإيجابية التي أثبتت نجاحها في الماضي يمكن أن يكون ركيزة لبناء مستقبل مستدام.
التكيف مع التغيرات: تعلم كيفية التكيف مع التغيرات والتحديات بناءً على الخبرات السابقة يعزز من مرونتنا وقدرتنا على مواجهة المستقبل.
أمثلة على تأثير الماضي في الحاضر والمستقبل
التقدم العلمي: الاكتشافات والابتكارات العلمية الماضية تمهد الطريق للتطورات التكنولوجية الحديثة وتساهم في تحسين جودة الحياة.
التاريخ الثقافي: التراث الثقافي والفني يشكل مصدر إلهام للأجيال القادمة ويساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية.
السياسة والمجتمع: التجارب السياسية والاجتماعية الماضية تساعد في تشكيل الأنظمة والقوانين التي تحكم المجتمعات اليوم.
الماضي ليس مجرد ذكرى، بل هو أداة قوية لصنع المستقبل، من خلال الاستفادة من الدروس والخبرات السابقة، يمكننا بناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا، يتيح لنا الماضي فهم من أين أتينا، مما يساعدنا على تحديد إلى أين نريد الذهاب.