اقرأ في هذا المقال
- فلسفة المجتمع للتخلف العقلي
- المبادئ الفلسفية المنهج المعاقين عقليا
- الأسس التي تقوم عليها مناهج المتخلفين عقليا
إن فلسفة المجتمع مستمدة من الثقافة والتاريخ والحضارة والقيم والمعتقدات الدينية، وتتحقق أهداف التربية التي تسعى إلى تحقيقها من خلال المنهج، الذي يتضمن مجموعة منظمة من الخبرات التعليمية التي يقدمها النظام التربوي لتحقيق أهداف التربية.
فلسفة المجتمع للتخلف العقلي
المتخلفون عقلياً يمثلون مشكلة متفردة للتعليم، فتختلف البرامج التعليمية للمتخلفين عقلياً عن برامج الأطفال العاديين، وذلك لاختلاف الأغراض التربوية لتلك البرامج التي تنمي المتخلف عقلياً، من الناحية الاجتماعية والشخصية والمهنية وقدرته على التكيف مع المجتمع، وأما المشكلة الأساسية في اختيار البرامج التي تتناسب مع الأطفال المتخلفين عقلياً القابلين للتعلم فتتلخص في كون هؤلاء الأطفال يختلفون فيما بينهم بشكل كبير تجعل ما يناسب أحدهم لا يناسب الآخر.
ومن خلال دراسة مناهج المتخلفين عقلياً، فإن المنهج هو مجموعة الخبرات التربوية المخططة التي تقدم للتلاميذ داخل المدرسة وخارجها، بغرض تنمية معارفهم وقدراتهم واستعداداتهم وتشمل كافة جوانب النمو العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي والثقافي والمهني، وذلك في ضوء خصائص نموهم واستثمار طاقاتهم.
والأطفال العاديين تختلف اختلافا كلياً عن مناهج الأطفال المتخلفين عقلياً، وذلك من حيث طريقة الإعداد وطريقة التدريس، فمناهج العاديين توضع مسبقة من لجنة متخصصة، أما مناهج المتخلفين لا يمكن وضعها مسبقاً، وإنما توضع مناهج بشكل عام تكون الخطوط العريضة واضحة فيها.
المبادئ الفلسفية المنهج المعاقين عقليا
اعتبار تعليم هذه الفئة حق تكفله الدولة، ومبدأ التربية الفكرية يعتمد على أسلوب تكامل الخبرات التربوية والتعليمية وترابطها من خلال مواقف حياتية تخدم حياة الفرد المتخلف عقلياً، والاستفادة من الوسائل التعليمية والمواد التعليمية وتكنولوجيا التعليم المتطورة بأقصى درجة ممكنة، ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
والتدريس بطريقة فردية أي بحسب قدرات وإمكانات واستعدادات كل تلميذ من هذه الفئة، واحترام ميول الفرد المتخلف عقلياً، والتعليم عن طريق العمل، وشمولية الخبرات المقدمة للمتعلم، وتتابع الخبرات المقدمة، والمرونة في الانتقال من مستوى إلى آخر.
الأسس التي تقوم عليها مناهج المتخلفين عقليا
1- الأسس الاجتماعية
ويقصد بذلك المجتمع بما يتضمنه من تراث وتقاليد ومعايير اجتماعية، بالإضافة إلى مشكلات المجتمع وأهدافه وآماله في المستقبل والحاضر، فالمدرسة تقوم على تكييف الفرد مع التراث الثقافي، هذا المجتمع والتعرف على تقاليده واعرافه، ومعايير السلوك المقبول فيه ليتمكنوا من التكيف الاجتماعي والتوافق مع أبناء المجتمع.
والمنهج هو السبيل الذي تسلكه المدرسة والنظام التربوي؛ لتحقيق أهدافها التربوية، فإن منهاج المتخلفين عقلياً يجب أن يندرج معهم بشكل يمكنهم من معرفة عناصر الثقافة الاجتماعية أو تراثهم الثقافي والاجتماعي، لبلوغ أهداف المجتمع في تربية هؤلاء الأطفال كأعضاء في المجتمع.
2- الأسس التربوية
ويقصد بذلك الفلسفة التربوية والنظام التربوي وآراء التربويين، فيما يتعلق بأهداف التربية والتعليم، فالمدرسة كمؤسسة تربوية تسعى إلى تحقيق تلك الأهداف المبنية على فلسفة تربوية واجتماعية وإنسانية معينة يتبناها النظام التربوي.
ومن أهم الأسس بالأفراد، هي تغير نظرة المربين نحو قدرة الفرد على التعلم، فبينما كان يعتقد سابقاً أن هؤلاء الأطفال غير قادرين على التعلم، وأنه يجب عزلهم في مؤسسات خاصة للرعاية، فإن التربويين أصبحوا يؤمنون الآن بقدرة الأطفال المتخلفين عقلياً على التعلم.
والقدرة على الرعاية الذاتية إذا ما توافرت لهم فرص التربية الخاصة، التي تأخذ في الاعتبار قدراتهم وإمكانياتهم واستعدادهم للتعلم، ومراعاة خصائص نموهم العقلي والنفسي والجسمي والاجتماعي.
3- الأسس النفسية
ويقصد بذلك الخصائص النفسية والتربوية لهؤلاء الأطفال، وخصائص نموهم العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، وبالإضافة إلى حاجاتهم وميولهم وقيمهم وعلاقتها بالمنهج، وكذلك أثر نظريات التعلم والتدريب فيما يتعلق بطرق التدريس، فإنها إحدى وسائل تحقيق أهداف المنهج.
فإن الأسس النفسية التي تقوم عليها مناهج المتخلفين عقلياً تتضمن، خصائص نمو الأطفال المتخلفين عقلياً، وإن دراسة هذه الخصائص تساعد في التخطيط للتربية وإعداد المناهج، وذلك لأنهم يواجهون الكثير من الصعوبات ومعوقات النمو التي تؤثر في قدرته على التعلم، وبالتالي يجب مراعاتها في التخطيط للمناهج والبرامج الخاصة.
وحاجات وميول واتجاهات الأطفال المتخلفين عقلياً؛ تهدف تربية المتخلفين عقلياً إلى تزويدهم بالمعلومات والمهارات الضرورية التي تساعدهم على التوافق الاجتماعي والشخصي، فإن إشباع حاجاتهم المختلفة وتنمية ميولهم وتكوين اتجاهات سليمة لديهم نحو أنفسهم ونحو العالم المحيط بهم، ومراعاة حدود قدراتهم وإمكاناتهم واستغلالها إلى أقصى درجة ممكنة.
وكذلك فإن المنهج يجب أن يأخذ في الاعتبار طبيعة ميول هؤلاء الأطفال، والتي قد تنوصف بعدم الوضوح، لذلك فإنه يجب أن يبرز ميول هؤلاء الأطفال ويسعى إلى تنميتها والاستفادة منها في تصميم برامج التعليم والتدريب التي تناسب هذه الميول، وكذلك يجب أن يراعي طبيعة الاتجاهات السلبية التي قد يكون المتخلف كونها نحو نفسه؛ نتيجة تعرضه للإحباطات.
وطبيعة العلاقات التي تتصف بالسلبية أحياناً متمثلة في اتجاهات الناس، في رفض التعامل مع المتخلف وعدم احترامه، لذلك فإن المنهج يجب أن يسعى إلى تغيير فكرة المتخلف عن نفسه من جهة، وتنمية اتجاهات إيجابية نحو نفسه ونحو العالم المحيط به من جهة أخرى.