لقد ناقش الأشخاص القائمون على رعاية فرد الأوتيزم والممارسون ضرورة تعريف السلوكيات الأوتيزمية، بطريقة تتصف بالبعد عن التحيز الشخصي والإجرائية، والقدرة على الملاحظة مما ينجم عن ذلك استيعابها من قبل الأفراد الآخرين.
المحاور التي ركزت على الوصول إلى التشخيص الدقيق لاضطراب التوحد
1- وصف السلوكيات الأوتيزمية
مثال على ذلك وصف الفرد على أنه عدواني، يقدم قليلاً من الفائدة ومقابل ذلك فإن وصفاً مثل أن الفرد يقوم بقرص الأشخاص الكبار في باطن سواعدهم ما بين الرسغ والكوع، ويقوم بتقديم صورة واضحة لسلوك العدوانية التي تنتج من قبل الفرد.
2- درجة كل سلوك ومقداره
ذلك يعني أن القوة أو أن الدرجة التي يتبين من خلالها السلوك، من الممكن أن يتم وصفها بذكر المقدار، ويكون ذلك عن طريق تحديد تكرار السلوك أو تحديد مقدار السلوك، ومثال على ذلك هل يتبين سلوك لسع الأفراد الآخرين وقرصهم بما يقارب عشر مرات خلال اليوم، أم مرة واحدة في كل أسبوع؟ أما فيما يخص السلوكيات أخرى، مثل سلوك استثارة الذات أو سلوك نوبات الغضب، ممكن أن يتم قياسها عن طريق تحديد الفترة، مثل أن نحدد مدة نوبة الغضب أو عدم حصولها، وذلك بأن نقوم بذكر عدد الثواني التي كانت ما بين ظهور السلوك من جهة الطفل أو تركه لهذا السلوك.
3- البيئات التي يظهر فيها السلوك المستهدف
ومما يتوجب الحديث عنه أن جميع التشخيصات السلوكية الكاملة، يشترط أن تتضمن على مكونات تهتم بنماذج معقدة من السلوك، مما يسبب الوصول إلى اتجاه ذو فعالية عالية في التدخل العلاجي ومثال على ذلك الفرد الذي يلجأ إلى سلوك اللسع أو الى سلوك القرص.
حيث يأتي قبل السلوك الوصف التالي، يتبين السلوك غالباً خلال ثلاث ثوان، وبعد ذلك تأتي عادة ضرورية تعليمية، أما فيما يخص النتائج فقد وصفت كالتالي يؤخذ الفرد إلى مكتب الشخص المسؤول، ويتم بعدها استدعاء الأهل لأخذ ابنهم إلى البيت، ونستنتج من ذلك إننا سوف نحصل على فكرة معينة فيما يخص الظروف التي تحيط السلوك العدواني أو غير المقبول أو الفوضوي.
4- الوظيفة المقصودة
إن هناك عدد لا باس به من السلوكيات التي يمارسها الفرد وتستعمل كشكل من أشكال التواصل، ومن هنا نستنتج إن السلوك الفوضوي يستطيع أن يكون وسيلة ذات فعالية للتواصل، وإن إتباع تقييم ما يسبق السلوك وما يتبعه، يعد محاولة تساهم بتحديد الوظيفة المدركة للسلوك، وهو أمر مهم لتطوير سلوك مساوي له وظيفياً.
ونستطيع ملاحظة العديد من السلوكيات لنتمكن من المحافظة عليها في وظائف محددة، ولعل أكثر الوظائف أو أكثر الأسباب المنتشرة والمرتبطة بصدور سلوك معين تحتوي على الحاجة الآتية، الحصول على الانتباه أو الحصول على شيء مرغوب، والابتعاد عن متطلب معين والابتعاد عنه و الهروب من طلب، أو من شخص أو من نشاط تتجنب نشاط معين، ومثال على ذلك تجنب مهمة ليست سهلة أو الانتقال أو الاعتراض على أحدى النشاطات.
5- الاستثارة الذاتية
إن سلوك الاستثارة الذاتية أو ما يطلق علية السلوك النمطي، يرجع إلى السلوكيات التي تتكرر باستمرار مثل هزهزة الجسم ضرب اليد، وتحريك الأشياء أمام العينين، والتي من الممكن أن تمتد لمدة طويلة، كما يبدو أنها تزود الأفراد الأوتيزميين بتغذية راجعة حسية حركية، ومن المحتمل التعبير عن سلوكيات الاستشارة الذاتية بأساليب متعددة، وبالإمكان أن تكون هذه السلوكيات دقيقة من قبيل حركات العينين اثناء تعرضهما للضوء، أو أثناء القيام بتعبيرات الوجه غير الملائمة أو عند الحزن.
وتكون عند البعض الآخر واضحة بشكل أكبر مثل إصدار أصوات عالية بشكل مستمر وهزهزة الجسم، وكذلك فإن أغلب سلوكات الاستثارة الذاتية تتبين وكأنها تحمل نسبة ضئيلة من المعاني الاجتماعية الواضحة للأشخاص الآخرين، ومن المحتمل أن لا تمثل هذه المعاني أبداً، بالإضافة الى أنها من المحتمل أن تؤثر في العلاقات الاجتماعية وتؤثر في التعلم وفي النمو العصبي، مما يكسب هذه السلوكيات علاقات عكسية مع العديد من السلوكيات الملائمة.
وعندما يتم ضبط هذه السلوكيات فإن هذا يسبب زيادة بصورة تلقائية في الاستجابات الأكاديمية، ويكون اللعب صريحاً وذلك في الوقت الذي تكون فيه أساليب من اللعب ومن التعلم قد تطورت وازدادت، كما يتوجب أن توضح ما يأتي قبل السلوك – والسلوك- وما يتبع السلوك، فعندما تقدم للفرد مهمة أكاديمية، فإن الفرد يقوم بممارسة عدوانيته، وينجم عن ذلك نجاحه في إبعاد المهمة.