المعتقدات الخاطئة في منحى تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:
إن كثيراً من التساؤلات التي تدور حول منهجية السلوك، هي بكل تأكيد تساؤلات واقعية بل وضرورية أيضاً، ويجب الإجابة عنها من جهة، ومن جهة أخرى، فإن معظم الانتقادات الموجهة إليها ليست أكثر من نتيجة لعدم تفهم حقيقة ما تقوله.
ومن هذه المعتقدات هي أنها تتجاهل الوعي، والمشاعر للفرد، أنها تتجاهل القدرات الفطرية وتدعي أن كل المظاهر السلوكية لدى الفرد تكتسب بعد الولادة، إنها تتعامل مع السلوك بوصفه مجموعة من الاستجابات للمثيرات البيئية؛ فهي بذلك تجعل من الفرد دمية أو آلة.
إنها لا تحاول تفسير العمليات المعرفية، ولا مكان لسلوك الفرد للنية أو الهدف إنها تعجز عن تفسير الإنجازات الإبداعية لدى الفرد، كما هو الحال في الفن مثلاً أو في الموسيقى أو الأدب أو العلم أو الرياضيات، إنها لا تسند إلى أي دور للذات او للإحساس بالذات.
وإنها سطحية بالضرورة، ولا تستطيع فهم الحياة العقلية أو أعماق الشخصية للفرد، وإنها تولي ضبط السلوك جل اهتمامها، وتنسى الطبيعة الأساسية للأفراد إنها ناجحة مع الحيوانات، وبخاصة الفئران البيضاء، ولكنها غير ناجحة مع الأفراد.
التصورات حول الأفراد مقيدة:
وبناء على ذلك فإن التصورات حول الأفراد مقيدة بتلك الخصائص التي يتشابه فيها الإنسان مع الحيوان ليس من الممكن تعميم إنجازاتها من المختبر إلى الحياة اليومية، وما تقدمه من أراه حول سلوك الإنسان هي أراء لم تدعمها البحوث العلمية إنها تبسط الأمور والحقائق العلمية التي تتظاهر بتقديمها معروفة أصلاً.
إنها ليست علمية حقاً، أنها تباهي بالعلمية وتتظاهر بها لا أكثر، وأن إنجازاتها التقنية كانت ستتحقق بفعل البديهة، إذا كانت المبادئ التي تقدمها صحيحة، فهي تنطبق أيضاً على العالم السلوكي نفسه، ولهذا فإن ما يقوله العالم هو محصلة لخبراته الإشراطية، ولا يمكن له أن يكون صحيحاً.
إنها تهتم بالمبادئ العامة، ولهذا فهي تتجاهل الخصائص الفردية للفرد، أنها تقلل من إنسانية الإنسان، إنها غير ديمقراطية بالضرورة؛ لأن العلاقة بين المجرب وأفراد الدراسة تحكيمية، إنها تعتبر الأفكار التجريدية كالعدالة وما إلى ذلك مجرد أوهام، إنها لا تبالي بالوجود الإنساني.