المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


أولئك الذين يدافعون عن حِجَة وجود العقول الأخرى في علم النفس من خلال القياس أو من أفضل تفسير يؤيدون بشدة الرأي القائل بأن أي معرفة قد تكون لدينا عن عقول أخرى أو أي مبرر قد يكون هناك لإيماننا بها يجب أن تكون غير مباشرة، إنهم يقبلون أنه في حين أن معرفتنا بحالاتنا العقلية مباشرة، فإن معرفتنا بالحالات العقلية للآخرين يجب أن تنتقل من خلال التفكير مما نلاحظه في سلوك الآخر إلى ما لا يمكننا ملاحظته.

المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس

فكرة أن عقل الآخر لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر هي فكرة تبدو مشتركة للعديد من علماء النفس والفلاسفة، ففي وقت مبكر من القرن الخامس الميلادي تم إيجاد أنه حتى عندما يتحرك جسد الفرد لا توجد طريقة مفتوحة لأعيننا لرؤية العقل، وهو الشيء الذي لا يمكن أن تراه العين، فإن الفكرة القائلة بأنه يجب أن تكون لدينا معرفة مباشرة بالحالات العقلية للآخرين قد تعرضت أيضًا لانتقادات مؤخرًا من خلال التقارير الإدراكية المباشرة التي تحدد الحالات العقلية لشخص آخر.

غالبًا ما ترتبط المعرفة المباشرة بالإدراك وهذا هو ما رفضه العديد من الفلاسفة من علماء النفس بالاقتران مع عقول أخرى، بينما يتم أخذ معرفتنا بعالم الأشياء من حولنا من خلال الإدراك، فقد كان يُعتقد أن معرفة عقل الآخر لا يمكن أن تتحقق بهذه الطريقة، ومع ذلك نجد هدف المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس هو التأكيد على أن معرفتنا بالعقول الأخرى مباشرة مثل معرفتنا بالأشياء المادية.

كتب العديد من علماء النفس التحليليين في العقود القليلة الماضية دفاعًا عن فكرة أن معرفتنا بالعقول الأخرى تأتي من خلال الإدراك، وقد دافع بعض الفلاسفة الذين كتبوا في التقليد الذي يدرس خبرة الوعي عن الفكرة، ويجمع العديد من الفلاسفة الذين يعملون اليوم معًا العمل في كلا التقليدين للدفاع عن هذه الفكرة، يعتقد البعض أن النظر في القضايا المتعلقة بالذات فيما يتعلق بالآخرين لديه القدرة على سد الفجوة بين هذين التقليدين.

أساسيات المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس

أولئك الذين تجذبهم فكرة أن معرفتنا بالعقول الأخرى تأتي من خلال الإدراك غالبًا ما يلجئون إلى أساسيات قوية دفاعًا عن موقفهم، من خلال إدراكهم جميعًا أنهم غالبًا ما يدعون أنهم في وضع يمكنهم من خلاله رؤية الحالات العاطفية للأفراد فيه مثل أن يكون الآخر غاضب أو في ألم وما شابه، حيث يحرص علماء النفس على الإشارة إلى أننا لا ندعي دائمًا أن هذا هو الحال ولا ندعي ذلك فيما يتعلق بجميع الحالات العقلية.

يعتقد علماء النفس أن الانتباه لمثل هذه الحالات يمكن أن يعلمنا أن الحالة العقلية ليست دائمًا تعني الانسحاب من التعامل المباشر مع العالم، حيث أن القول بأن المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس يمكن أن تكون مباشرة وفورية يعني أنه لا يوجد حجاب أو حاجز يتدخل بين الموضوع المعرفي وما هو معروف، ولا يعني أن معرفتنا هنا كاملة أو أن هناك ليست هناك صعوبات تقف في طريق تحقيقنا لمثل هذه المعرفة.

في أساسيات المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس لا ينبغي لنا أن نتجاهل أو نفهم فكرة الفطرة السليمة أن يمكن للمرء أن يدرك حرفيًا، في تعبيرات وجه شخص آخر أو سلوكه، أنه يتألم مثلًا، وليس مجرد استنتاج أنه يتألم مما يدركه المرء، حيث تتضمن أساسيات المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس خطوتين حاسمتين إحداهما تتعلق بفهمنا للتجربة والأخرى تتعلق بفهمنا للسلوك الإنساني.

تقترح المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس أن نفكر في تجربتنا على أنها منفتحة على العالم، مما يسمح للأشياء أن تظهر فيه مباشرة، وبطريقة موازية تقترح المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس أن نفكر في السلوك الإنساني على أنه تعبير عن الحالات العقلية، مما يسمح لها بالتعبير عن نفسها في السلوك.

وفقًا لأساسيات المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس عندما يكون لدى المرء خبرة في السلوك التعبيري الحقيقي، فإن المرء لا يعاني في الواقع من الحالة العقلية للآخر، ومع ذلك لا ينبغي التفكير في السلوك الإنساني في الحالة الواقعية على أنه يفتقر إلى العقل بطريقة تسمح بإمكانية الغياب التام له.

تحديات المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس

يتمثل التحدي الذي يواجه المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس في شرح كيفية ظهور الخطأ في كلتا الحالتين في التفكير بالتجربة المنفتحة للعالم أو الحالة الخاصة بالسلوك الإنساني، ولاستيعاب الخطأ تقدم المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس فهمًا منفصلًا لكل من الخبرة والسلوك الإنساني من خلال مجموعة من التحديات الإيجابية لها.

بالنظر إلى الأول من تحديات المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس يمكننا القول إما أن تجربتنا تتيح الوصول إلى العالم أو أنها تؤدي إلى الوصول الظاهر فقط، وبالنظر إلى الأخير من حالة النظر في السلوك يمكننا أن نقول إما أن السلوك المرصود يكون معبرًا عن عقلية الآخر أو يبدو فقط أن يكون كذلك، ففي كلتا الحالتين تكون الطريقة التي تبدو بها الأشياء لموضوع التجربة أقل من المعرفة المعصومة عن أيهما مفصول.

في التحديات التي تقدمها المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس قد نكون غير معصومين من الخطأ فيما يتعلق بكيفية وجود الأشياء في العالم، لكن هذه التحديات تُصر على أننا يجب أن نكون حريصين على تحديد هذه القابلية للخطأ في المكان المناسب، ولا ينبغي أن نستنتج كما استنتج الكثيرون أن كل التجارب قد تكون غير معصومة من الخطأ، هذه هي الخطوة التي تمهد الطريق للشك المعرفي.

بدلاً من ذلك فإن قدراتنا الإدراكية هي غير معصومة فهي تزودنا أحيانًا بتجربة حقيقية وأحيانًا لا تفعل ذلك، والشيء المهم هو أنه عندما تكون التجربة حقيقية يمكننا أن نأخذها لتعطينا دليل على الشك بمعرفة بالعالم، فعندما يتعلق الأمر بمعرفتنا بالعقول الأخرى فإن الحركة المنفصلة تسمح لنا بالتمسك بذلك، حيث يكون السلوك معبرًا حقًا عن الحياة العقلية للآخر، فإن تجربتنا في سلوكها ستنتج معرفة الحياة العقلية للآخر.

لا يتم التفكير في السلوك التعبيري الحقيقي كدليل على الحياة العقلية للآخرين ولكن كمعيار لها، حيث تتطلب تحديات المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس فهم المعايير وأن نقبل السلوك في بعض الحالات على الأقل ليكون معبرًا عن معيارًا للحالات العقلية، فالمعايير السلوكية مفهومة للغاية وغير قابل للتنفيذ.

وفي النهاية نجد أن:

1- المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس تتمثل في مستويات الوعي المعرفي للأفراد بالاعتراف أن هناك سلوكيات ذاتية وسلوكيات للأفراد المقابلين.

2- المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس تتمثل أيضًا بوعي الفرد بوجود حالات عقلية للأفراد المقابلين كما أن لديهم قدرة التفكير المشابهة لهم.

3- تستند المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس ببغض الأساسيات حول إدراك الأفراد جميعًا أنهم غالبًا ما يدعون أنهم في وضع يمكنهم من خلاله رؤية الحالات العاطفية للأفراد فيه.

4- تتمثل المعرفة الإدراكية للعقول الأخرى في علم النفس ببعض التحديات التي تعتبر إيجابية في القدرة على إثبات وجود العقول الأخرى.


شارك المقالة: