المعلومات اللازمة لعملية الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


المعلومات اللازمة لعملية الإرشاد النفسي:

إنّ العملية الإرشادية لا تقوم على أساس فارغ من المعلومات، ولا تقوم على التكهنات والتوقعات التي تحاكي الممكن، فهي تقوم على أسس من جمع كافة المعلومات المتعلقة بالمسترشد والتي تعتبر المحور الرئيسي للعملية الإرشادية، وبدون هذه المعلومات لن يكون هناك أسباب واضحة لنشأة المشكلة، ولن نتمكن من معالجتها أو الوقوف عليها أثناء العملية الإرشادية، وجمع المعلومات أسلوب مشترك ما بين المرشد والمسترشد لكي يفهم كل منهما شخصية الآخر، ويستطيع تشخيص المشكلات بصورة جيّدة.

ما حاجة المرشد إلى جمع المعلومات قبل البدء بالعملية الإرشادية؟

لا بدّ للعملية الإرشادية من وجود خطّة علاجية ذات أهداف واضحة لا بدّ من تحقيقها أثناء الخضوع للعملية الإرشادية، وهذا الأمر يعتمد برمّته على جمع المعلومات الدقيقة الصحيحة عن المسترشدين على وجه الخصوص من حيث نقاط القوّة والضعف والمؤثرات الخارجية التي شكلت الشخصية وأثرت فيها، ومحاولة جمع اكبر قدر ممكن من المعلومات التي تخفى على المسترشد والتي تساعده عل فهم وتقدير ذاته بأفضل الوسائل الممكنة في الإرشاد النفسي.

من الملاحظ أن بعض المرشدين يعتمدون على استخدام بعض الأساليب التي تساعدهم في جمع البيانات، حيث يتقيدون بطريقة ما دون غيرها مما يجعل من عملية جمع المعلومات ذات شكل واحد تفتقر إلى الدقّة، وهذا الأمر يعتمد على الأسلوب الإرشادي المستخدم من قبل المرشدين، من حيث الاهتمام بالسيرة الذاتية للمسترشد، أو الوسائل الأخرى لجمع المعلومات من حيث المعلومات التي تتمحور حول الذات، ويقيم بعض المرشدون اهتماماً اكبر للوسائل التي تتمركز حول شفافية العملية الإرشادية في جمع المعلومات وتحليلها أكثر من اعتمادهم على السيرة الذاتية فقط.

ما أبرز المعلومات اللازمة في العمل الإرشادي والعلاجي؟

البيانات الشخصية العامة:

وتشمل هذه المعلومات التفاصيل الكاملة العامة التي تتمركز حول الاسم وتاريخ الميلاد والعنوان التفصيلي، وطبيعة العمل، وأرقام الهواتف وغيرها من المعلومات التي تتعلق بالشخصية بصورة عامة.

البيانات الشخصية الخاصة:

وتتعلق هذه البيانات بالأمور الخاصة بصورة أكثر والتي تمّ جمعها من خلال المصادر الأخرى، وهي معلومات تتمحور حول الذات وأبرز تفاصيل الشخصية مثل الاتجاهات والرغبات والميول ومقدار الذكاء.

البيانات الاجتماعية والمهنية:

وعادةً ما يتمّ الحصول على هذه المعلومات من خلال الاستقصاء العام الذي يقوم به المرشد عن الشخص في مكان عمله، والمكان الذي درس فيه سابقاً، بحيث يقوم بجمع أكبر قدر ممكن عن الشخصية وطبيعة تعاملها مع الأخرين، وأي تفاصيل أخرى تتعلّق بالذات، من حيث علاقته مع زملائه في الجامعة أو المدرسة او مكان العمل، وهل هو شخص طيّب أم شرير وهل يعاني من أي اضطرابات عصبية.

كما ويتمّ البحث عن علاقة المسترشد بذويه والأشخاص المحيطين به، هل هي علاقة عادية أم تفتقر إلى التواصل والمحبة، هل هو شخص منطوي أم اجتمعي، هل هو مقبول من قبل المجتمع أم مرفوض؟ وكلّ هذه الأسئلة والاجابات التي يتمّ جمعها، تعمل على إنشاء صفحة معلومات دقيقة لفهم الشخصية والوقوف عند أبرز المشاكل التي مرّت بها.

البيانات الانفعالية:

وهنا يتمّ جمع المعلومات المتعلقة بانفعالات المسترشد، ومعرفة مدى الانفعال الذي يعاني منه، هل هو سلبي إلى درجة كبيرة أم أنه معتدل يمكن التعامل معه وقبوله، أم أنه لا ينفعل بالأساس لوجود مشكلة نفسية ما تبعده عن الواقع؟ وهذه الانفعالات تكون على سبيل الضرورة في التعامل مع الحالة التي تخضع للعملية الإرشادية، بحيث توضّح الكثير من جوانب المشكلة.

ويتم الحصول على المعلومات المتعلقة بانفعالات الفرد المراد دراسته وتحليله من خلال سيرته الذاتية التي يقوم بسردها، أو من خلال جمع المعلومات من خلال الأصدقاء أو المؤسسات التي قام بالعمل فيها، وما هي أبرز الانفعالات السلوكية التي قام بها خلال فترة دراسته أو عمله.

البيانات الصحية والفسيولوجية:

وهذا الجزء من المعلومات يتعلّق بالبنية الجسدية من حيث الطول والوزن والبنية واللون والعلامات البارزة، كما ويتعلّق بالسيرة المرضية للشخص التي أثّرت في مسيرته الحياتية، وهل يعاني من أمراض مزمنة شكّلت فارقاً في الشخصية، وهل تعرّض خلال مراحل حياته إلى حوادث أو مشاكل صحية أثرت في جسده بصورة دائمة، ولهذه المعلومات دور كبير في الخطّة الإرشادية وطريقة التعامل مع المرشد، بحيث يتم التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من سيرة مرضية بطريقة مختلفة عن أولئك الأسوياء الذين لا يعانون من أي مشاكل صحيّة.


شارك المقالة: