المقاومة في العملية الإرشادية

اقرأ في هذا المقال


الخطط الإرشادية:

لا تسير الأمور في بعض الأحيان وفق الخطط الإرشادية والقواعد التي يخضع لها علم الإرشاد النفسي، ففي بعض الأحيان يتعرّض المرشد النفسي إلى أنواع شتّى من المقاومة التي تصعّب من العملية الإرشادية وتجعل منها عملية أكثر صعوبة وتعقيداً، وقد تصل الحال إلى درجة المواجهة مع المسترشد وعدم رغبته في إكمال العملية الإرشادية أو الانتكاس أو الخداع والكذب، وفي هذه الحالات تفرض المقاومة العديد من السيناريوهات الجديدة، فما مفهوم المقاومة في العملية الإرشادية النفسية؟

ما مفهوم المقاومة في العملية الإرشادية النفسية؟

بالطبع عندما نتحدّث عن المقاومة الإرشادية لا نتحدّث عن استخدام القوّة الجسدية من قبل المسترشد، ولا نشير إلى استخدام الأسلحة الخفيفة أو الثقيلة للدفاع عن النفس، ولكننا نشير إلى عصيان المسترشد او عدم رغبته في إكمال العملية الإرشادية، أو إكمالها ولكن بمخالفة جميع قواعد الإرشاد النفسي وعدم الالتزام بالقوانين والأنظمة وعدم الموافقة على الجو الإرشادي، أو عدم القبول بشخصية المرشد بصورة عامة.

إنّ المسترشد يقوم يبدي في بعض الأحيان رغبته اللاشعورية في عدم الانخراط داخل العملية الإرشادية، مما يصعّب من مهمّة المرشد النفسي ويجعله يستخدم العديد من الاستراتيجيات الإرشادية لمحاولة احتواء الأزمة ودمج المسترشد في العملية الإرشادي، وفي كلّ مرّة يقوم المسترشد بخلق المزيد من الاعذار أو اختلاق المشاكل والمخالفات، أو عدم الإدلاء بالمعلومات الصحيحة التي لا تقوم العملية الإرشادية بمنأى عنها، يقوم المرشد بمحاولة إعادة دمج المسترشد واكتسابه من خلال خطوات جديدة وخطط إرشادية أخرى في محاولة لإخراج ما يكبته داخله من معلومات وهموم.

كيف يساعد صمت المسترشد إلى المقاومة في العملية الإرشادية؟

عندما يقتصر أداء المسترشد على الحضور فقط وعدم قدرته على الخضوع أو الإجابة على أي سؤال أو استبيان من شأنه الإسراع في العلاج، يزيد هذا الأمر من تعقيد المشكلة الإرشادية ويزيد من ساعات وعدد الجلسات المقرّرة ، ومن الصعب أن يتمّ إيجاد الحلول كما هو متوقّع ضمن الخطط الإرشادية التي تمّ وضعها قبل البدء بالعملية الإرشادية، وبالتالي عدم القدرة على الاستبصار الحقيقي بما يحيط بالمسترشد بصورة حقيقية، وعدم القدرة على إثبات شخصية المسترشد وربّما الحاجة إلى تغيير المرشد نفسه وتغيير المكان الإرشادي، في محاولة لكسب ثقة المسترشد.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: