المنهج التتبعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


البحث في علم النفس:

جميعنا الآن نعرف بعض الأدوات والآليات التي يمكن استعمالها من أجل إجراء بحث حول التنمية البشرية ومراحل التطور والحصول على الكثير من المعلومات وخاصة التي تهتم بتنمية الأفراد من النواحي النفسية، بحيث تعبر طرق البحث عن أدوات تُستخدم لجمع المعلومات.

ومن الضروري الربط بين أساليب البحث وتصميم البحث في علم النفس، بحيث يعتبر تصميم البحث استراتيجية أو مخطط لتحديد كيفية جمع المعلومات وتحليلها، ويحدد تصميم البحث الطرق المستعملة وكيفية استعمالها، وتصاميم البحث التنموي هي تقنيات مستعملة بشكل خاص في أبحاث تطوير العمر.

وعندما نحاول وصف التطوير والتغيير والنمو، تصبح تصميمات البحث مهمة بشكل خاص لأننا مهتمين بما يتغير وما يظل كما هو مع تقدم العمر بنا، بحيث تحاول هذه التقنيات البحثية من دراسة كيفية تأثير العمر والجماعة والعلاقات والطبقة الاجتماعية على التنمية في علم النفس.

المنهج التتبعي في علم النفس:

يهتم هذا المنهج بدراسة مراحل نمو الفرد النفسية، من خلال الاهتمام والنظر للمراحل العمرية له، وذلك من خلال تتبع مراحل نمو وتغير السلوك في الطفولة عبر مراحل العمر المتعددة، ويعتمد هذا المنهج على المراقبة والتتبع لفترات طويلة، حيث تأخذ الدراسة مدة زمنية طويلة.

وذلك لكونها عملية تسجيل مستمرة ولفترات طويلة متباينة، حيث يواجه الفرد أثناء فترات النمو إلى الكثير من التغيرات، بحيث يمر الفرد بمجموعة مراحل نمو نفسية أيضاً، خلال مراحل النمو البدني، حيث تتغير سيكولوجية الأفراد خلال مراحل النمو المتعددة.

يتضمن المنهج التتبعي في علم النفس عناصر من تصاميم البحث وخاصة الطولية والمقطعية، وهو يختلف عنها، بحيث يتميز المنهج التتبعي بالمشاركين الذين يتم متابعتهم بمرور الوقت، ويشمل المنهج التتبعي في علم النفس مشاركين من مختلف الأعمار.

يختلف المنهج التتبعي عن غيره من مناهج البحث التجريبية والشخصية في علم النفس، حيث يتم تسجيل الأفراد من مختلف الأعمار في دراسة في نقاط زمنية مختلفة لفحص التغييرات المرتبطة بالعمر، والتطور داخل نفس الأفراد مع تقدمهم في العمر، ومراعاة إمكانية تأثير الفوج أو وقت القياس.

تعتبر الدراسات ذات المناهج التتبعية قوية؛ لأنها تسمح بإجراء مقارنات طولية ومستعرضة، ويمكن قياس التغييرات أو الاستقرار مع تقدم العمر مع مرور الوقت ومقارنتها بالاختلافات بين الفئات العمرية والفوجية، ويسمح المنهج التتبعي هذا أيضًا بفحص مجموعة ووقت تأثيرات القياس.

على سبيل المثال، يمكن للمهتم في المجال البحثي في علم النفس فحص درجات ذكاء الأطفال في سن 20 عامًا في أوقات مختلفة من التاريخ ومجموعات مختلفة، وقد يتم فحص هذا من قبل الباحثين المهتمين بالتغيرات الاجتماعية والثقافية والتاريخية؛ لأننا نعلم أن تطور العمر متعدد التخصصات.

أساليب المنهج التتبعي في علم النفس:

يستخدم المنهج التتبعي في علم النفس العديد من الأساليب والأدوات من أجل جمع البيانات والمعلومات المطلوبة، والتي تتمثل في دراسة الحالة والمسح والمراقبة المستمرة.

في بعض الأحيان، تستند البيانات في المنهج التتبعي إلى مجموعة صغيرة فقط من الأفراد، غالبًا شخص واحد فقط أو مجموعة صغيرة واحدة، وتُعرف هذه المناهج بدراسات الحالة، أي سجلات تتبعية لتجارب وسلوك فرد واحد أو أكثر، وتتضمن دراسات الحالة أحيانًا أفرادًا عاديين.

في كثير من الأحيان، يتم إجراء دراسات الحالة على الأفراد الذين لديهم تجارب أو خصائص غير عادية أو غير طبيعية أو الذين يجدون أنفسهم في مواقف صعبة أو مرهقة بشكل خاص، والافتراض هو أنه من خلال الدراسة الدقيقة للأفراد المهمشين اجتماعيًا، أو الذين يعانون من مواقف غير عادية، أو الذين يمرون بمرحلة صعبة في حياتهم.

في حالات أخرى، تأتي البيانات من المنهج التتبعي في شكل مسح أو مقياس يتم إدارته من خلال مقابلة أو استبيان مكتوب للحصول على صورة لمعتقدات أو سلوكيات عينة من الأشخاص المعنيين، ويتم اختيار الأشخاص الذين تم اختيارهم للمشاركة في البحث المعروفين باسم العينة؛ ليكونوا ممثلين لجميع الأشخاص الذين يرغب الباحث في معرفتهم.

نوع أخير من المنهج التتبعي في علم النفس لجمع المعلومات المعروف بالمراقبة المستمرة، وهو المنهج القائم على مراقبة الأحداث اليومية، على سبيل المثال، يقوم عالم النفس التنموي الذي يراقب الأطفال في الملعب ويصف ما يقولونه لبعضهم البعض أثناء اللعب بإجراء بحث وصفي، كما هو الحال مع عالم النفس البيولوجي الذي يراقب الحيوانات في بيئاتها الطبيعية.


شارك المقالة: