المهارات التي يتبعها الوالدين في التعامل مع الأطفال تحدد سلوك الطفل، انفعالاته، وطريقة تعامله مع أسرته والمجتمع المحيط به، فبذلك نكون قد أنشاءنا أسرة متماسكة، وبالتالي نحصل على مجتمع واحد قوي، مترابط، ومتماسك.
المهارات التي قد يتعلمها الآباء عن أطفالهم
- تعلم كيف ينمو الأطفال ويكبرون.
- تعلم أن يصبحوا ماهرين في تشجيع الأطفال.
- تعلم وسائل وطرق ذات فعالية للتعامل مع السلوك غير الصحيح للطفل.
- تعلم اكتشاف وسائل وطرق اتصال ذات فعالية أكثر وكفاءة مع الأبناء.
أسباب التدريب على المهارات الوالدية
منذ زمن طويل بدأت المجتمعات الإنسانية تطالب بالحاجة إلى تدريب كل من يعمل مع الأطفال سواء كانوا معلمين، أو مرشدين، الأخصائيين الاجتماعيين، وغيرها من الفئات التي تتعامل مع الطفل، ولكن أهم شخصين بحياة الطفل هما الوالدان، وما زالا يقومان بمهمة التربية دون أي إعداد أو تدريب.
وقد ظهر مزيد من الحاجة إلى تأهيل الوالدين وتدريبهم على ممارسة المهمات التربوية للمجموعة من الأسباب ومعظم هذه الأسباب لها تتعلق بالتغير الاجتماعي السريع الذي نواكبه، والذي يجعل تربية الأبناء موضوعاً يستحق الاهتمام.
التربية التقليدية التسلطية لم تَعد ملائمة لهذا الوقت التي نعيشه، إذا أعدنا النظر إلى المجتمعات العربية عموماً لوجدنا أنها عاشت خلال العقود الأخيرة تحولات اجتماعية، اقتصادية، وتكنولوجية سريعة ومتتابعة ظهرت آثارها الواضحة في الزيادة المضطردة في مجال تعليم المرأة وعملها، ومما لا شك فيه أن هذه التغيرات كان لها أثر في تركيب الأسرة، في العلاقة بين الرجل والمرأة، وفي علاقة الآباء بأطفالهم أيضاً.
نتيجة لذلك أصبح هناك نوعاً من التذبذب والحيرة في علاقة الآباء بأطفالهم وكثير من الآباء والأمهات يرفضون اليوم الأسلوب المتشدد المتسلط في التعامل مع الطفل، إلا أن العديد من الآباء في الوقت نفسه ليسوا واثقين من فاعلية الأسلوب المتساهل المتفاهم لحاجات الطفل ورغباته.
إن أطفال اليوم أصبحوا يعرفون حقوقهم وغير مستعدين للقبول والانصياع إلى قوانين وضوابط الكبار، لذا نجد أن الطريقة التقليدية لجني الطاعة المطلقة من الأطفال باستخدام طريقتي (الثواب والعقاب) لم تعد كافية كما كان سابقاً وأطفال اليوم يعتبرون الإثابة والمكافأة حق لهم.
إن صعوبات تربية الأبناء في هذا العصر المتصف بالانفتاح، والثورة المعلوماتية والتقنية تُلزم الآباء استخدام أساليب وأنماط للتعامل تقود الأبناء للعيش في هذا العالم والاستفادة منهم، وأن يشاركوا ويسهموا في تطوير العالم من حولهم.
من جهة أخرى أظهرت الدراسات التجريبية التي قاموا بها على الوالدين الذين يتدربون على المهارات الوالدية إلى أهمية تلك البرامج التدريبية وفعاليتها.