النجاح أن نقدم المساعدة للآخرين دون مقابل

اقرأ في هذا المقال


يظنّ أغلبنا أنَّه إذا ما قمنا بعمل طيّب، أو قدمنا مساعدة لشخص أو جماعة ما، فإنَّ العائد أو المردود، لا بدّ وأن يأتي مباشرة من هذا الشخص أو الجماعة مقابل المساعدة التي قدمناها لهم.

النجاح يقبل قانون التقابل

في الحقيقة، ليس هذا النحو الذي تجري عليه أمور هذا العالم، فنحن عندما نقدّم معروفاً لشخص آخر، فإننا نُفعّل ونُنشط قانون التجاذب، ولأنّه قانون فليس علينا أن نقلق بشأن مكافأتنا، فالقَدر كفيل أن يقوم بسداد المعروف والدين الذي أسديناه إلى أحدهم.

لطالما واصلنا في بذر اﻷمور الطيبة والخيّرة، سنقطف الثمار عاجلاً أم آجلاً، حيث سيعود علينا عمل الخير من جهة غير متوقّعة على الإطلاق، وفي وقت بعيد عن الاحتمال تماماً.

كلّ ما علينا القيام به، هو التأكد من أنَّنا نقدّم كلّ ما لدينا على الدوام، وأمَّا الثمار فسوف تنضج نفسها بنفسها، وسوف تأتينا ثمارها ولو بعد حين، ولكن من ينتظر النتائج، سيطول عليه الحال، وقد يعانده القَدر فلا يحصل على أي معروف يُذكر، فالخير لا ينتظر المقايضة، والنجاح يحتاج إلى الكثير من التأني والصبر.

أهمية تقديم المساعدة للآخرين

1. تعزيز الروابط الاجتماعية

عندما نقدم المساعدة للآخرين، نُعزز من الروابط الاجتماعية بين الأفراد. يُسهم ذلك في بناء مجتمع مترابط حيث يشعر الأفراد بالدعم والتعاون. الروابط الاجتماعية القوية تؤدي إلى زيادة الشعور بالانتماء، مما يُعزز من الاستقرار النفسي.

2. تحسين الصحة النفسية

تشير العديد من الدراسات إلى أن تقديم المساعدة للآخرين يُحسن من الصحة النفسية. يُعزز العمل الخيري والشعور بالعطاء من إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يُساعد على تقليل مستويات التوتر والقلق.

3. تنمية مهارات جديدة

عندما نساعد الآخرين، غالبًا ما نكتسب مهارات جديدة. سواء كانت مهارات اجتماعية، أو تنظيمية، أو حتى فنية، تُساهم هذه المهارات في تعزيز النمو الشخصي والمهني. هذه الخبرات تُعتبر ذات قيمة كبيرة في مسيرتنا الحياتية.

4. تحقيق الشعور بالرضا الشخصي

يُعد تقديم المساعدة للآخرين مصدرًا قويًا للرضا الشخصي. الشعور بأنك قد ساعدت شخصًا ما أو أضأت يومه يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في كيفية رؤيتك لنفسك ولعالمك. هذا الرضا الداخلي يُعتبر نجاحًا بحد ذاته.

تأثير المساعدة على المجتمع

1. بناء مجتمع متماسك: تُساعد المساعدة المتبادلة في بناء مجتمع متماسك حيث يتعاون الأفراد لتحقيق أهداف مشتركة. عندما يعمل الناس معًا، يمكنهم معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية بشكل أكثر فعالية.

2. تحفيز الآخرين على العطاء: عندما يشهد الأفراد ممارسات العطاء والمساعدة من الآخرين، فإنهم غالبًا ما يُحفزون على اتباع نفس النهج. هذا التأثير الإيجابي يُساعد على إنشاء حلقة من العطاء المتبادل في المجتمع.

3.مواجهة التحديات الاجتماعية: تُسهم الأعمال الخيرية والمساعدة المجتمعية في مواجهة التحديات الاجتماعية مثل الفقر، والبطالة، والتعليم غير الكافي. من خلال تقديم المساعدة، يمكن للأفراد المساهمة في تحسين الظروف المعيشية لمن حولهم.

كيفية تقديم المساعدة دون انتظار مقابل

1. التطوع في المؤسسات الخيرية: يمكن أن يكون التطوع في المؤسسات الخيرية طريقة رائعة لتقديم المساعدة. سواء كان ذلك في دور رعاية المسنين، أو الملاجئ، أو مراكز التعليم، تُعد هذه الأنشطة فرصة للإسهام في تحسين حياة الآخرين.

2. تبادل المعرفة والخبرات: يمكن للأفراد تقديم المساعدة من خلال مشاركة معرفتهم وخبراتهم. يمكن أن تكون ورش العمل أو الدروس التعليمية وسيلة فعالة لنقل المعرفة للآخرين.

3.تقديم الدعم العاطفي: يُعتبر الدعم العاطفي من أشكال المساعدة المهمة. من خلال الاستماع للآخرين وتقديم المشورة، يمكن للأفراد أن يكونوا مصدر دعم لمن يواجهون تحديات شخصية.

4. الاهتمام بالمجتمع المحلي: يمكن تقديم المساعدة من خلال الاهتمام بالمشاريع المحلية. سواء كان ذلك في المشاركة في حملات النظافة، أو زراعة الأشجار، أو دعم الأعمال المحلية، تُعتبر هذه الأنشطة جزءًا من العطاء المجتمعي.

يُعتبر النجاح في تقديم المساعدة للآخرين دون انتظار مقابل من الأمور الجوهرية التي تساهم في بناء مجتمع صحي ومتماسك. من خلال تعزيز الروابط الاجتماعية، وتحسين الصحة النفسية، وتنمية المهارات، فإن العطاء يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من مفهوم النجاح الحقيقي. إن تأثير المساعدة لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يمتد ليشمل المجتمع ككل، مُحدثًا فرقًا إيجابيًا في حياة الجميع. لذا، يجب علينا أن نُشجع أنفسنا على ممارسة العطاء والمساعدة، لأن النجاح ليس مجرد تحقيق الأهداف الشخصية، بل هو أيضًا في إحداث تغيير إيجابي في حياة الآخرين.


شارك المقالة: