اقرأ في هذا المقال
إذا أردنا أن نعرف فلسفتنا الكاملة في الحياة، فعلينا أن نعرف الشيء الذي يمنحنا أعظم شعور بالأهمية، وأن نسأل أنفسنا دائماً عن الشيء الذي يمنحنا أعظم قَدر من الشعور بالأهمية. وما هو الشيء الذي يمنحنا إحساساً عالياً من تقدير الذات، عندما نوفّق في القيام به، وما الذي نستمتع بالقيام به أكثر من سواه، بحيث نعاود العمل به باستمرار ودون كلل أو ملل.
علينا أن نقرر طبيعة أعمالنا بما يتوافق مع ذاتنا
إنَّ أحد أهم الأسرار الكبرى للنجاح، هو أن نقرر الشيء الذي نشعر من خلال القيام به بالمتعة، وكسب الرزق على أحسن صورة، دون أن نشعر بالإحباط والتوتر.
عِلماً أنَّ أغلب الناس يقومون بالعمل على عكس هذا المبدأ، فهم يفعلون ما يشعرون أنَّه ينبغي عليهم القيام به؛ لكي يوفّروا في النهاية الوقت والمال اللازمين، بغض النظر عن مشاعر الحب أو الكراهية للعمل الذي يقومون به، فكلّ ما يهمّ هو المال والراحة، وهذا مبدأ غير صحيح ولا يجلب النجاح والتفوّق .
ليكن هدفنا أن نعكس هذا الترتيب، حيث ينبغي علينا أن نقوم بما نستمتع القيام به منذ البداية، فعلى هذا النحو سوف نستمر بالتحسّن، وصولاً إلى القيام بالمزيد من النجاحات، والمزيد من الأمور التي تمنحونا أقصى شعور بالأهمية والإنجاز بما يتوافق مع شخصيتنا.
الأسباب التي تبرز كيف يمنحنا النجاح هذا الشعور
1. تحقيق الأهداف والطموحات
- إحساس الإنجاز: عندما نحقق أهدافنا، نشعر بأننا قد حققنا شيئًا ملموسًا، مما يعزز من ثقتنا بأنفسنا ويمنحنا شعورًا بالجدارة.
- تأكيد الهوية: النجاح يعزز من هوية الفرد، حيث يصبح جزءًا من تقدير الذات. كل إنجاز صغير أو كبير يعكس قدرة الفرد على تحقيق ما يسعى إليه.
2. تعزيز العلاقات الاجتماعية
- الاعتراف من الآخرين: النجاح غالبًا ما يجلب التقدير والاعتراف من الأقران والزملاء، مما يعزز من شعورنا بالأهمية في المجتمعات التي نعيش فيها.
- المساهمة في المجتمع: الأشخاص الناجحون غالبًا ما يكون لديهم الفرصة لتقديم الدعم والمساعدة للآخرين، مما يعزز من شعورهم بأنهم جزء مهم من مجتمعهم.
3. تطوير المهارات والقدرات
- النمو الشخصي: النجاح يتطلب العمل على تطوير المهارات وتعلم أشياء جديدة. كلما تطورنا، زادت فرص النجاح، مما يعزز من شعورنا بالأهمية.
- تجاوز التحديات: النجاح في مواجهة التحديات والصعوبات يثبت لنا أننا قادرون على التغلب على العقبات، مما يعزز من شعورنا بالقدرة والكفاءة.
4. إلهام الآخرين
- قدوة للآخرين: الأشخاص الناجحون غالبًا ما يكونون مصدر إلهام للآخرين، مما يعزز من شعورهم بأهمية دورهم في حياة الآخرين.
- المشاركة في التجارب: من خلال مشاركة قصص النجاح، يمكن للأفراد تحفيز الآخرين على السعي لتحقيق أهدافهم، مما يخلق دائرة من الإيجابية والأهمية.
5. تحقيق الاستقرار النفسي
- تقليل القلق: النجاح يعزز من شعور الأمان النفسي، حيث يمنح الأفراد الثقة بأنهم قادرون على التحكم في مسار حياتهم وتحقيق ما يريدون.
- التوازن العاطفي: مع النجاح، يتعزز الشعور بالاستقرار العاطفي، مما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام.
النجاح هو أكثر من مجرد تحقيق الأهداف؛ إنه شعور بالأهمية والاعتزاز بالنفس. من خلال تعزيز الهوية الشخصية، وتطوير المهارات، وإلهام الآخرين، يمكن أن يصبح النجاح مفتاحًا للشعور بالقيمة والجدارة. لذلك، ينبغي علينا جميعًا أن نسعى لتحقيق النجاح في حياتنا، ليس فقط من أجلنا، بل أيضًا من أجل من حولنا، وللمساهمة في خلق مجتمع أكثر إلهامًا وتقديرًا.