النظريات المفسرة لعملية النضج المهني

اقرأ في هذا المقال


يعبّر النضج المهني عن تطوّر ونمو الجوانب النفسية والشخصية والمهنية لدى الفرد، واكتساب المعارف الخاصة بالوظائف والمهن المختلفة والحيّز على أفضل الكفاءات والخبرات المهنية العالية، بحيث تكون هذه الكفاءات المهنية واقعية تمتاز بالموضوعية وسهولة التطبيق؛ لأنَّ الفرد سيقوم بتوظيفها من أجل صنع واتخاذ القرارات المهنية المصيرية الخاصة بمستقبله المهني.

النظريات المفسرة لعملية النضج المهني:

تهتم النظريات الخاصة بالمجال المهني بجميع العمليات المهنية الواجب على الفرد التعرُّف إليها وفهمها بطريقة تساعده على تحقيق أفضلها وتجنب ما يأتي عليه بنتائج سلبية تؤدي إلى الفشل المهني، بحيث يجب الاهتمام بالنظريات التي تفسّر عملية النضج المهني؛ من أجل تحسين مستوى ودرجة النضج المهني المتواجدة لديهم، وتتمثل النظريات المفسرة لعملية النضج المهني من خلال نظرية جينزبرغ وسوبر، ويمكن تلخيصهما من خلال ما يلي:

1 نظرية جنزبرغ في النضج المهني: تتمثل هذه النظرية في وجود مبادئ ثابتة لدى الفرد وتعتبر كأساسيات وقواعد يقوم الفرد من خلالها بالتنسيق بين ما يحتاج إليه من عمل ووظيفة، وبين شروط العمل الموجود ومتطلباته المختلفة، بحيث تميل هذه النظرية إلى الواقعية والموضوعية وخاصة عند القيام بالاختيار بين مجموعة من المهن المتاحة، أي أنَّ مقدرة الفرد على الاختيار ما يناسبه ويناسب ميوله ومهاراته المهنية فهذا يدل على النضج المهني، وركز جنزبرغ على قدرة الفرد على تخطي جميع العوامل المحيطة والداخلية التي من الممكن أن تؤثر في اختيارات الفرد المهنية.

من عيوب نظرية جنزبرغ في النضج المهني أنّها لم تحدد المراحل العمرية التي من الممكن أن يكون بها الفرد ناضج مهنياً، وأن عملية الاختيار المهني لا تتوقف على وقت معين وأشخاص معينين بل يمكن القيام بها في كل وقت وكل مكان وكل مجال سواء المهني أو التعليمي.

2 نظرية سوبر في النضج المهني: تشتمل هذه النظرية على مبدئين أساسيين وهما الفروق الفردية الموجودة بين الأشخاص من حيث القدرات الذهنية والجسدية والمهارات المهنية والشخصية، ومبدأ معرفة الفرد لنفسه وخصائصها المهنية مثل الميول والقدرات والاستعدادات المهنية.

حدد سوبر مجموعة من الدلائل التي تشير لمستوى النضج المهني للأفراد ومنها تقبُّل المسؤولية المهنية، والتخطيط المهني السليم، وصنع واتخاذ القرارات المهنية المصيرية والرضا المهني تجاه العمل الذي ينتمي إليه الفرد.


شارك المقالة: