يعتبر الوسواس القهري من الاضطرابات التي تصيب الأشخاص في جميع الأعمار، يحدث من خلال إصابة الشخص بدورة من الهواجس والسلوكيات القهرية التي لا يمكنه السيطرة عليها، فالهواجس هي أفكار غير مرغوب فيها أو صور تحث على إثارة مشاعر مؤلمة بشدة، بينما الإكراه عبارة عن سلوكيات يشارك فيها الفرد في محاولة للتخلص من الهواجس وتقليل مشاعر القلق لديه.
أغلب الناس لديهم هواجس وسلوكيات إلزامية أو قهرية في مرحلة معينة من حياتهم، لكن هذا لا يعني أن الجميع لديهم وسواس قهري، فالمصاب بالوسواس القهري يكون متطرف لدرجة أنه يقوم باستهلاك الكثير من الوقت ويعيق الأنشطة المهمة التي يستطيع القيام بها، ليفسح مجال للسلوكيات القهرية والهواجس.
الوقاية من انتكاسة الوسواس القهري
تعتبر الوقاية من انتكاسة مرض الوسواس القهري من أهم أجزاء منهج العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الوسواس القهري وأغلب الاضطرابات الأخرى، تطوّرت فكرة الوقاية من الانتكاس من الأشخاص الذين يقومون بالعمل مع المدمنين على المخدرات، ممن يتميزون بالعودة إلى سلوك التعاطي والإدمان؛ كان من الواضح أنه بالرغم من أن العلاج بدا وكأنه يعمل مؤقت على الأقل، فإنّ نسبة كبيرة من المرضى يستسلمون مع مرور الوقت.
يتطلّب تعريف بعض المفاهيم من أجل فهم طريقة الوقاية من انتكاسة الوسواس القهري؛ أولاً تعرّف الانتكاسة على أنها الرجوع إلى مستوى الأعراض كما كان قبل العلاج، إذا عاد الفرد إلى الكفاية ولم تظهر عليه أي أعراض، فيعتبر في حالة شفاء؛ إذا تم علاجه وتعرض لبعض الأعراض المعتدلة فسيكون في مرحلة شفاء جزئية، في الحالتين إذا انتقل من هذه الحالة المحسّنة إلى أعراض تشبه تقريباً كما كان قبل العلاج، يتم اعتباره انتكاسة.
المفهوم الثاني الذي يستخدم هو الانتكاسة المؤقتة؛ تعني العودة بشكل جزئي لبعض الأعراض، مهم جداً التمييز بين الحالتين؛ بسبب ظهور الكثير من الحالات المشوشة في بعض الأحيان، يمكن في كثير من الأحيان التدخل لمنع الانتكاسة المؤقتة من أن تتحول إلى انتكاسة كاملة، أفضل علاج للوسواس القهري هو العلاج المعرفي السلوكي الذي يتضمن التعرض ومنع الاستجابة، حيث يتم التركيز على جعل الفرد يتصرف بطريقة مختلفة عن سلوكه المعتاد، خصوصاً أمام الأشياء التي قد تحفز السلوكيات القهرية.