بنية المرأة المثالية وعلاقتها بلغة الجسد

اقرأ في هذا المقال


بنية المرأة المثالية وعلاقتها بلغة الجسد:

طوال قرون، ظلّت المرأة تجاهد من أجل تلبية معايير جسد المرأة المثالي، ليس من أجل الفوز بقلوب الرجال فحسب، بل من أجل الفوز بموضع مرموق في المجتمع أيضاً، فهي تعتقد أنّ جسدها المثالي يبعث بلغة جسد إيجابية تساعدها على اكتساب احترام الجميع، وربما تظفر بقلب أحد أبرز الأشخاص المهمين في المنطقة، ولتكون نموذجاً تحتذي به باقي الفتيات ويضرب به المثل، فلغة الجسد التي تحاول المرأة إرسالها عبر بنيتها الجسمانية تعتبر حلم كلّ فتاة في كلّ زمان ومكان.

ما لغة الجسد التي ترسلها بنية المرأة الجسمانية؟

الأمر المثير للاهتمام هو أنّه حتّى وقت قريب، ازداد جسد المرأة المثالي صغراً أكثر فأكثر بمرور الوقت، على غرار الماضي حيث كانت النساء تهتم بجسدها المثالي من خلال البنية الكبيرة الممتلئة كلغة جسد تعبّر عن الراحة والثقة بالنفس، ولكن قد نتساءل إن كان شكل الجسم نفسه يبعث بلغة جسد عبر رسائله غير المنطوقة، أم أنّ ما فعلته النساء بأجسامهن على مرّ العصور أكثر أهمية بالنسبة لهن، ففي واقع أنّ الأمر يحمل القليل من كلتا الفكرتين.

لغة جسد النساء البدينات والنحيلات عبر التاريخ:

لدى اطلاعنا على بعض الفنون التي تم رسمها أو نقشها عبر التاريخ، سنرى لوحات نساء بدينات جالسات في أسرّتهن سعيدات بأنّهن لا يقمن بأي نشاط كلغة جسد تشير إلى ثرائهن وجمالهن، فقبل بداية القرن العشرين كانت المرأة المرغوبة هي التي تملك بنية جسمانية ممتلئة كلغة جسد تعبر عن مدى ثقتها بنفسها وجمالها، أمّا المرأة النحيفة فقد كان ينظر إليها وكأنّ لغة جسدها تشير إلى الأوقات العصيبة، فقد كان ينظر إلى النساء النحيفات على أنّهن خادمات يخدمن النساء الممتلئات الجسد أو أنّهن فقيرات فقراً مدقعاً، أو من المحتمل أنّهن مصابات باعتلال صحي، وهذه لغة جسد كانت سائدة بين أفراد المجتمع، حيث أنّ لغة الجسد هذه ترسل رسالة للرجال تعبّر عن لغة جسد المرأة المرغوبة من غيرها.

قبل القرن العشرين كانت بدانة المرأة لغة جسد تشير إلى الصحّة والثراء، ولكن بعد ذلك أصبحت بدانة المرأة لغة جسد تشير إلى عدم أناقتها وعدم ثقتها بنفسها، وأصبحت المرأة السمينة مثال للمرض والعزوبية، في حين أن المرأة صاحبة الجسد النحيل أصبحت ترسل رسائل عبر لغة جسدها تشير إلى الجمال والأناقة.


شارك المقالة: