يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة من أهم أنواع الاكتئاب الذي يتكون بعد ولادة المرأة، فالاكتئاب هو اضطراب نّفسيّ يؤثر على تصرفات المرأة ومشاعرها وصحتها الجسمية وعلاقتها بطفلها؛ فقد تشعر المرأة بعدم وجود أي رابط عاطفي بينها وبين طفلها، لكن هذا لا يعني أنّها لا تحبه، فهو بالنهاية اضطرابٌ نفسيٌ يؤدي لحدوث هذه التأثيرات وينعكس بشكل سلبي على حياتها اليومية، غالباً ما تبدأ أعراضه بالظهور خلال أول أيام الولادة، لكن قد يستغرق الأمر شهور عدة لدى العديد من النساء، كما تتباين أعراضه بين الخفيفة والشديدة.
تأثير اكتئاب ما بعد الولادة على سلوك الطفل
إنّ اكتئاب ما بعد الولادة من أكثر الاضطرابات شيوعاً بين النساء، كذلك لا يقتصر هذا الاكتئاب على النساء فقط، فقد يصاب به الآباء أيضاً، خاصةً الآباء الجُدد، ذلك من 3 إلى 6 أشهر بعد الولادة، يجدر الإشارة إلى أنّ مراجعة الطبيب والحصول على العلاج الفوري، يساعد بالسيطرة على أعراض هذا الاكتئاب ويُعزز علاقة الأم بطفلها.
أشارت الدراسات إلى أنّه إذا استمرت معاناة النساء من اكتئاب ما بعد الولادة لعدة أشهر، قد يتعرَّضنَ لخطر الإصابة باكتئاب مزمن يستمر لسنوات طويلة مما قد يؤثر على الطفل، حيث يظهر على النساء في صورة مشكلات سلوكية، إضافة إلى تزايد خطر الاكتئاب، كما شملت الدراسة 10,000 أم غير مصابات باكتئاب ما بعد الولادة، لكن بالمقارنة مع هؤلاء النساء، كان احتمال ظهور اضطرابات سلوكية على أبناء الأمهات، اللواتي عانين من اكتئاب مستمر هو الضِّعف تقريباً.
وجدت الدراسة أنه عندما يكون الاكتئاب مستمر وشديد، فإن خطر الآثار السلبية على تطور الأطفال يتكاثر، كما أنّ نوبات الاكتئاب الأقصر مدة والأقل حدة قد لا تؤثر على تطور الطفل، حيث قام الباحثون بفحص 9848 أُم، تمت الاستعانة بهن خلال فترة الحمل، حيث بلغ متوسط عمر النساء 29 عام حين وضعن أطفالهن.
تم عمل تقييم خاص لأعراض الاكتئاب عندما كان عمر الأطفال شهرين وثمانية أشهر وإحدى عشر شهراً، حيث تبين أن فحص النساء بشكل دوري عند التأكد من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة يكون مفيد جداً في علاجه والتخلص منه بشكل نهائي، كما أنّه يجب عدم وصم أي نوع من أنواع الاكتئاب؛ لأنه مرض حقيقي وله علاجات جيدة.