اقرأ في هذا المقال
يعتبر الابتزاز العاطفي ظاهرة شائعة في بيئة العمل، ويمكن تعريفه بأنه استغلال غير مشروع للعواطف والمشاعر في سبيل الحصول على منافع أو تحقيق أهداف شخصية على حساب الآخرين، ويمكن أن يظهر الابتزاز العاطفي بأشكال مختلفة، بما في ذلك التلاعب بالمشاعر، التهديد بفقدان الحب أو الدعم، أو حتى استغلال الموقف العاطفي للأفراد في اتخاذ قرارات أو تنفيذ أفعال تخدم أهداف المبتز.
تأثير الابتزاز العاطفي على العمل والإنتاجية
- تراجع الأداء الوظيفي: يؤدي الابتزاز العاطفي إلى زيادة مستوى التوتر والقلق لدى العاملين، مما يؤثر بشكل سلبي على أدائهم الوظيفي، فعندما يكون الموظفون مهددين بفقدان الدعم العاطفي أو الحب، يصبحون غير قادرين على التركيز على مهامهم بشكل كامل، وبالتالي ينخفض مستوى إنتاجيتهم وتأثيرهم الإيجابي على العمل.
- تأثير سلبي على الموظفين والصحة النفسية: يعاني الموظفون المعرضون للاستغلال العاطفي من تداعيات نفسية سلبية، قد يشعرون بالاحباط والانكسار نتيجة عدم القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة، مما يؤثر على رفاهيتهم النفسية والصحة العامة.
- تفكك الفريق ونقص التعاون: يعمل الابتزاز العاطفي على تقويض روح التعاون والفريق الذي يمكن أن يكون له تأثير هائل على أداء الفريق وإنتاجيته، فعندما يكون الأعضاء في الفريق يشعرون بالاستغلال العاطفي، فإنهم قد يصبحون غير راغبين في المساهمة بفعالية أو تقديم الدعم لبعضهم البعض.
- ارتفاع معدل الاستقالات والتحوّل في العمل: يعتبر الابتزاز العاطفي عاملاً مساهمًا في زيادة معدل الاستقالات في العمل، حيث يفضل العاملون مغادرة البيئة التي تضر بصحتهم النفسية، كما قد يتسبب الابتزاز العاطفي في عدم الثبات في وظائفهم والتحوّل من مكان لآخر بحثًا عن بيئة أكثر صحية وداعمة.
التعامل مع الابتزاز العاطفي في مكان العمل
للتغلب على تأثيرات الابتزاز العاطفي في مكان العمل وزيادة الإنتاجية، يجب أن يتخذ أصحاب العمل والمديرون والموظفون بعض الإجراءات:
- تعزيز الثقافة الصحية في العمل: ينبغي على أصحاب العمل بناء بيئة عمل داعمة وصحية، حيث يتم تشجيع التواصل الصريح والشفاف بين الموظفين والمديرين، كما يجب التأكد من توفير آليات للتبليغ عن حالات الابتزاز العاطفي دون مخاوف من التعرض للانتقام.
- التوعية والتدريب: على المديرين والموظفين أن يتلقوا التدريب حول كيفية التعامل مع الابتزاز العاطفي والتعرف على أشكاله المختلفة، يمكن لهذا التدريب أن يكون مفيدًا لزيادة الوعي وتعزيز القدرة على التصدي لمثل هذه الممارسات للحفاظ على الصحة النفسية والعمل الإنتاجي.
- العمل على بناء قوة نفسية للموظفين: يمكن أن تساعد الشركات الموظفين في بناء قوة نفسية للتعامل مع ضغوط العمل والتحديات النفسية المحتملة، يمكن أن تشمل هذه الاستراتيجيات توفير دورات تدريبية عن إدارة الضغوط، وتعزيز مهارات التحكم بالعواطف، وتعزيز الثقة في النفس.
- تشجيع الثقافة المنفتحة على التغذية الراجعة: يعتبر تقديم التغذية الراجعة للمديرين والموظفين أمرًا هامًا للتحسين المستمر وتطوير بيئة عمل صحية، يمكن أن يساعد تقديم التغذية الراجعة على اكتشاف أنماط السلوك السلبية والعمل على تصحيحها.
- تعزيز القيم الأخلاقية والاحترام: يجب أن تركز الشركات على تعزيز القيم الأخلاقية والاحترام بين جميع أفراد المنظمة، يمكن لتعزيز التعاون والثقة بين الفرق أن يحمي من تأثيرات الابتزاز العاطفي.
- تشجيع الدعم النفسي والاستشارة: يجب أن تقدم الشركات خدمات الدعم النفسي للموظفين الذين يعانون من تأثيرات الابتزاز العاطفي، يمكن أن تشمل هذه الخدمات جلسات استشارية مع محترفين مختصين في التعامل مع التحديات النفسية في بيئة العمل.
- إنشاء سياسات وإجراءات موحدة: ينبغي أن تضع الشركات سياسات وإجراءات محددة للتعامل مع حالات الابتزاز العاطفي، يمكن لهذه السياسات أن تشمل آليات التبليغ، والتحقيق السري، وتطبيق عقوبات مناسبة للمتسببين في التحرش العاطفي.
في النهاية يعتبر التصدي للابتزاز العاطفي في مكان العمل أمرًا حاسمًا لتحسين المناخ العملي وتعزيز الإنتاجية، عندما يشعرون الموظفون بالاحترام والدعم، يصبحون أكثر رضا وتفانٍ في العمل، مما يؤدي إلى تحقيق نجاح مشترك للفرد والمؤسسة على حد سواء.