قامت بعض المراجعات الخاصة بالدراسات العلمية العصبية عن الدماغ بالبحث عن الآليات التي تقوم بدعم اضطراب الوسواس القهري، حيث يأمل الباحثون في أنّ النتائج الجديدة ستجعل علاج الوسواس القهري أكثر فاعلية، سنتعرّف في هذا المقال على تأثير الوسواس القهري على الدماغ.
تأثير الوسواس القهري على الدماغ
قام العديد من العلماء وعلى رأسهم لوك نورمان بتحليل كم كبيرة من البيانات من الدراسات الحالية التي تتعلق بالأسس العصبية للوسواس القهري، حيث قام العلماء بنشر تحليلهم في دراسة الطب النفسي البيولوجي، سميت بدراسة دوائر الدماغ في الوسواس القهري، فقد حلل نورمان وزملاؤه الدراسات التي فحصت أدمغة مئات الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري، كذلك تم فحص صور دماغ الأشخاص الذين لا يعانوا من الوسواس القهري لمعرفة اثر الوسواس القهري على الدماغ بالتفصيل.
تمّ جمع بيانات من عشر دراسات وما يقارب 500 مصاب ومتطوعين أصحاء، حيث تم التأكد من ترابط دوائر الدماغ بالوسواس القهري، قام الباحثون بالتركيز على دارة دماغية تعرف بالشبكة الحزامية، تشمل هذه الشبكة بعض مناطق الدماغ التي ترتبط ببعضها البعض عن طريق مسارات عصبية في وسط الدماغ، كانت أغلب دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي تستجيب للمتطوعين للأخطاء خلال وجودهم داخل الماسح الضوئي للدماغ.
عمل تحليل البيانات التي نتجت من الدراسات المختلفة بالكشف عن إيجاد نمط واضح عند المقارنة بالأشخاص غير المصابين بالوسواس القهري، حيث أظهر الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب نشاط أكبر بكثير في مناطق المخ التي ترتبط بالتعرف على خطأ، لكن نشاط أقل في مناطق الدماغ التي يمكن أن تتوقف عن عمل نشاط ما.
نحن نعلم أنّ الأشخاص المصابون بالوسواس القهري غالباً ما يكون لديهم نظرة ثاقبة على سلوكياتهم، كذلك يمكنهم أن يكتشفوا أنّهم يقومون بشيء لا يحتاجون إلى القيام به، لكن هذه النتائج تظهر أنّ إشارة الخطأ ربما لا تصل إلى شبكة الدماغ التي تحتاج إلى الانخراط حتى يتوقف الفرد عن القيام بالسلوكيات القهرية.
استمرّ الباحثون في تحليل الموقف وأثر الوسواس القهري على الدماغ، حيث شبهوا هذا الأمر بركوب دراجة ومحاولة التوقف، حيث أنّ الأقدام على المكابح، لكن المكابح لا تتصل بالعجلة، هذا التحليل يمهد الطريق لأهداف العلاج في الوسواس القهري؛ لأنّه يوضح أن معالجة الأخطاء والتحكم المثبط هما عمليتان مهمتان، يتم تغييرهما عند الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب.