على الرغم من الذكاء الذي يتمتّع به العقل البشري، إلّا أنه يمكن لقدرتنا في الحكم على الأشياء أن تتأثّر لأبسط الأسباب، وبالتالي تكون مخرجات طريقة التفكير التي قمنا بها غير صحيحة، فقد تتكوّن بعض الأسباب التي يمكن اعتبارها بسيطة،، إلا أنها تؤثرعلى طريقة تفكيرنا وحكمنا على الأشياء ككل.
نتيجة تلقي المعلومات بطريقة غير موضوعية:
في طبيعتنا البشرية، نحن نقوم على تبنّي أول رأي نسمعه، أو نقوم على تجربته مهما كانت الأسباب أو الأفكار التي تظهر معنا تالياً مقنعة ومنطقية أكثر، فمثلاً حين يخبرنا أحدهم أنّ عدد الناجين من غرق سفينة هو مئتين شخص، فإننا وبشكل لا إرادي نتبنّى هذا الرقم لمجرد أننا سمعناه قبل أن نسمع بأي رقم آخر، ونجد أننا نخالف وبشكل تلقائي أي شخص يدّعي خلاف هذا الرقم، وندافع بطريقة مستميتة عن وجهة نظرنا، على الرغم من عدم دقّة الخبر أو مصداقيته.
إنّ عملية تبنّي الأفكار والمعلومات التي يتم استخلاصها من مصادر غير موثوقة، يجعل من أفكارنا والحلول التي نقوم على تقديمها تخلو من المصداقية، مما يضعنا بالتالي كأشخاص في موضع الشك إذا ما تكرّرت مثل تلك الأفكار الخاطئة، وهذا ما يوضّح الفارق بين الشخص المتأني الذي يتصف بالحكمة وعدم تبنّي المعلومات قبل التأكد من صحّتها، وبين الشخص المتسرع الذي يقوم على إطلاق الأحكام بناء على معلومات من مصادر غير موثوقة.