تجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي

اقرأ في هذا المقال


يبحث علم النفس الأخلاقي في أداء الإنسان في السياقات الأخلاقية، ويسأل كيف يمكن أن تؤثر هذه النتائج على النقاش في النظرية الأخلاقية والتجارب الفكرية، هذا العمل بالضرورة متنوع في الأهداف يعتمد على كل من الموارد التجريبية للعلوم الإنسانية والموارد المفاهيمية للأساليب الأخلاقية.

تجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي

لطالما كانت أسباب الحدس أو التجارب الفكرية عناصر مستخدمة جيدًا في استراتيجيات علماء النفس والفلاسفة والأخلاقيين، فعادةً ما تقدم تجربة فكرية مثالًا من أجل استنباط بعض الاستجابة النفسية، إذا نجحت تجربة فكرية فيمكن استنتاج أن النظريات المتنافسة يجب أن تفسر الاستجابة الناتجة، من المفترض أن تؤدي هذه الردود دور إثباتي في اختيار النظرية الأخلاقية.

يمكن فهم تجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي على أنها بيانات يجب أن تستوعبها النظريات المتنافسة، إذا كانت الاستجابات الأخلاقية للجمهور المناسب لتجربة فكرية تتعارض مع الاستجابة التي تحددها النظرية للحالة فإن النظرية قد عانت من مثال مضاد.

في تجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي تمت الإجابة على السؤال المتعلق بمن تُحسب إجاباته أو من هو الجمهور المناسب للتجارب الفكرية بعدة طرق وأساليب أخلاقية، ولكن بالنسبة للعديد من علماء النفس يبدو أن الجمهور المستهدف للتجارب الفكرية هو بعض أنواع الناس العاديين، حيث يجب أن يمتلك القوم ذوو الصلة مثل هذه الإنجازات المعرفية المطلوبة لفهم القضية قيد البحث.

وفقًا لذلك قد يصر بعض علماء النفس على أن الاستجابات ذات الصلة هي أحكام مدروسة من الأشخاص الحاصلين على التدريب المطلوب لمعرفة ما هو على المحك أخلاقيًا، ولكن إذا كانت الردود تساعد في الفصل بين النظريات المتنافسة فيجب أن يكون المستجيبين محايدين نظريًا إلى حد ما، وهذا النوع من الحياد من المرجح أن يفسده التعليم النفسي.

على الرغم من تحديد الجمهور ذي الصلة من الناحية الأخلاقية، فهناك أسئلة تجريبية يجب معالجتها في تحديد الفاعلية لتجربة فكرية، على وجه الخصوص عند تحديد الوزن الأخلاقي لإعطاء إجابة يحتاج علماء النفس إلى تحديد أصولها، وتحديد سمات المثال المتضمنة في حكم معين ونسبة ما يتفاعل الناس مع جوهر القضية، أو أسلوب العرض، ومعرفة ملامح الجمهور المتورطين في رد فعلهم.

الأحكام المتعلقة بتجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي

الأحكام المتعلقة بتجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي وخاصة التي تتعامل مع القضايا الأخلاقية قد تتأثر بشدة بخصائص غير ملائمة أخلاقياً للمثال أو الجمهور أو البيئة أو ترتيب العرض، ما إذا كانت الخاصية ذات صلة أخلاقية هي مسألة مناقشة أخلاقية أو نفسية، ولكن تحديد حالة تجربة فكرية معينة يتطلب أيضًا تحقيقًا تجريبيًا لخصائصها ذات الصلة سببيًا.

كجزء من بحث الأحكام المتعلقة بتجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي الشهيرة حول الاستدلال والتحيزات التي تكمن وراء التفكير البشري، في حين أن نسبة صغيرة نسبيًا من الأعمال التجريبية حول الاستدلال والتحيز تتناول التفكير الأخلاقي بشكل مباشر.

إن العديد من علماء النفس الذين تناولوا هذه القضية يتفقون على أن الظواهر مثل تأثيرات التأطير هي من المحتمل أن تكون متورطة بشكل واسع في الردود على الأمثلة المشحونة أخلاقياً وتجادل بأن هذه الحالة يجب أن تجعل علماء النفس ينظرون إلى الطريقة الفكرية التجريبية باهتمام كبير.

ينتقل علماء النفس إلى تأثيرات النظام من الأحكام المتعلقة بتجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي، في دراسة أن الحدس الأخلاقي للمشاركين يختلف باختلاف الترتيب الذي قُدمت به التجارب الفكرية، تم الإبلاغ عن نتائج مماثلة مدهشة بشكل خاص، حيث إنها شرعت في استكشاف ما إذا كانت تأثيرات النظام في الحدس الأخلاقي أصغر أو غير موجودة في علماء النفس المحترفين.

قد تؤثر خصائص الجمهور أيضًا على نتائج التجارب الفكرية، حيث تم تقديم  قصصًا حول الانتهاكات غير المؤذية والمسيئة للأعراف الاجتماعية القوية، من ذوي الوضع الاجتماعي الاقتصادي المرتفع والمنخفض، حيث تميل موضوعات الوضع الاجتماعي الدنيا إلى إضفاء الأخلاق على السلوكيات غير الضارة والمسيئة مثل تلك الموجودة في قصة السلوك العادي.

عادة ما يرفض الجمهور الأخلاقي إضفاء الأخلاق الأخلاقية على السلوكيات العدوانية، ونحن أنفسنا نشاركهم موقفهم المتسامح، لكن بالطبع هذه الجماهير بحكم التحصيل العلمي تتمتع بأغلبية كبيرة من القواعد الاجتماعية، حتى يتم استبعاد هذه الاحتمالات من خلال التحقيق التجريبي المنهجي في تجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي.

نتائج تجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي

في السنوات الأخيرة كان هناك عدد متزايد من الأبحاث النفسية التي تشير إلى أن الأحكام التي تثيرها تجارب الفكر الأخلاقي تتأثر بالعوامل البيئية التي تبدو غير مرتبطة تمامًا بالمسألة الأخلاقية المطروحة، وجد أن الحدس الأخلاقي لكل من الطلاب والفلاسفة المحترفين يتأثر بوضع الاستبيان الذي يتم تقديمه في تجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي الخاصة.

هذا وجد تساؤل يتمثل في كيف يجب أن يتفاعل المنظرين الأخلاقيين من علماء النفس مع مثل هذه النتائج؟ قد يتجنب المرء بالطبع إجراء تجارب فكرية في التنظير الأخلاقي، في حين أن هذا التقشف المنهجي لا يخلو من الاستئناف إلا أنه يأتي بتكلفة، على الرغم من الصعوبات فإن التجارب الفكرية هي نافذة، وفي بعض الحالات النافذة الوحيدة التي يمكن الوصول إليها في مناطق مهمة من الخبرة الأخلاقية.

بقدر ما تكون منفصلة عن أفكار ومشاعر الحياة الأخلاقية التي يعيشها الأفراد، فإن النظرية الأخلاقية تخاطر بأن تكون غير قابلة للتحفيز من الناحية التحفيزية، أو غير قادرة على إشراك الاهتمام الأخلاقي للوكلاء الذين من المفترض أن يعيشوا وفقًا للمعايير المعيارية للنظرية في تجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي.

هناك نتيجة ثانية لتجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي وهي الاستمرار في متابعة برنامج البحث الذي يحقق بشكل منهجي في الاستجابات لمضخات الحدس، ففي الواقع الفكرة هي إخضاع تجارب الفكر النفسي والأخلاقي للطرق النقدية لعلم النفس الاجتماعي التجريبي.

إذا كشفت التحقيقات التي تستخدم سيناريوهات تجريبية مختلفة ومجموعات الخاضعين عن اتجاه واضح في الاستجابات، فيمكننا أن نبدأ في الحصول على بعض الثقة بأننا نحدد قناعة أخلاقية مشتركة بعمق وعلى نطاق واسع، وقد تؤسس المناقشة الأخلاقية أن المعتقدات من هذا النوع يجب أن تكون بمثابة قيد على النظرية الأخلاقية، في حين أن الاستجابات للتجارب الفكرية التي يحددها البحث التجريبي تفتقر إلى مثل هذه الصلابة.

وفي النهاية يمكن التلخيص بأن:

1- تجارب الفكر وأساليب الأخلاق في علم النفس الأخلاقي تتمثل بتوجهات تجريبية ومناهج تجريبية لعلماء النفس والفلاسفة الأخلاقيين، والتي تبحث في السياقات البشرية والأخلاقية.

2- ينتقل علماء النفس إلى تأثيرات النظام من الأحكام المتعلقة بتجارب الفكر وأساليب الأخلاق في دراسة أن الحدس الأخلاقي يختلف بين الأفراد ويتباين حسب الأفكار والأخلاقيات المتباينة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: