إنّ ما توصّل إليه علماء النفس وغيرهم، هو اكتشاف أنّ أي مراقبة ﻷي سلوك، يعمل على تحسين هذا السلوك نحو الأفضل، ويُعدّ هذا واحداً من أعظم الاكتشافات المتعلّقة بفهم السلوك البشري، ويحتوي هذا الاكتشاف العظيم على المفتاح الرئيسي للتحسّن الهائل، لجودة أي وجه من أوجه الحياة.
ماذا يحدث عندما نركّز انتبهنا بشكل أكبر؟
إننا ندرك جميعاً أننا إذا كنّا نخضع لمراقبة دقيقة، وتقييم لقدراتنا على تدوين الملحوظات، فإننا سننتبه بشكل أكبر لطريقة تدويننا الملاحظات، وسيزداد تركيزنا، وسنؤدي مهامنا بشكل أفضل كثيراً ،مما لو لم يكن أحداً يراقب آداءنا.
إنّه أمر بسيط، رغم عمقه وأهميته، عندما نلاحظ أنفسنا منهمكين في أداء أي نشاط، سنكون وقتها أكثر وعياً وتركيزاً لهذا النشاط، وسوف نؤديه بشكل أفضل، وعندما يزداد انتباهنا ﻷي سلوك نقوم بأدائه، فإننا سوف نؤديه بشكل أفضل مما لو لم نكن منتبهين، أو لم نكن مدركين له من الأساس.
إنّ مصدر قوّة عملية تحديد نقطة التركيز، هو أن نتعلّم كيف نتعرّف على أكثر الأنشطة والسلوكيات أهمية في حياتنا، فالأنشطة التي يمكن أن تحقّق لنا أعظم النجاحات على الإطلاق، هي التي استغرقت أقلّ فترة مستغلّة من الوقت، وعندما نقوم بالتركيز الواعي على هذه الأنشطة؛ سوف يتحسّن الأداء بشكل كبير، حيث أنّ هذا التحسّن المستمر المتواصل، سيحدث بسهولة وتلقائية، ﻷننا نقوم بتمييز السلوك المهم سلفاً.