تدريس مهارة المحادثة في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


تدريس مهارة المحادثة في التدريس التربوي:

يقصد بمهارة التحدث: هي عملية بناء ومشاركة المعنى من خلال استخدام أشكال اللفظية وغير اللفظية، في مجموعة متنوعة من السياقات، ويعد التحدث جزءًا مهمًا من تعلم اللغة وتدريسها.

على الرّغم من أهميتها فقد تم التقليل من قيمة تدريس التحدث لسنوات عديدة واستمر مدرس اللغة العربية في تعليم التحدث تمامًا كتكرار للتدريبات أو حفظ الحوارات، ومع ذلك يتطلب عالم اليوم أن الهدف من تدريس التحدث يجب أن يحسن مهارات التواصل لدى الطلاب، لأنّه بهذه الطريقة فقط يمكن للطلاب التعبير عن أنفسهم وتعلم كيفية اتباع القواعد الاجتماعية والثقافية المناسبة في كل حالة تواصلية.

ما هو تعليم الكلام في التدريس التربوي؟

المقصود بـتعليم المحادثة: هو تعليم متعلمي اللغة العربية مجموعة من الأمور والمهارات، وتتمثل هذه الأمور ن خلال ما يلي:

  • إنتاج أصوات الكلام باللغة العربية وأنماطها.
  • استخدم تشديد الكلمات والجمل وأنماط التنغيم وإيقاع اللغة.
  • حدد الكلمات والجمل المناسبة وفقًا للبيئة الاجتماعية المناسبة والجمهور والموقف والموضوع.
  • نظّم أفكارهم في تسلسل منطقي وهادف.
  • استخدم اللغة كوسيلة للتعبير عن القيم والأحكام.
  • استخدم اللغة بسرعة وثقة مع بعض التوقفات غير الطبيعية وهو ما يسمى الطلاقة.

كيف يدرس المعلم مهارة التحدث في التدريس التربوي؟

يتفق العديد من المعلمين أن يتعلم الطلاب التحدث من خلال التفاعل، يخدم تدريس اللغة التواصلي والتعلم التعاوني بشكل أفضل لتحقيق هذا الهدف، ويعتمد تدريس اللغة التواصلي على مواقف الحياة الواقعية التي تتطلب التواصل، وباستخدام هذه الطريقة سيتاح للطلاب فرصة التواصل مع بعضهم البعض.

ويجب على معلمي اللغة العربية إنشاء بيئة فصل دراسي حيث يتمتع الطلاب بتواصل حقيقي وأنشطة حقيقية ومهام هادفة تعزز اللغة الشفوية، ويمكن أن يحدث هذا عندما يتعاون الطلاب في مجموعات لتحقيق هدف أو لإكمال مهمة.

أنشطة لتعزيز التحدث في التدريس التربوي:

المناقشات:

بعد درس قائم على المحتوى يمكن إجراء مناقشة لأسباب مختلفة، قد يهدف الطلاب إلى الوصول إلى خاتمة أو مشاركة الأفكار حول حدث ما، أو إيجاد حلول في مجموعات المناقشة الخاصة بهم.

قبل المناقشة من الضروري أن يحدد المعلم الغرض من نشاط المناقشة، وبهذه الطريقة تكون نقاط المناقشة ذات صلة بهذا الغرض بحيث لا يقضي الطلاب وقتهم في الدردشة مع بعضهم البعض حول أشياء غير ذات صلة.

على سبيل المثال يمكن للطلاب المشاركة في مناقشات موافق أو غير موافق، وفي هذا النوع من المناقشات يمكن للمدرس تشكيل مجموعات من الطلاب ويفضل أن يكون 4 أو 5 في كل مجموعة، وتقديم جمل مثيرة للجدل مثل الطلاب يتعلمون بصورة أفضل عندما يقرؤون مقابل الطلاب يتعلمون بشكل أفضل عندما يسافرون، ثم تعمل كل مجموعة على موضوعها لفترة زمنية معينة، وتعرض آرائها على الفصل.

من الضروري أن يتم تقسيم المتحدث بالتساوي بين أعضاء المجموعة، في النهاية يقرر الفصل المجموعة الفائزة التي دافعت عن الفكرة بأفضل طريقة، ويعزز هذا النشاط التفكير النقدي واتخاذ القرارات بسرعة، ويتعلم الطلاب كيفية التعبير عن أنفسهم وتبريرهم بطرق مهذبة أثناء الاختلاف مع الآخرين.

للمناقشات الجماعية الفعالة من الأفضل دائمًا عدم تكوين مجموعات كبيرة، لأنّ الطلاب الهادئين قد يتجنبوا المشاركة في مجموعات كبيرة، ويمكن تعيين أعضاء المجموعة إمّا من قبل المعلم أو يمكن للطلاب تحديد ذلك بأنفسهم، ولكن يجب إعادة ترتيب المجموعات في كل نشاط مناقشة حتى يتمكن الطلاب من العمل مع أشخاص مختلفين وتعلم الانفتاح على أفكار مختلفة، في المناقشات الصفية أو الجماعية مهما كان الهدف يجب دائمًا تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة.

لعب الأدوار :

طريقة أخرى لجعل الطلاب يتحدثون هي لعب الأدوار، يتظاهر الطلاب بأنهم في سياقات اجتماعية مختلفة ولديهم مجموعة متنوعة من الأدوار الاجتماعية، في أنشطة لعب الأدوار يعطي المعلم معلومات للمتعلمين مثل من هم وماذا يفكرون أو يشعرون.

المحاكاة:

المحاكاة تشبه إلى حد كبير لعب الأدوار ولكن ما يجعل المحاكاة مختلفة عن لعب الأدوار هو أنها أكثر تفصيلاً، وفي عمليات المحاكاة يمكن للطلاب إحضار عناصر إلى الفصل لإنشاء بيئة واقعية، لعب الأدوار والمحاكاة لها مزايا عديدة.

أولاً: نظرًا لأنّها مسلية فإنّها تحفز الطلاب.

ثانيًا: فإنهم يزيدون من الثقة بالنفس لدى الطلاب المترددين،

ثالثا: لأنه في لعب الأدوار وأنشطة المحاكاة، سيكون لهم دور مختلف ولن يضطروا إلى التحدث عن أنفسهم مما يعني أنهم ليسوا مضطرين لاتخاذ نفس المسؤولية.

فجوة المعلومات:

في هذا النشاط من المفترض أن يعمل الطلاب في أزواج سيحصل أحد الطلاب على المعلومات التي لا يمتلكها الشريك الآخر وسيتبادل الشركاء معلوماتهم، تخدم أنشطة فجوة المعلومات العديد من الأغراض مثل حل مشكلة أو جمع المعلومات، أيضًا يلعب كل شريك دورًا مهمًا لأنه لا يمكن إكمال المهمة إذا لم يقدم الشركاء المعلومات التي يحتاجها الآخرون، وهذه الأنشطة فعالة لأن الجميع لديهم الفرصة للتحدث على نطاق واسع باللغة الهدف.

العصف الذهني:

حول موضوع معين يمكن للطلاب إنتاج أفكار في وقت محدود، اعتمادًا على السياق يكون العصف الذهني الفردي أو الجماعي فعالًا ويولد المتعلمون الأفكار بسرعة وبحرية، الخصائص الجيدة للعصف الذهني هي أنه لا يتم انتقاد الطلاب بسبب أفكارهم لذلك سيكون الطلاب منفتحين على مشاركة الأفكار الجديدة.

سرد قصصي:

يمكن للطلاب تلخيص موجز لقصة أو قصة سمعوها من شخص ما مسبقًا، أو يمكنهم إنشاء قصصهم الخاصة لإخبار زملائهم في الفصل، ورواية القصص تعزز التفكير الإبداعي، كما أنه يساعد الطلاب على التعبير عن الأفكار بصيغة البداية والتطوير والنهاية بما في ذلك الشخصيات ووضع القصة.

يمكن للطلاب أيضًا إخبار الألغاز أو النكات، على سبيل المثال في بداية كل فصل دراسي يمكن للمدرس الاتصال ببعض الطلاب لإخبار الألغاز القصيرة أو النكات على أنها افتتاحية، وبهذه الطريقة لن يخاطب المعلم قدرة التحدث لدى الطلاب فحسب بل سيجذب انتباه الفصل أيضًا.

المقابلات:

يمكن للطلاب إجراء مقابلات حول موضوعات مختارة مع أشخاص مختلفين، وإنها لفكرة جيدة أن يوفر المعلم نموذج تقييم للطلاب حتى يعرفوا نوع الأسئلة التي يمكنهم طرحها أو المسار الذي يجب اتباعه، ولكن يجب على الطلاب إعداد أسئلة المقابلة الخاصة بهم.

يمنح إجراء المقابلات مع الأشخاص الطلاب فرصة لممارسة قدرتهم على التحدث ليس فقط في الفصل ولكن أيضًا في الخارج ويساعدهم على أن يصبحوا اجتماعيين، وبعد المقابلات يمكن لكل طالب تقديم دراسته إلى الفصل، علاوة على ذلك يمكن للطلاب إجراء مقابلات مع بعضهم البعض وتقديم كل منهما إلى الآخر في الفصل الدراسي.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: