يعتبر علم النفس المعرفي أحد فروع علم النفس الأساسية؛ الذي يهتم بدراسة العمليات المعرفية ويتعامل مع العمليات العقلية التي تنطوي على استخدام الدماغ في حل المشكلات والذاكرة واللغة، يحاول علم النفس المعرفي تفسير العلاقة بين الوظائف البيولوجية للدماغ والعقل البشري في فهم البيئة المحيطة، على هذا النحو فإنه يشرح كيف يقوم الأفراد بتشخيص مشاكل الحياة وفهم وحل المشكلات في الحياة اليومية من خلال عملياتهم العقلية، التي تلعب الدور الرئيسي في التوسط بين التحفيز من البيئة والاستجابة.
علم النفس المعرفي:
عادةً ما يُظهر البشر عدة مظاهر نفسية؛ على سبيل المثال يمتلك الناس القدرة على التفكير والتي تمكنهم من التفكير في جوانب مختلفة من الحياة، كما أنهم قادرون على تذكر الأحداث الماضية في حياتهم، كما أنهم يصورون تصور للأحداث الجديدة في الحياة في محاولة لبناء طريقة واقعية للتفكير لكشف الظواهر الغامضة، علاوة على ذلك لدى البشر القدرة على تعلم مهارات جديدة من تجاربهم اليومية والاحتفاظ بذاكرة الحلقات المختلفة.
من منظور نفسي هذه كلها أعمال الإدراك، من الناحية المثالية يشير الإدراك إلى التفكير وهي عملية عقلية يتعلم الناس من خلالها حل المشاكل؛ لذلك يركز علماء النفس المعرفيون على كيفية اكتساب البشر للمعلومات من البيئة، خاصة في شكل محفز ومعالجتها من خلال العمليات الإدراكية العقلية، ثم يتم تخزين المعلومات المعالجة للاحتفاظ بذاكرة أحداث الحياة، يميل علم النفس المعرفي إلى التركيز على علم الأحياء أكثر من علم النفس.
تطور علم النفس المعرفي:
يبدو أن تطور علم النفس المعرفي رائع للغاية، كما أنه يظهر تقدم سريع بسبب التطور التكنولوجي، الذي ميز الدراسات العلمية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ظهر الانضباط بعد أن بدا أنّ علماء النفس الحديثين قد تخلوا عن الجانب السلوكي باعتباره الاتجاه السائد لعلم النفس وركزوا على الجانب الوظيفي، الذي يقوم على تيار الوعي، اليوم أصبح علم النفس المعرفي أحد التخصصات السائدة في علم النفس الذي يكتسب تطبيقه شعبية في مختلف المجالات وخاصة في مجال الطب.
على الرغم من الاعتراف بمجال علم النفس المعرفي مؤخراً في أواخر الثمانينيات، يُعتقد أنه ظهر في نهاية النصف الأول من القرن التاسع عشر، بسبب ما يشار إليه عموماً بالثورة المعرفية، في الثورة المعرفية لعبت بعض الاختراعات التكنولوجية وعلماء النفس البارزين دور محوري في تطور علم النفس المعرفي كنظام؛ على سبيل المثال قدم اختراع أجهزة الكمبيوتر في الخمسينيات من القرن الماضي واحدة من أكثر الاستعارات إثارة للاهتمام فيما يتعلق بالعمليات العقلية البشرية، حيث تم تشبيه الدماغ البشري بالكمبيوتر الذي تتمثل وظيفته في تلقي المدخلات وتشفير وتخزين واسترجاع المعلومات.
جذبت هذه الظاهرة انتباه العلماء البارزين بما في ذلك Von Neumann وMcCulloch الذين طوروا نماذج حسابية للعقل البشري، في عام 1956 شرح جورج ميلر قانون قدرة الذاكرة القصيرة من خلال سلسلة من الدراسات، حيث يمكن لمعظم الناس أن يتذكروا عدة عناصر مقدمة في وقت واحد، كشف هذا أن الدماغ البشري يعرض تخزين قصير المدى للمعلومات في العملية العقلية بأكملها، مع ذلك فإن فهم تخزين المعلومات على المدى القصير كان بمثابة مخطط للدراسات المتقدمة في علم النفس المعرفي، من المعتقد أن نتائج ميلر قد أرست أساس هام لعلم النفس المعرفي.
في وقت لاحق من عام 1963 أجرى كارل لاشلي دراسات تجريبية على الفئران لشرح الأساس النفسي للذاكرة، خاصة فيما يتعلق بمورفولوجيا الدماغ؛ حيث قام بفحص منطقة دماغ الفئران المعنية بتخزين المعلومات، مع ذلك هناك عدد من القضايا التي أعاقت دراسته؛ بالتالي لم يتمكن من تحديد منطقة الدماغ المسؤولة عن ذاكرة المتاهات، على الرغم من أن تجاربه كانت مصممة بشكل مناسب؛ نتيجة لذلك خلص إلى أن ذاكرة الفئران عن المتاهات موزعة في جميع أنحاء دماغ الفئران، لذلك صورت النتائج التي توصل إليها انحرافات كبيرة عن نهج السلوكية.
في عام 1967 صمم Ulric Neisser نهج منهجي لشرح كيف يمكن استنتاج العمليات العقلية من خلال استخدام وقت الاستجابة، يُعتقد أن عمله أدى إلى تضاؤل نهج سكينر في العمليات العقلية، يبدو أن السلوكيين فقدوا سيطرتهم على هذه القضية؛ من هنا ظهر علم النفس المعرفي كواحد من أكثر النماذج السائدة في علم النفس، فيما يتعلق بالمنظور متعدد التخصصات يختلف علم النفس المعرفي عن السلوكية، المنظور الأساسي لعلم النفس ومنظور التحليل النفسي.
في السلوكية تشكل السلوكيات التي يمكن ملاحظتها النهج الرئيسي في دراسة العمليات العقلية؛ خاصة فيما يتعلق بعمليات التحفيز والاستجابة، في المقابل علم النفس المعرفي يهتم بالعمليات العقلية الداخلية لشرح الظاهرة المعرفية، كما يستخدم نظرية التطور في دراسة العمليات المعرفية، مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن منظور السلوكية لا يفسر العمليات العقلية الداخلية على الرغم من أن الكلاسيكية والفاعلة والمعروفة أيضاً باسم الشروط الفعالة هي نتائج الإدراك.
علم النفس المعرفي والتحليل النفسي:
من ناحية أخرى يختلف علم النفس المعرفي عن التحليل النفسي؛ لأنّ علم النفس المعرفي يدرس العمليات العقلية من مناهج البحث العلمي على عكس الحالة في التحليل النفسي، التي يبدو أنها تعتمد بشكل كبير على التصورات الذاتية، هناك اختلاف مهم آخر بين منظور التحليل النفسي وعلم النفس المعرفي وهو أن التحليل النفسي يفسر العمليات العقلية البشرية من نهج العقل اللاواعي، على عكس علم النفس المعرفي حيث العمليات العقلية هي دراسات من منظور العقل الواعي.
لذلك هناك انخفاض كبير في السلوكية في علم النفس المعرفي، على عكس علم النفس المعرفي حيث العمليات العقلية هي دراسات من منظور العقل الواعي، لذلك هناك انخفاض كبير في السلوكية في علم النفس المعرفي، على عكس علم النفس المعرفي؛ حيث العمليات العقلية هي دراسات من منظور العقل الواعي، لذلك هناك انخفاض كبير في السلوكية في علم النفس المعرفي.
إن تأثيرات تراجع السلوكية على تخصص علم النفس المعرفي هائلة؛ على سبيل المثال أدى الابتعاد عن نهج علماء السلوك إلى انتشار علم النفس المعرفي في المجال العلمي، حالياً يشكل علم النفس المعرفي عناصر للعديد من التخصصات لا سيما في مجال الطب حيث أدى إلى ظهور تخصصات جديدة مثل علم النفس البيولوجي، يطبق علم النفس الحيوي مناهج بيولوجية ونفسية للتحقيق في التفاعلات بين العقل والسلوك والجسد والبيئة، فقد توسع على نطاق واسع في مجال علم المناعة العصبية وعلم الوراثة السلوكية حيث يخدم علم النفس التطوري الأدوار الرئيسية.
يتضمن بعضاً من أكثر الموضوعات تعقيد في علم الأحياء مثل علم الوراثة ووظيفة المناعة فيما يتعلق بتأثيرات البيئة على شخصية الفرد ومزاجه وسلوكه، بشكل عام يتعامل مع الآليات التي من خلالها يتحكم الجهاز العصبي والدماغ في السلوك، تجدر الإشارة إلى أن أفكار سكينر شكلت الأسبقية لانحدار السلوكية التي يبدو أنها فقدت شعبيتها في مجال علم النفس، بدلاً من ذلك أصبح علم النفس المعرفي هو النموذج السائد في علم النفس الحديث.
كان من أهم الأحداث التي أدت إلى تراجع السلوكية نشر كتاب سكينر السلوك اللفظي، مع ذلك واجه عمل سكينر انتقادات غير مسبوقة من العلماء البارزين بما في ذلك نعوم تشومسكي الذي أساء إلى نهج سكينر في تعلم الأطفال من خلال التكييف الفعال، أثبت علماء النفس المعرفيون أن أفكار تشومسكي قابلة للتطبيق في الستينيات مما أدى في نهاية المطاف إلى تراجع السلوكية، علاوة على ذلك فإن تراجع السلوكية في مجال علم النفس المعرفي قد مكّن علماء النفس من التغلب على أكثر القيود الرئيسية للسلوكيات.
على سبيل المثال هو حتمية للغاية؛ بالتالي فإنه يعطي القليل من الإرادة الحرة للمحققين؛ تجرى تجاربها بطريقة افتراضية والنتائج محددة مسبقاً، من المفترض أن يلتزم المحققون بالإجراء المحدد ويتجنبوا المواقف الشخصية قدر الإمكان من أجل عالمية الإجراء التجريبي، في نهج السلوكية من المتوقع أن تكون إجراءات التحقيق المعتمدة من قبل علماء السلوك المختلفين متجانسة في طبيعتها للحفاظ على تكرار مناهج البحث مع ظروف مختلفة وحيوانات التجارب.
يبدو أيضاً أنه يتجاهل المبادئ الأساسية للبيولوجيا مثل تأثير الهرمونات والناقلات العصبية، التي من المعروف أنها تلعب أدوار محورية في التأثير على سلوك الفرد، هذا بالفعل تحد كبير في أبحاث علم النفس؛ على سبيل المثال ، يضفي هرمون التستوستيرون الذكورة على الرجال مما يؤدي إلى الشعور بالتفوق، لكن هذا الجانب المهم لا يؤخذ في الاعتبار في السياحة السلوكية؛ بدلاً من ذلك يعتقد السلوكيون أن سلوك الفرد يتم تعلمه من خلال التكييف.
تطور علم النفس المعرفي من علم النفس السائد والذي اعتمد بشكل كبير على السلوكية ليصبح النموذج الأكثر شعبية لعلم النفس في العالم الحديث، لقد اكتسب شعبية في التخصصات الأخرى لا سيما في مجال الطب حيث أصبح عنصر موثوق به في إدارة الأمراض، مع ذلك أدى ظهوره كنظام إلى تراجع مفاجئ في السلوكية التي تشكل علم النفس على أساسها، لكن هذا التراجع ساعد على نمو علم النفس.