تطويع التقنية الحديثة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


إن العالم اليوم كما هو معروف يواجه نهضة تكنولوجية عارمة في كل حقول الحياة، وبشكل خاص في مجال الحاسب الآلي الذي أصبح يلعب في حياة الإنسان دور تزداد أهميته يوماً بعد يوم، فالشركات والمؤسسات في كل أنحاء العالم تتنافس على إنتاج أحدث وأعقد الأجهزة، بالإضافة إلى برامج الحاسب الآلي وإذا كانت التقنية الحديثة ذات أهمية لتسهيل متطلبات حياتنا المختلفة في العصر المعلوماتي، فإنها تعتبر ضرورة حتمية لا بد منها بالنسبة للإنسان الذي يعاني من إعاقة.

تطويع التقنية الحديثة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة

يرجع السبب في تطويع التقنية الحديثة إلى أن التقنية الحديثة سلاح ذو حدين، إذ أن القدرة على استعمالها سيضمن له الاعتماد على نفسه، ونتيجة لذلك الإمكانية على الإنتاج والمشاركة في مجتمعه، أما عدم التمكن من استعمالها فسيجعل منه إنساناً ذو إعاقتين الأولى إعاقته الأصلية سواء كانت حسية أم عقلية أم أكاديمياً، والثانية الإعاقة التقنية تظهر في عدم الاستفادة من المعطيات التقنية الحديثة التي باتت في وقتنا الحالي عصب الحياة.

وبناءً على هذا السياق فإن الإدارة العامة للتربية الخاصة تعطي أهمية كبيرة للبرامج والمناهج والخطط الدراسية لتأهيل هذا المصطلح في نفوس أفرادها ذوي الإعاقة، كما تعمل على تجهيزهم تقنياً وأكاديمية واجتماعية ونفسي، يمكنهم من أن يواجهوا الحياة ومكابدة تحديتها.

ونحن على ثقة كاملة بأن الأفراد الباحثين والمربين والمهتمين بمجالات الإعاقة من جانب، وشركات ومؤسسات الكمبيوتر وبرامجه في عالمنا من جانب أخر لن يغفلوا هذه الشريحة المهمة من بيئتنا، بل سيقومون في كل ما في وسعهم؛ بهدف إيجاد الحلول و البدائل والمقترحات والوسائل، التي من خلالها يستطيع الإنسان ذو الإعاقة من التعامل مع الأجهزة والبرامج التقنية بفاعلية.

تطوير الهيكل التنظيمي للإدارة العامة للتربية الخاصة

تعمل الإدارة العامة على إعادة هيكلة وتطوير إطارها التنظيمي، بما يتلائم مع التطور السريع داخل معاهد وبرامج التربية الخاصة، وبالنسبة التي تتلاءم مع حجم المشكلة التي نتعامل معها، وقد تجاوزت شوطاً لا بأس به على هذا الطريق، حيث تم استخدام بعض الإدارات مثل إدارة الدراسات والتطوير  وإدارة صعوبات التعلم وإدارة الإسكان الداخلي بالإضافة إلى إدارة العلاقات العامة والتوعية التربوية.

وبالإضافة إلى إدارة التوحد والإعاقات المتعدد وإدارة الحاسب وغيرها، وما زالت الإدارة تعمل على استعمال واستحداث أقسام جديدة، التي تضمن التعامل بكفاءة عالية مع كل فئات الأفراد ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة.

دراسة اللوائح القائمة وتطويرها للبرامج المستقبلية لذوي الاحتياجات الخاصة

وذلك لمواجهة هذا التطور الكمي والنمو النوعي في الإدارات والمعاهد والبرامج، إذ يكون على عاتق الإدارة العامة للتربية الخاصة أن تقوم بإعادة دراسة اللوائح القائمة وتطورها للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقوم بإعداد لوائح حديثة بما يتلاءم مع هذه المتغيرات الجوهرية، التي حدثت على خريطة التربية الخاصة في جميع أنحاء المجتمع، وصولاً إلى تطوير طريقة العمل وتنظيمية بما يناسب تدفق العملية التربوية بطريقة سهلة وانسيابية، في كل القنوات المسببة إلى الفئات المستفيدة منها وتم إنشاء الإدارة من أجلها.

التوسع في استحداث أقسام التربية الخاصة في الإدارات التعليمية وتفعيل دورها

تقوم الإدارة على استخدام المزيد من فئات التربية الخاصة في الإدارات التعليمية بجميع المناطق والمحافظات، كما تقوم بتزويد هذه الأقسام بالكوادر البشرية والمستلزمات المكانية، وحتى تستطيع هذه الأقسام بإتمام مسؤولياتها على أكمل وجه بالنسبة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

تفعيل دور البحث العلمي في مجال التربية الخاصة

نظراً لأهمية الدور الذي يقوم به البحث العلمي في جميع مجالات التربية الخاصة، فإن الإدارة العامة تقوم بصورة جاهدة إلى الاستفادة من البحوث العلمية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى الأداء في معاهدها وبرامجها التي يتم تقديمها للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى مستوى الخدمات كماً ونوعاً التي تقدمها للفئات الخاصة.

التعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة للتعامل مع الفرد ذو الاحتياجات الخاصة

في عصرنا الحالي عصر المعلومات ما كان للإدارة أن تقوم بالتجارب في جانب التربية الخاصة، بمعزل عما يحدث حولها من متغيرات، وما يقوم به العلم والتطبيق من نظريات، وما نتج عن نتائج التجارب والتطبيقات وفي الوقت ذاته تعمل على اطلاع الأفراد الآخرين من حولنا على نتائج تجاربنا حسب بيئتنا المحلية التي تتعلق بالتربية الخاصة.


شارك المقالة: