اقرأ في هذا المقال
- تعريف المعلومات في علم النفس
- دور مفهوم المعلومات في علم النفس
- أهم النظريات في تعريف المعلومات في علم النفس
يلعب مفهوم المعلومات كما نستخدمها في الحياة اليومية بمعنى المعرفة التي يتم توصيلها دورًا مركزيًا في مجتمع اليوم حيث أصبح هذا المفهوم سائدًا بشكل خاص منذ نهاية الحرب العالمية الثانية مع انتشار استخدام شبكات الكمبيوتر، حيث يعتبر ظهور علم المعلومات في منتصف الخمسينيات هو شهادة على ذلك، لذلك من المهم بالطبع كيفية تعريف المعلومات في نظم المعلومات كما في المجالات الأخرى.
تعريف المعلومات في علم النفس
يستخدم كل تخصص علمي تقريبًا اليوم مفهوم المعلومات في سياقه الخاص وفيما يتعلق بظواهر معينة، وكذلك علم النفس الذي يستخدم مفهوم المعلومات في جميع مجالاته وخاصة المجالات المعرفية ومعالجة المعلومات، حيث تم أخذ فكرة المعلومات لتوصيف مقياس التنظيم المادي، ونمط الاتصال بين المصدر والمستقبل، وشكل من أشكال التحكم والتغذية الراجعة، واحتمال إرسال رسالة عبر قناة اتصال اجتماعية معينة، و محتوى الحالة المعرفية، ومعنى الشكل اللغوي أو الحد من عدم اليقين.
يتم تعريف مفاهيم المعلومات في نظريات مختلفة في علم النفس والمنطق الاستقرائي، حيث يبدو أنه لا توجد فكرة فريدة عن المعلومات التي تتلاقى عليها هذه المفاهيم المختلفة وبالتالي لا توجد نظرية ملكية للمعلومات، ومنها يستمر الجدل الفلسفي الواسع حول ما إذا كان يجب أن يعالج المفهوم عملية المعرفة بما في ذلك كشرط ضروري، ومعرفة إنسانية أو على الأقل نظام تفسيري، أو ما إذا كان ينبغي استبعاد الحالات العقلية والنوايا المتعلقة بالمستخدم تعتبر معالجة لمقدار موضوعي أو خاصية للكائنات.
بعض علماء النفس لا يوافقون على استخدام مفهوم المعلومات في سياق إرسال الإشارات، والحواس الأساسية للمعلومات في نظره تشير إلى إخبار شيء ما أو إلى الشيء الذي يتم إخباره من خلال الإدراك الحسي، فالمعلومات هي موجهة إلى العقول البشرية وتستقبلها العقول البشرية، جميع الحواس الأخرى بما في ذلك استخدامها فيما يتعلق بالكائنات غير البشرية وكذلك بالنسبة للمجتمع ككل، هي مجازية كما في حالة علم التحكم الآلي تعتبر مجازية، ومنها بدأ الالتباس بتجريد المعنى في نظرية المعلومات.
حيث وجد علماء النفس أن علم النفس ونظرية القرار واللغويات قد تبنت المعنى الأساسي المرتبط بالإنسان مؤكدة بذلك مع بعض القيود المتمثلة في شرط الصدق أو الصحة يجب أن يستبعد الرسائل الخاطئة أو غير الصحيحة، وشرط القيمة أو الفائدة يجب أن يستبعد الرسائل غير المفيدة في القرارات والإجراءات، وشرط الجدة يجب أن يستبعد الرسائل المتكررة أو الزائدة عن الحاجة، وشرط المفاجأة يجب أن يستبعد الرسائل التي توقعها المستلم، يجب أن يستبعد شرط الحد من عدم اليقين الرسائل التي تترك حالة عدم اليقين لدى المستلم دون تغيير أو زيادة.
كان للجدل الفلسفي حول تعريف المعلومات في القرن العشرين أصله في علم التحكم الآلي؛ لأن مفاهيم الاتصال والمعلومات تم تصورها على مستوى أعلى من التجريد ولم يتم اختزالها في توصيل المعرفة البشرية كما عبر عنها نوربرت وينر في القول المأثور الشهير أن المعلومات هي معلومات، وليست مادة أو طاقة، لا يمكن لأي مادية لا تعترف بذلك أن تعيش في الوقت الحاضر.
تم اتباع دراسات حول مفهوم المعلومات من وجهة نظر مادية في علم النفس، ومنها تم تطوير فكرة أن المعلومات ليست مبدأ جوهريًا ولكنها تعبر عن ميل للنظام والتطور في جميع المواقف، ومنها يتم وضع مفهوم المعلومات في سياق نظرية المعرفة كمفهوم رئيسي يتعلق بخلق المعرفة العلمية.
دور مفهوم المعلومات في علم النفس
علم النفس هو مجال يربط بين العلوم الطبيعية من جهة والعلوم الإنسانية والاجتماعية من جهة أخرى، ففي علم النفس كان لمفهوم المعلومات دور مركزي مع ما يسمى بالثورة المعرفية من عام 1956 فصاعدًا، والتي تسمى أيضًا نموذج معالجة المعلومات في علم النفس، أدى هذا التطور إلى ولادة مجال جديد كليًا متعدد التخصصات، يسمى العلوم المعرفية، منذ حوالي عام 1975.
على الرغم من خيبات الأمل المبكرة تجاه نظرية المعلومات، كان الاتجاه السائد في علم النفس نوعًا من الوظائف التي يُنظر فيها إلى العمليات الإدراكية البشرية على أنها مماثلة لأجهزة كمبيوتر معالجة المعلومات، حيث أنه لم يكن هناك الكثير من المناقشة الصريحة لمفهوم المعلومات في علم النفس، كان الاتجاه اختزاليًا بمعنى أن البشر يُنظر إليهم على أنهم يستخرجون المعلومات من الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمحفزات الحسية.
يقف هذا الاختزال على النقيض من التفاهمات التأويلية والتاريخية حيث يتم إبلاغ الإدراك أيضًا بالعوامل الثقافية، ولا يتم تحديد المعلومات أو معالجتها وفقًا للآليات الفطرية في الدماغ، ولكن من خلال معايير وآليات مطورة تاريخيًا، والمشكلات المتعلقة بالمفاهيم النفسية للمعلومات مهمة أيضًا لعلوم النفس والاجتماعية الأخرى، وللفهم الصحيح للمستخدمين في علم المكتبات والمعلومات.
قد تشير المعلومات كملاحظات إلى تغيير في العالم الخارجي في علم النفس، وفي هذه الحالة تم تعريفها على أنها فرق يحدث فرقًا أي التغيير التشغيلي الذي أحدثه العالم الخارجي في نظام المراقبة، وقد يشير أيضًا بعكس ترتيب هذه العلاقة إلى عملية إيجاد الاختلافات والمعلومات باعتبارها فرقًا يجد اختلافًا، وفي هذه الحالة يتم تحفيز النظام من خلال اختلاف في العالم الخارجي.
نلاحظ أن علم النفس يحتفظ بجانب أساسي من المفهوم الحديث للمعلومات بمعنى الاتصال المعرفي وهو الاختيار، فعند التعامل مع معنى الرسالة نناقش التفسير أي الاختيار بين الاحتمالات الدلالية، ويعني تفسير الرسالة، بعبارة أخرى تقديم منظور المتلقي من خلال معتقداته ورغباته؛ لجعلها شريكًا نشطًا في عملية المعلومات.
أهم النظريات في تعريف المعلومات في علم النفس
هناك فرقًا بين النظريات التحفيزية والعرضية أو الطبيعية للمعلومات، حيث يطور علماء النفس منظورًا حول النظريات السببية للمعلومات ذات الأنواع المختلفة من التشابه الأسري، وتشابه مهم بين نوعي النظريات هو دور الاختيار في كل منهما، حتى في الحالة القصوى التي يُفترض فيها استبعاد أي تفسير، كما هو الحال في المنظور الهندسي لاستعارة الاتصال، لا يزال بإمكاننا التعرف على عملية الاختيار.
بمعنى آخر نشير إلى وجود تشابه بين تفسير المعنى واختيار الإشارات، يجعل مفهوم المعلومات هذا التشابه ممكنًا، حيث أشار علماء النفس إلى الفخاخ الدلالية لأهم المصطلحات النظرية في تعريف المعلومات،، لا سيما فيما يتعلق بالتشابهات بين المجالين النفسي والهندسي، ومنها تم تطوير نظرية دلالية للمعلومات يميزان فيها بين المعلومات وكمية المعلومات في إطار لغوي، حيث تستند النظرية النفسية للمعلومات الدلالية على التمييز بين المعلومات والمعنى، ولا تتطلب المعلومات عملية تفسيرية، رغم أنها شرط ضروري لاكتساب المعرفة.