تعويد العقل على الاستماع للآخرين بفهم وتعاطف

اقرأ في هذا المقال


الاستماع والانتباه للآخرين بطريقة متفهمة وبشكل متعاطف عندما يتحدثون هو علامة على الاحترام ومهارة من شأنها أن تؤدي إلى علاقات أعمق وأفضل، ومن المحتمل أيضًا أن تتعلم الكثير عن أصدقائك وبيئتك من خلال الاستماع بنشاط إلى الآخرين، فكيف يمكن لنا كآباء ومعلمين وطلاب أن نقوم بتعويد عقولنا على هذه المهارة؟ دعونا نتعرف معًا على طرق لكيفية اكتساب هذه العادة.

تعويد العقل للاستماع للآخرين بفهم وتعاطف لدى الآباء

هل تكافح لتكريس الطاقة العقلية لأفكار وأفكار شخص آخر مع تنحية قيمك وأحكامك جانبًا؟ وهل تتدرب على ما ستقوله بعد ذلك عندما يتحدث شخص ما؟ وعندما تستمع جيدًا فإنك تولي اهتمامًا وثيقًا لما يقال أسفل الكلمات حيث ما يقوله الآخرون وكذلك جوهر ما يقال، يبدو أنك تستمع ليس فقط لما يعرفه شخص ما ولكن أيضًا لما يحاول تمثيله من خلال تعابير الوجه ولغة الجسد ونغمات الصوت وحركات العين، وهذه مهارة معقدة للغاية تتطلب القدرة على مراقبة أفكار الفرد مع الاهتمام في نفس الوقت بكلمات الآخرين، فأثناء الاستماع إلى شخص آخر قد تؤدي هذه الاستراتيجيات إلى إبطاء عقلك حتى تتمكن من سماع ما هو تحت الكلمات إلى معانيها.

استراتيجية (P3) لتعويد العقل على الاستماع للآخرين لدى الآباء

استخدم تسلسل الاستماع في استراتيجية (P3 – Pause, Paraphrase, Probe) أي قف وأعد صياغة ومن ثم دقق لفهم تفكير شخص آخر بشكل أفضل وهي كالتالي:

1- قف: انتظر بضع لحظات، فهل انتهى الشخص الآخر حقًا؟ أحيانًا يكون الانتظار هو الشيء الأكثر فائدة الذي يجب القيام به، ففي هذا الفضاء الهادئ قد يوضح الآخر أو يعيد صياغة وجهة نظره أو حله أو فكرته.

2-أعد صياغة: لخص ما سمعته منهم واشرح موجز يمثل ما قيل لك، فهذا ليس الوقت المناسب لإضافة أفكارك أو استدلالاتك أو أفكارك الجديدة.

3- دقق: اطرح أسئلة لتعزيز الوضوح والدقة في وجهة نظر الشخص الآخر أو حله أو فكرته، وبعض الأسئلة الاستقصائية هي: لماذا تعتقد أن هذا هو الحال؟ وما هي الطريقة الأخرى التي قد …؟ وكيف يمكن أن تؤثر افتراضاتك حول… على تفكيرك حول…؟

تعويد العقل للاستماع للآخرين بفهم وتعاطف لدى المعلمين

تتغير ثقافة المنزل والمدرسة ومكان العمل بشكل كبير، فعندما يقرض جميع الأعضاء نشاطهم العقلي لبعضهم البعض من خلال قضاء الوقت في الاستماع حقًا إلى ما يقوله الآخر وتقديم الدعم العاطفي من خلال التعاطف، كآباء غالبًا ما نشعر بالحاجة إلى حماية أطفالنا ونتيجة لذلك نريد أن ننتقل مباشرة ونقدم المشورة أو نصلح المشكلة قبل أن نفهم وجهات نظرهم حقًا، وبصفتنا مستمعين فعالين نحتاج إلى كبح قيمنا وأحكامنا وآرائنا وتحيزاتنا والاستماع إلى أفكار أطفالنا والبقاء حاضرين معها، ونيتك هي التعاطف مع نضالهم بدلاً من إخراجهم منه بنشاط، ولكي تكون مستمعًا ماهرًا ومتفهمًا وعاطفيًا فكر في الاستراتيجيات التالية:

1- راقب عن كثب الاستجابات اللفظية والسلوكيات غير اللفظية، وانتبه إلى استجابتهم اللفظية (على سبيل المثال نغمة الصوت والحجم ودرجة الصوت وسرعة الكلام)، وانتبه لسلوكياتهم غير اللفظية من خلال الوجه (على سبيل المثال الدموع والعيون المنسدلة أو المتضخمة والتلوين -الاحمرار أو البياض والشفتين- والابتسامة والعبوس وتوتر العضلات) والجسم (على سبيل المثال القبضة المشدودة وتوجيه الأصابع والذراع المتساقطة وإن كان منحدب على الكتفين)، وأثناء تركيزك على تعابير وجه أفراد عائلتك ولغة جسدك يمكنك التقاط الإشارات وتفسير التجارب العاطفية المماثلة التي مررت بها والتفكير فيها.

2- قم بتسمية العاطفة التي تستنتجها من أحد أفراد عائلتك وابحث عن مؤشرات التأكيد، فنحن نعبر عن التعاطف عندما نصنف مشاعر شخص آخر بشكل صحيح عند المستوى المناسب من الشدة التي يعاني منها الشخص، وعلى سبيل المثال “أنت مستاء …” أو “أنت غاضب …” أو “إنك سعيد للغاية …” أو “لقد فوجئت”.

3- أعد صياغة المحتوى أو الموقف أو السبب الذي تسبب في الانفعال وابحث عن مؤشرات التأكيد من مثل “نعم” أو “هذا صحيح” أو ابتسامة منتصبة وجذع مسترخي وما إلى ذلك، وإذا لم يكن هناك شيء فتعاطف مرة أخرى مع إعادة صياغة المشاعر من مثل “لأنّها تجاهلت فكرتك…. ” أو “استدعاء الأسماء مؤلم …” أو “لقد تبرعت الأمر حقًا …” أو “لأنّك اعتقدت أنّها ستتصل بشخص آخر …”

4- قدم وصفًا لما يبحث عنه الشخص ويساعد إجراء استنتاج إيجابي حول أهداف الشخص و / أو آماله و / أو رغباته في رؤية المشكلة بشكل مختلف. فمثلا: “أنت مستاء … لأن أختك لن تستمع … ولقد تجاهلت فكرتك.. وتريد أن يُستمع إليك”، أو “أنت غاضب … لأنّها وصفتك باسم سيء واستدعاء الأسماء مؤلم … وتريد أن تُعامل باحترام”، أو “لقد شعرت بسعادة غامرة … لأنّك حصلت على درجة عالية في الاختبار…”، أو “لقد فوجئت … لأنك لم تكن تتوقع أن يتم استدعاؤك…”، أو “كنت تعتقد أنّها ستتصل بشخص آخر … وتفضل ذلك إذا علمت أنّه سيتم الاتصال بك…”

تعويد العقل للاستماع للآخرين بفهم وتعاطف لدى الطلاب

هل وجدت نفسك يومًا تقول “أنا أسمعك” بينما في الواقع أنت لا تستمع حقًا؟ هل تساءلت يومًا عما إذا كان شخص ما ينتبه حقًا لما تحاول قوله؟ وقد يكون الاستماع الجيد صعبًا لأنّه يتطلب التركيز على ما يقوله الشخص الآخر وعدم مقاطعة أفكارك، فتعمل الآذان بسرعة الصوت وهي أبطأ بكثير من سرعة الضوء الذي تأخذه العين، وعندما تستمع تتعلم أيضًا كيف تصبح أكثر راحة مع الصمت حتى تتمكن من إبطاء سمع عقلك إلى أذنيك الطبيعي سرعة، وأنت تستمع ليس فقط لما يعرفه شخص ما ولكن أيضًا لما يحاول تمثيله من خلال تعابير الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت وحركات العين.

استراتيجية (P3) لتعويد العقل على الاستماع للآخرين لدى الطلاب

الإستراتيجية الأساسية التي من الممكن استخدامها لتصبح مستمعًا أفضل هي (P3 – Pause, Paraphrase, Probe) بمعنى قف وأعد صياغة ودقق.

المرحلة الأولى قف

1- لماذا: يحتاج المستمعون الفعالون إلى تعلم كيفية إيقاف عقولهم مؤقتًا وتنحية أفكارهم جانبًا.

2- كيف: وقت الانتظار والتزام الصمت للتأكد من أن الشخص الآخر قد انتهى من تفكيره، وغالبًا ما يكون من الصعب إدارة الاندفاع والصمت، حيث يستخدم العديد من الأشخاص استراتيجيات مثل العد إلى 20 أو النظر إلى الملاحظات التي يدوّنونها.

المرحلة الثانية أعد صياغة

1- لماذا: السماح للآخرين بمعرفة أنك تحاول فهمهم وأنك تقدر أفكارهم ومعتقداتهم.

2- كيف: تنبع الجملة مثل: “أنت تقترح أن ……” أو “فكرتك هي ……” أو “أنت مستاء لأن ………”.

المرحلة الثالثة دقق

1- لماذا: إظهار للآخرين أنّ أفكارهم تستحق الاستكشاف والتفكير وإظهار رغبتك في الفهم الكامل قبل محاولة الرد بالاقتراحات أو النصائح.

2- كيف: تنطلق الجملة أو توضح أسئلة مثل: عندما يستخدم شخص ما مصطلحات أو كلمات غامضة حيث يوضح المستمع للتأكد من فهمه، وهذا يظهر اهتمامهم بما يقوله الآخر من مثل: “قل المزيد عن أفكارك حول….” أو “ماذا رأيت في النص الذي دفعك إلى استنتاج ذلك؟” أو “اشرح ما تقصده بـ …”، حيث يؤدي الاستماع الجيد غالبًا إلى أفكار أفضل من تلك التي بداخل عقولنا.


شارك المقالة: