إنَّ إحدى أفضل الطرق لتغيير تفكيرنا، ولتغيير حياتنا، هي أن نستعدّ لخيبة الأمل مُسبقاً، إذ علينا أن نُعِدّ أنفسنا للنهوض من كبوتنا على جناح السرعة من خلال ممارسة الاستعداد العقلي، الذي يقودنا بشكل فعلي إلى تجاوز أكبر الكبوات، وربّما الاستفادة منها في زمن المستقبل.
ما فائدة الاستعداد العقلي في تجاوز خيبات الأمل؟
إنَّ الاستعداد العقلي يتيح لنا أن نُعِدّ أنفسنا عقليّاً، من أجل الإحباطات المحتومة في الحياة، حتى ولو لم نكن نعرف ما هي تلك الإحباطات، وفي أي وقت ستلحق بنا، وهذه إحدى أقوى تقنيات التفكير على الإطلاق، التي يمكن لنا استخدامها لكي نكتسب السيطرة على عواطفنا ونحتفظ بها، وللتأكد من أنَّها إيجابية في المقام اﻷول وبنّاءة كذلك، مهما يحدث لنا.
ما هي فرضيات الاستعداد العقلي؟
عند الاستعداد العقلي نبدأ بافتراض مفاده، أنَّنا سوف نواجه كلّ ألوان المشكلات والمصاعب، إذ نقرّر أن ننجز أي شيء له قيمة في حياتنا، والحقّ أنَّنا حددنا هدفاً كبيراً بهذا العمل، ويمثّل تحديّاً نصب أعيننا، أي أنَّه هدف ينتزعنا من نطاق الاطمئنان والراحة الخاصة بنا، ولسوف نلقى ما لا يحصى من العقبات والصعاب ممَّا لا يمكن لنا تخيّله.
إنَّ اختبار التحمّل هذا يبدو متوافقاً مع نطاق واقعنا، ففي كلّ مرّة نحاول فيها القيام بشيء مختلف أو بدرجة أكثر من المعتاد، سوف تظهر في طريقنا جميع أصناف المشكلات، وإن لم نكن مستعدين لها مسبقاً، فبمقدورها أن تحبط وتثبّط همتنا، وتدفعنا للعودة إلى نطاق الراحة والأمان الخاص بنا.
بدلاً من الانتظار إلى أن تقع المشكلات المحتومة، علينا أن نُعِدّ أنفسنا عقليّاً لتلك الصعوبات المقدّرة قبل وقوعها، وعلينا أن نخاطب أنفسنا، بأنَّنا سوف نلاقي في يوم ما كلّ أنواع التقلبات بين الأمور السيئة والجيّدة، وكلّ أنواع العوائق والمصاعب، ولكنّنا لن نسمح لها بأن تثبّط من عزيمتنا، فما إن نتحرك صوب أهدافنا، فلن يوقفنا أي شيء مهما كان.
الشعور الدائم بالأمان، وأنَّنا نعيش في ظلّ حياة مثالية، ما هو إلّا فخّ سنشعر بعد وقت ما قد يطول أو يقصر، بأنَّنا سوف نعاني في يوم من الأيام، ومن يستطيع أن يتوقع الأسوأ، هو الذي يملك القدرة على تجاوز تلك المحن، ﻷنَّه على استعداد عقلي في التعامل معها، أمَّا من يعاني من صدمة الموقف، سيتحتّم عليه الكثير من الخسائر قبل التخلّص من تلك العقبات.