تفسير نظرية التحليل التبادلي للاضطراب النفسي

اقرأ في هذا المقال


يُرى أنّ نظرية التحليل التفاعلي (التبادلي) للعالم إيريك بيرن، من أهم النظريّات في علم النفس المعاصر، تم استخدام كل مصطلحاتها استخداماً كبيراً في العلاج النفسي في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية أيضاً. اعتمدت نظرية التحليل التبادلي على منهج في التحليل لا تهتم بالأحداث الماضية التي يمر بها الفرد، إنّما تركِّز جميع اهتمامها على تحليل ما يمكن أن يمر به في المستقبل من أحداث؛ لتمكُّنه من إرادة التغيير وتكوين نسق متكامل من الضبط الذاتي بما يمكنّه أيضاً من حرية الاختيار.

الاضطرابات النفسية

تعرف الاضطرابات النفسيّة بأنَّها نمط سلوكي وسيكولوجي ونفسي، ينتج لدى الفرد نتيجة شعوره بالضيق أو العجز، حيث تعتبر هذه الاضطرابات نمو غير طبيعي في المهارات العقليّة، يُعتقد بأنّها تحدث نتيجة ظهور بعض المشاكل في عُصبونات الدِّماغ؛ ذلك بسبب التفاعل المعقد الذي يحدث بين العوامل الوراثيّة والتجارب الحياتيّة التي يمر بها الفرد.

أنواع الاضطرابات النفسية

  • الاضطرابات النفسيّة العصابيّة: هي الاضطرابات التي تحدث في الشخصيّة، تظهر على هيئة أعراض جسميّة ونفسيّة متعددة، مثل التردُّد الزائد عن الحد، الخوف، القلق، الوسواس، الأفكار السلبيّة المتسلطة، الشكوك التي ليس لها أساس. أعراض هذه الاضطرابات تكون بحدوث شلل في أحد الأعضاء مثل اليد أو السَّاق، حدوث عُطل في حاسة من الحواس كالسَّمع والبصر، دون أن يكون هناك سبب عضوي لذلك، من الأمثلة على هذا النوع الوسواس القهري والهستيريا.
  • الاضطرابات النفسيّة الذهانيّة: تعرف بأنَّها اضطرابات خطيرة تحدث في الشخصيّة ككل، تتمثل في حدوث اختلالات في التفكير والقوى العقليّة الطبيعيّة، عدم قدرة الفرد على إدراك الواقع إدراكاً صحيحاً، ممَّا يسبّب مشاكل في حياة الشخص من ناحية اجتماعية وأسريّة ومهنيّة.

مواقف الحياة في نظرية التحليل التبادلي

يقول العالم بيرن أنّ الأوضاع الثلاثة الأولى تحدث في جزء اللاشعور، تعتمد على مشاعر الأفراد وأحاسيسهم، بينما الوضع الرابع يتم في جزء الشعور، يعتمد على التفكير والثقة بالنفس، الأوضاع الثلاث الأولى تعتمد على توجيه الذَّات للسؤال (لماذا؟)، بينما الوضع الرابع يتعلق بتوجيه السؤال (لما لا يكون).

  • الوضع الأول “أنا بخير وأنت أيضاً بخير” ( I am Ok – You are Ok )، يسمَّى هذا الوضع وضع النجاح الصحي.
  • “الوضع الثاني أنا بخير وأنت لست بخير” ( I am Ok – You are not Ok )، يسمَّى وضع الحزن وعدم تقبُّل الذات، هو يعني رغبة الفرد في التخلُّص من الأشخاص الآخرين، أمّا لدى المرضى فإنَّه قد يؤدِِّي إلى القتل أو إلى حالات البارانويا، إنّ هذا الموقف يمثل الغطرسة والتكبر في نفس صاحبه.
  • الوضع الثالث “أنا لست بخير وأنت بخير” ( I am not Ok – You are Ok )، يسمَّى وضع الاكتئاب، الذي يصل بالفرد إلى الابتعاد عن الناس بطريقة ما، مثل أن يدخل إلى مصحَّة عقلية أو أن يتخلَّص من حياته عن طريق الانتحار، في لغة التحليل التبادلي أو التعاملات، إنّ هذا الوضع يمثل وضع استقالة الفرد المريض من جنس البشر، إنّ صاحب هذا الموقف يشعر بأنَّه مكتئب وحزين ومعزول اجتماعياً.
  • الوضع الرابع “أنا لست بخير وأنت لست بخير” ( I am not Ok – You are not Ok )، يسمَّى موقف اللاجدوى واللافائدة، أي الفصام، يؤدِّي في نهاية المطاف إلى الانتحار ، يرى بيرن أنّ هذا الانتحار يكون بسبب نقص الاحتكاكات الاجتماعية في الطُّفولة، ممّا يؤدّي إلى الاكتئاب والحزن الشديد، إنَّ صاحب هذا الموقف متشائم ولا يجد قيمة للعالم.

نظرة التحليل التبادلي للاضطراب النفسي

يرى بيرن أنّ السلوك المضطرب يظهر نتيجة اضطراب حالة الأنا، يحدث هذا الاضطراب عندما يتذبذب الفرد بين حالات الأنا دون إكمال التعامل معها، نتيجة لهذا الاضطراب تظهر مشاكل مختلفة، مثل:

1) عدم النفاذ: الذي يحدث عند وجود طاقة متزايدة في الأنا الوالد أو الأنا الطفل أو بهما معاً، تكُون الحدود بين حالات الأنا صلبة وغير منفِّذة لمعالجة هذه الطاقة، هذا التناقض يؤدِّي إلى موقف متفكك يشعر الأفراد بالبُعد عن أنفسهم وعدم التحكمُّ بها وأنَّهم غريبو الأطوار ويتصرفون بشكل غير صحيح.

2) التشوش: أن ينتقل الفرد من حالة إلى أخرى في نفس الموقف.

3) التلوث: أي التداخُّل بين الحالات، مثل تداخل الأنا الرَّاشدة مع نقد الأهل.

4) الإقصاء: هو أن تسيطر حالة من حالات الأنا وتحاول منع سيطرة الحالات الأخرى، مثل أن تسيطر حالة أنا الوالد على غيرها.

5) الألعاب: ربما يحدث السُّلوك عن الألعاب التي يلعبها الناس، عمل بيرن على فكرة الألعاب؛ لأنّها تبعد فكرة النزاع والخلاف والنضال، تضم لاعبين وأنظمة للألعاب والحركات المختلفة.


شارك المقالة: