الوسواس القهري لدى المراهقين

اقرأ في هذا المقال


إنّ الأشخاص المُصابون باضطراب الوسواس القهري يكُونون في الغالب واعين لحقيقة أنّ تصرفاتهم الوسواسيّة هي غير منطقية أبداً، يحاولون تجاهُلها والقيام بتغييرها، لكن هذه المُحاولات تزيد من الضيق والقلق أكثر. تعد التصرُّفات القهرية بالنسبة للمصابين بالوسواس القهري إلزامية؛ ذلك للتخفيف من الضائقة. يتمحور اضطراب الوسواس القهري في أحيان متقاربة وفي موضوع معيَّن، مثل الخوف من عدوى الجراثيم مثلاً.

الوسواس القهري:

هي مشكلة نفسية مُزمنة وشائعة الحُدوث، حيث يشعر المريض بالحاجة المُلحَّة للقيام بتصرُّفات مُعيّنة بشكل مُتكرّر وقهريّ خارج عن سيطرته وإرادته. تخطر لدى المُصاب هواجس وأفكار مُتكرّرة تسبِّب له القلق، يمكن تشبيه القلق بنظام إنذار وتنبيه للجسم لحمايته من المخاطر؛ إذ يعمل الوسواس القهري على استهلاك نظام الإنذار وكأنّه يعمل على تحفيز نظام الإنذار من قِبل المُسبِّبات، بغضّ النظر عن حجمه وكأنّه خطر مُطلق أو تهديد كارِثي، في حين أنَّه يجب أن يتمّ التحفيز فقط عند وجود الأسباب والأخطار الحقيقيّة التي تستدعي لذلك، قد تتسبَّب هذه المشكلة عند الشخص المُصاب بالتأثير على الحياة بجميع نواحيها مثل العمل، الدراسة، العلاقات الاجتماعيّة غيرها.

الوسواس القهري في سن المراهقة:

مُمكن أن يبدأ الوسواس القهري بالظهور عند الشخص في الطّفولة أو في المُراهقة أو حتى في مرحلة البُلوغ، أعراضه تكون أشد إذا بدأت في الطُّفولة، لكن بحسب الدراسات 40% من الأطفال الذين يُصابون بالوسواس في الطُّفولة يتعافون عندما منه يصبحون بالغين. ليس هُناك تعريف واضح لأسباب الإِصابة بالوسواس القهري، لكن بعض الأَبحاث وجدت رابط بينه وبين خلل في المخ، بالتحديد في القسم المسؤول عن التنظيم والسّيطرة، بالإضافة إلى ذلك هناك عوامل وراثيّة اجتماعية وعائلية تُساهم في الإصابة به. الجدير بالذكر أنّه في بعض الأحوال يمكن أن تصل الأُمور بالمراهق إلى الأفكار الانتحارية وتطبيقها؛ لأنّ هذه الحالة تزيد من مُعاناته والمشاكل النفسيّة التي ترافق فترة المراهقة من تغيّرات فيزيولوجيّة وهرمونية ونفسيّة.

أعراض الوسواس القهري عند المراهقين:

  • يعبّر الوسواس القهري عن مخاوف غير منطقية، يظهر أعراضاً من الخوف غير المُبرَّر، خاصّضةً إذا منعته من الأعمال التي يقُوم بها ويكررها كثيراً، مثلاً غسل يديه ما يقارب المئة مرَّة في اليوم.
  • إذا كان يُبالغ في ترتيب أغراضه الشخصية بطريقة معينة واضحة، تظهر عليه نوبات من الغضب العارم إذا قام أحد ما بتغيير هذه الترتيبات لأيِّ سبب كان.
  • عندما تلاحظ أنَّ ابنك المُراهق ليس لديه أصدقاء في المدرسة، أنّ مُستواه التعليمي وقُدرته على التركيز قد تراجعت، أيضاًَ عندما تشتكي لك إدارة المدرسة من أنّه يقوم بأشياء غير منطقية ومبالغ فيها، أو أنّه يردِّد كلمات أو حركات مُعينة دون توقّف.

المصدر: مرض الوسواس القهري، عبد الناصر موسىمبادئ علم النفس، حمزة الجباليمشكلات الأطفال النفسية وأساليب المساعدة فيها، سوسن شاكر الجلبي


شارك المقالة: