أشكال التواصل وتقييمها في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


يحتاج الناس لعملية التواصل بجميع أصنافها وأشكالها، حيث يعتبر التواصل من العمليات المهمة لنقل المعرفة التي استطاع الفرد التوصل إليها بشكل شخصي أو جماعي، في حين التعرف على التواصل كعملية مهمة بين الناس في علم النفس الاجتماعي فيتوجب التعرف عليها كظاهرة يستعملها البشر في سلوكياتهم الظاهرة والمخفية وسلوكياتهم اللفظية وغير اللفظية.

تقييم التواصل في علم النفس الاجتماعي

عندما يتم تلقي اتصال أو معلومات معينة تتوافق مع مشاركة الأنا للشخص، يتم قبولها بسهولة حيث يتم تصنيفها على أنها أقرب إلى موقف الشخص في اتخاذ العديد من القرارات، ولكن عندما لا يتماشى ذلك مع انخراطه في الأنا، يكون أقرب إلى مجال الرفض ويكون الميل أكبر للمبالغة في التناقض.

تذهب الدراسات في البحوث النفسية الاجتماعية لإثبات حقيقة أنه عندما يكون التواصل في نطاق القبول، فإنه يعتبر صحيحًا وواقعيًا وغير متحيز، ولكن عندما يكون غير مقبول أو بعيدًا عن نطاق القبول فإنه يعتبر غير صحيح ومنحازًا ويستند إلى حقائق كاذبة، حيث أنه يُرى أن الاتصالات التي تختلف نوعًا ما عن موقف الشخص بشأن قضية ما من المرجح أن تغير الشخص عندما لا يتم تقييمها على أنها مرضية وعادلة فحسب، بل تكون أيضًا ضمن نطاق المواقف التي يستوعبها تجاهها.

ومنها يوجد مجموعة عوامل تؤثر في تصنيف عملية التواصل في علم النفس الاجتماعي تتمثل في درجة مشاركة الأشخاص في الوظيفة والمهام المطلوبة، ودرجة ونوع الانخراط في الأنا مع مصدر التواصل ودرجة الهيكل في حالة التحفيز، والتناقض النسبي لشيء ما من موقف الفرد نفسه.

إذا كان الإطار المرجعي للمستقبل واسع النطاق ومكتمل إلى حد ما، فإن المعلومات الجديدة المخالفة للإطار المرجعي والأنا ستنتج القليل جدًا من التغيير في السلوك الإنساني، لذلك يمكن للمرء أن يستنتج بشكل معقول أن هناك نقطة خارج موقف الشخص حيث لن يكون أكثر تأثراً بالتواصل، حيث أنه هناك طريقة واحدة لتدفق نموذج الاتصال غير كافية لتغيير السلوك والرأي.

أشكال التواصل في علم النفس الاجتماعي

يشير الاتصال من خلال الكتابة أو التحدث إلى التواصل اللفظي، وبالتالي فإن التواصل اللفظي يتطلب دائمًا استخدام اللغة، حيث يبدأ الناس في التحدث قبل أن يتعلموا الكتابة، لذا فإن التواصل الشفهي أو الشفوي يبدأ عادة بالتحدث.

في الاتصالات الكتابية تلعب الكتب والصحف الإخبارية والرسائل والتقارير والسجلات والتطبيقات والتعليمات دورًا رئيسيًا، وفي حالة التواصل الشفوي هناك دائمًا عقد شخصي أو وجها لوجه أو صوتي بين المرسل والمتلقي للاتصال، في التواصل والمناقشة وجهاً لوجه يتمتع كل من المرسل والمتلقي بالتواصل بفرصة كافية لتبادل الأفكار وطرح الأسئلة وطلب التوضيحات.

يمكن تغيير التواصل الشفوي ليناسب اتجاه المناقشة ومستوى فهم المستلمين، بالمقارنة مع التواصل الكتابي يمكن نقل التواصل الشفوي بسرعة ويمكن جعله أكثر سهولة وبساطة، حيث يمكن اتخاذ القرارات بسرعة في التواصل الشفوي، لكن أحد عيوب التواصل الشفوي هو أنه لا يمكن أن يتجاوز قدرة المرء على السمع إلا إذا تم استخدام مكبرات الصوت العالية وأجهزة التواصل اللاسلكي والهواتف.

بينما يشير أي تواصل بدون استخدام الكلام واللغة إلى التواصل التقريبي، فالإيماءات والابتسامات والبكاء والعلامات والإشارات وجميع إشارات المرور والإشارات الحمراء والخضراء التي تشير إلى قف ومتابعة على التوالي، والتعبير عن المواقف والعواطف من خلال تعبيرات الوجه، وتغيير وضع الجسم، وحركات الرأس التي تعبر عن نعم أو لا، فهذا الشكل معروف بالتواصل غير اللفظي.

يستخدم التواصل غير اللفظي بشكل عام للتعبير عن مختلف المشاعر والعواطف وما يحب ويكره التفضيلات والرفض من شخص ما، ففي البداية تتواصل الأم والرضيع عادة وغالبًا من خلال وسائل غير لفظية مثل الابتسامة والتعبير عن السعادة والغضب والاستياء في الوجه وما إلى ذلك، عندما يعيد الطفل ابتسامة إلى ابتسامة والدته، فإنه يتواصل بشكل غير لفظي، وغالبًا ما يستخدم التواصل غير اللفظي عندما لا يعرف المرء لغة شخص آخر، وعندما لا تتطور مهارة المرء اللغوية وأيضًا في المواقف العاطفية.

يستخدم الأطفال أيضًا اللغة غير اللفظية عندما لا يكتمل تطور لغتهم، ففي الواقع يبدأ التواصل غير اللفظي أولاً ومن خلاله ينمو التواصل اللفظي، حتى عندما يعرف المرء اللغة فإنه يستخدم أحيانًا التواصل غير اللفظي، ويتم استخدامه من قبل الأطفال الصغار والكبار والكائنات الحية المتنوعة، يتم إجراء الاتصالات اللفظية وغير اللفظية من خلال الصوت والرؤية، وتستخدم الكلمات المكتوبة الاتصالات المرئية بينما تتضمن الكلمات المنطوقة اتصالًا سمعيًا.

التواصل الكتابي له بعض المزايا على التواصل الشفوي هو أكثر ديمومة ويمكن توزيعه على عدة أفراد، ويوفر السلطة والمسؤولية للتواصل، لكنها بطيئة وتستغرق وقتًا طويلاً مقارنةً بالتواصل الشفوي، التواصل الكتابي هو عملية أحادية الاتجاه ولا يوجد تغيير بين المرسل والمستقبل للتواصل المباشر، فعندما ينمو الفرد من الطفولة إلى الرشد، فإنه يعتمد أكثر على التواصل اللفظي، ويقل استخدام التواصل غير اللفظي تلقائيًا، ويمكن أيضًا استخدام التواصل غير اللفظي مع التواصل اللفظي.


شارك المقالة: