من هم أطراف التسامح

اقرأ في هذا المقال


ثمّة أربع مجموعات من الأشخاص، نحن بحاجة إلى أن نسامحهم، ما دمنا جادين بشأن تغيير تفكيرنا وحياتنا.

من يكونون أطراف التسامح

الآباء والأمهات

سواء كانوا أحياء أو متوفين، يجب علينا أن نغفر لهم كل خطأ ارتكبوه خلال مرحلة نشأتنا، فعلى أقلّ تقدير ينبغي أن نكون ممتنين لهما، ﻷنَّهما كانا سبباً في منحنا الحياة، فمجرد وجودنا في الحياة، هو سبب ﻷن نسامحهما على كلّ شيء، وأن لا نشتكي منهما أبداً.

في المقابل إذا لم نسامح أباءنا، سنبقى أطفالاً إلى الأبد، فحين احتفاظنا بالمشاعر السلبية، بالغضب، والدونية، إذا توفي أحد الوالدين دون مسامحته، ستبقى غصةً في قلوبنا لبقيّة الحياة.

الأشخاص المؤثرين

نتحدّث هنا عن الأشخاص الذين تربطنا معهم علاقات قويّة ولكنّها لم تفلح، ربّما كان زوج أو زوجة أو صديق مقرّب، فمن شأن الزواج والارتباطات القوية أن تكون مؤثرة للغاية، ومهدّدة جداً لمشاعر تقديرنا لذاتنا، ممَّا يجعلنا نشعر بالغضب، ولا نقبل بالتسامح لفترات طويلة.

ولكن لا بدّ لنا أن نصفح عن الشخص الآخر وأن ننسى الأمر بأكمله، وأن نكرّر كلمات تتعلق بالتسامح، حتى تتناقص العواطف السلبية المرتبطة بتلك الذكرى، وتختفي إلى الأبد.

كل شخص نعرفه

الأشخاص الذين يتوجّب علينا مسامحتهم في هذه المجموعة، هم الأشخاص الذين عرفناهم في حياتنا ككل، ممن أساءوا إلينا من قبل على نحو ما، علينا أن نغفر لزميل العمل، والصديق العابر، علينا أن نكون متسامحين مع الجميع وأن ننقّي صفحتنا، علينا أن نمحو أسماءهم وصورهم من عقولنا، ونستبدلها بأخرى أكثر إيجابية ومفعمة بالحب والتسامح.

نحن أنفسنا

أمَّا المجموعة الرابعة والأخيرة والتي يجب مسامحتها فهي أنفسنا نحن، إذ ينبغي علينا أن نغفر لأنفسنا، على كل شيء قد فعلناه أو قلناه واتصف بالسخف، بالغباء، بالخبث، بالطمع، أو حتى بالقسوة، علينا أن نتوقف عن تحمّل أخطاء الماضي، لقد حدث كل ذلك في الماضي هناك ونحن الآن هنا في الحاضر، نتطلّع إلى المستقبل.

علينا أن نفكّر أنَّنا لم نكن ذلك الشخص، الذي أقدم على فعل تلك الأمور التي ما زلنا نندم عليها لغاية الآن، والتفكير أنَّنا أصبحنا أشخاص آخرون، لقد كنّا في الماضي صغاراً وأقل خبرة، ولم نكن على حقيقتنا، ربّما كنّا مقلّدين لصديق أو قريب بشكل خاطىء، أمَّا الآن فنحن أكثر مسؤولية، علينا أن نتوقف عن جَلد ذاتنا، بسبب أمور وقعت في الزمن الماضي ومن المستحيل تغييرها.


شارك المقالة: