لكلّ واحد منّا من اسمه نصيب، ﻷن أسمائنا يكررها الناس على مسامعنا فتغسل أدمغتنا منذ ولادتنا، فحين ينادينا الناس بأسماء تدلّ على القوّة أو العدل أو الكرم، لا بدّ وأن نتمثّل من خلالها شيئاً من هذه الدلالات والإيحاءات، وإذا لم يكن لها دليل أو معنى، فعلينا أن نشغل ذاتنا بتقمّص أشياء أخرى، وصفات أكثر إيجابية عن طريق الإيحاء الإيجابي الفعّال.
الإيحاء الإيجابي طريق إلى النجاح:
قد نعاني في بعض الأحيان من تسرّب بعض الإيحاءات السلبية، التي تؤدي بنا إلى الضعف وقلّة الحيلة بسبب ما يبديه الآخرين نحونا من طريقة تعامل وقلّة احترام، والحل هو أن نعي هذه الأولوية وأن نوحي ﻷنفسنا بأشياء إيجابية قبل أن يوحي إلينا الآخرون بأشياء سلبية، فالإيحاء علاج نفسي يمارسه الأطباء أثناء استرخاء المريض أو تنويمه مغناطيسياً بحيث يستيقظ وقد أصبح أكثر ثقة بنفسه، ونحن نفعل أيضاً الشيء ذاته مع أنفسنا بشكل يومي ودائم، وغالباً ما يتمّ عمل ذلك بطريقة غير واعية.
الإيحاء الذاتي يحدث بطريقة إيجابية مدروسة:
إنّ عملية الإيحاء الإيجابية يجب أن تحدث بطريقة مدروسة بعيداً عن الطرق العشوائية السلبية، إذ يجب أن نتحدّث مع أنفسنا دائماً ونقنعها كم نحن إيجابيين ورائعين ومتفوّقين ولا نقلّ شأناً عن أي إنسان آخر وصل إلى النجاح الحقيقي، إذ يجب أن نصيغ ﻷنفسنا بعض الجمل الإيجابية وأن نقوم بتكرارها على أنفسنا بشكل دوري، وأن نتصوّر الشخصية التي نريد أن نبدو عليها، ونتمرّن مُسبقاً على المواقف التي سنخوضها، حتى تصبح تصوراتنا أفكار، وأفكارنا قناعات لا غنى عنها، وقناعاتنا تصرفات حقيقية.
إيحاءنا ﻷنفسنا ليس نصيحة سطحية أو مبالغ فيها، بل طريقة تفكير وأسلوب حياة وعلاج ناجح يلجأ إليه علماء النفس، إذ يجب علينا أن نتعلم كيف نوحي ﻷنفسنا بأشياء إيجابية بشكل مدروس وعميق، ﻷنه إن لم نفعل ذلك سيفعله آلاف الناس من أجلنا، إذ سيقومون على صنع شخصيتنا من خلال آرائهم فينا وإيحاءاتهم إلينا، حتّى نتمثلها في حياتنا بشكل مباشر، وهذا أمر لا يتمنى أحد حدوثه، ولكننا إذا لم نحسن التدبّر ستكون النتيجة قلّة الثقة بالنفس والفشل .