علينا أن نتخيّل حياتنا باعتبارها سلسلة من الحلقات والاتجاهات، إذ علينا أن نفكّر في حياتنا من منظور التقلبات المنتظمة الوتيرة، بين الأعلى والأسفل، فأمور حياتا لا تجري عادة بناء على رغباتنا وتوقّعاتنا الممكنة، فهناك الكثير من الأمور الإيجابية التي ستحدث لنا، ولكنَّنا سنواجه بعض العقبات والأمور السلبية غير المتوّقعة أيضاً.
حياتنا تتقلّب كما هي فصول العام:
علينا أن نفكر بمنطق فصول الصيف والشتاء والربيع والخريف، فإذا كنّا نكتسب من هذا المنظور بعيد المدى، ونرى ما يجري من أمور كجزء من مخطّط كبير، فلن نقع في فخ التقلبات على المدى القريب لسوء الحظ والتعثرات، وسنصبح أكثر قدرة على الاستجابة بفعالية للمشكلات الصغيرة، ومشاق الحياة اليومية، إذ يمكننا وضع الأمور في نصابها الصحيح، ﻷنَّنا لا نحسن الظن دائماً بما هو قادم، فعلينا أن نسيء الظن في بعض الأحيان، وأن نتوقّع الأسوء؛ لنكون جاهزين على تجاوز تلك العقبات.
ما هي مراحل منحنى حياتنا؟
إذا ما راجعنا منحنى حياتنا، سنجدّه متعرّجاً ما بين الأمور الإيجابية والسلبية، وما بين نجاح وفشل، ففي المرحلة الأولى من مراحل حياتنا، نحن نكافح ونجتهد لنصل لنتائج إيجابية ونضع الأسس التي نطمح من خلالها في النجاح، ويصدق هذا على إنجاز ما، أو منتج جديد.
وفي المرحلة الثانية، نكون قد تعلمنا الدروس الحاسمة من المرحلة الأولى، وهي مرحلة النمو، حيث سنحرز تقدّماً كبيراً في حياتنا الشخصية والعملية والاجتماعية، وسنحقّق نتائج فائقة، بحيث ينطلق مسارنا المهني بالشكل الصحيح، وتصبح علاقاتنا الاجتماعية في أحسن حالاتها وهي ذروة حياتنا الإيجابية.
وفي المرحلة الثالثة، تأتي مرحلة الانحدار، والتي تتبع المرحلة الثانية بالضبط، كما يتبع فصل الشتاء موسم الحصاد، وفي هذه المرحلة، يصبح من الصعب أن نحرز نفس النتائج التي حصلنا عليها مسبقاً، أو أن نحقّق الازدهار كما في المرحلة الثانية، ونصبح نناضل لكي نستمر في الوجود أو إثبات ذاتنا.
علينا أن نعرف في أي مرحلة نحن اليوم، في كلّ من الجوانب المهمة لحياتنا الشخصية والعملية، وما الذي يمكننا عمله لنتجاوز المرحلة الأولى وندخل في الثانية، وما هي الحقات أو الاتجاهات في كلّ مرحلة من مراحل حياتنا.