اقرأ في هذا المقال
تتبلور في ذاتنا العديد من القيم والمعتقدات الخاطئة التي تلعب دوراً هاماً في بلورة شخصياتنا وتشكيل أفكارنا الخاصة، فالأفكار التي نؤمن بها تصبح بعد فترة وجيزة قيمة راسخة في أذهاننا لا يمكننا التخلّص منها، إلا بإيمان مطلق جديد أننا كنا على خطأ وهذا أمر نادر الحدوث، فالمعتقدات الخاطئة تلعب أدواراً إضافية في فلسفة أفكارنا وتشكل مستقبلنا.
المراوغة والحجج المضادة:
إن معظم من التقينا بهم أو سمعنا بهم حين يعارضون شخصاً أو حزباً ما يسعون إلى تسفيه موقفه وتضخيم سلبياته، والخطأ هنا أن مواقفنا المراوغة وعواطفنا الجيّاشة تمنعنا من رؤية الجانب الصحيح والإيجابي في الطرف الآخر، ونضيف إلى ذلك أن محاولة صياغة موقفنا بطريقة نتوصل من خلالها أن غيرنا على خطأ، لا تعني بالضرورة أننا أصبحنا على صواب، بل قد نجازف بخسارة سمعتنا إذا استمرينا في تبنّي هذا الأسلوب ضد الآخرين.
الاستشهاد بالاستثناءات واقتطاع النصوص والآراء:
عندما نقوم على مناقشة أي مشكلة فنحن لا ننظر إليها بشكل كامل من جميع الجوانب، بل نستقطع منها ما يؤيد وجهة نظرنا فقط، وهذا الاستقطاع قد يتضمن موقف شخصي أو حادث فردي أو فترة زمنية محصورة يتم تعميمها على الجميع، فقد يتم الاستدلال مثلاً بحالة ابتزاز جنسية بإثبات خطورة الاختلاط والتغاضي عن آلاف الحالات البريئة.
كما وقد نستشهد بعملية فساد أو فضيحة جنسية حصلت في شركة أو مؤسسة ما للإيحاء بفساد الموقع، في حين يمكن لنفس الحالة أن تقع في أي مكان آخر، أو حتى بواسطة الهاتف أو الإيميل أو غرف الإنترنت.
تبني قوالب مسبقة ونماذج قياسية:
للأسف الشديد أن جميعنا يتعصّب ﻷفكار معينة دون غيرها، ويتبنى قوالب مسبقة جاهزة للحكم على الأشياء أو على الآخرين، و نعتمد على التعميم في إصدار الأحكام، ولكن عندما نتعصب لفكرة معينة لن نرى لها بديلاً، وعندما نقوم على تبني قوالب مسبقة لن نلاحظ التغيرات الجديدة، وعندما نعمد للتعميم ضد جنس أو تيار أو ديانة معينة لن نشاهد الاختلافات الفردية والفوارق الإيجابية داخله، والذي نحتاجه بشكل فعلي، هو عدم التعميم والاهتمام بالتفاصيل، وتقبّل وجود استثناءات من أفكارنا المتعصّبة التي تخرجنا في كثير من الأحيان من حدّ الاعتدال الفكري.