هل الصبر بحاجة إلى التعلّم؟ وإذا كان كذلك فأين يمكن لنا أن نتعلّمه؟ وهل هناك أشخاص يمكن لنا أن نتعلّم منهم فضيلة الصبر؟ وما هو المقياس الحقيقي لمعرفة أننا من الأشخاص الذين يمتازون بالصبر من عدمه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تفتح المجال أمامنا لنعرف أن الصبر حاجة ملحّة في طريقنا نحو النجاح، وأننا نحتاج إلى خبرات غيرنا لتعلّم الصبر واكتسابه بالجهد المبذول والتواضع، وأننا لا نستطيع أن نقول بأننا نمتاز بالصبر إلى درجة الكمال ما لم يخبرنا غيرنا بذلك.
أهم مبادئ تعلّم الصبر:
أولا: يبدأ تعلم الصبر بالإحساس بالحاجة المتأصلة إليه:
ما لم نجوع لن نشعر بحاجتنا الغريزية إلى الطعام، وكذلك الفضائل فما لم نشعر بنقصها وحاجتنا إليها، فلن نبدأ أبداً في تعلّمها، فأحاسيسنا هي التي تخبرنا بحاجتنا المتأصلة إلى أمر ما كونه نقص فينا، فعندما نشعر بأننا سريعي الانفعال والغضب وعدم التأني، يبدأ الإحساس الحقيقي في حاجتنا إلى اكتساب فضيلة الصبر.
ثانيا: يتطلب الصبر رغبة وحافز قويين:
إذا لم نمتلك الرغبة في الفوز والنجاح فلن ننجح أبداً، وإذا لم يكن لدينا الحافز والإرادة في أن نكون صبورين فلن يحدث ذلك أبداً، فالأشخاص الطموحين والذين يملكون الإرادة والرغبة هم الذين يصلون في نهاية الأمر إلى القمّة.
ثالثا: الصبر صعب وخاصة في البداية:
كلّ بداية صعبة، وأن نقوم على تغيير وتبديل أفكار قديمة في أذهاننا واستبدالها بأفكار وقيم جديدة، أمر ليس بالسهل ويحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، ومن لا يملك الإرادة يتراجع كثيراً عن هذا المبدأ.
رابعا: يتطلب الصبر الكثير من التمرين:
الصبر ليس نزهة نقوم بها وقتما وكيفما نشاء، فهو أمر يتطلّب منا الكثير من التجارب الحقيقية والمران لمعرفة مدى ما وصلت إليه أفكارنا في التخلّص من الغضب والتسرّع، فهو أمر بحاجة إلى التكرار والتأني.
خامسا: يصبح الصبر سهلا بمجرد أن يصبح عادة:
تحدثنا بأن البدايات صعبة، ولكن بمجرّد أن يصبح عادة وقيمة فمن الصعب أن نتنازل عنه، وستصبح جميع تصرفاتنا تمتزج بفضيلة الصبر والحكمة، وسندافع وقتها عن تلك القيمة ونرفض التنازل عنها.
سادسا: يثري الصبر كل جانب من جوانب الحياة:
عندما نتحدّث عن الصبر فإننا نتحدّث عن النجاح وكيفية أن نصبر على أخطاء الغير وأن نسامحهم وكيفية الصبر على العمل، وكيفية الصبر في التعامل مع الآخرين، فالصبر فضيلة تؤثر على جميع جوانب الحياة وتثريها.