اقرأ في هذا المقال
الكثير منا يعتقد أن غسيل الدماغ أمر نفسي نسمع فيه، ولكن لا نصدّقه، وفي الحقيقة إن معظمنا يمارس عادة غسيل الدماغ بوتيرة تختلف من شخص ﻵخر، وذلك لمراجعة الذات وتجديدها بحثاً عن أفكار جديدة والتخلّص من الأفكار المستهلكة، فنحن جميعاً نتعرّض إلى غسيل دماغ من خلال المشاهدات اليومية التي تغيّر من طريقة تفكيرنا في اتجاه معيّن، عبر وسائل الإعلام والمسلسلات والأفلام التي نشاهدها بصفة خارجية.
ما فائدة الاسترخاء في التأثير على الذهن؟
إنّ حالة الاسترخاء التي بوسع كلّ واحد منّا أن يقوم بها تجعلنا في حالة تركيز ذهني عالي، يمكننا من خلاله أن نعمل على مراجعة بعض الأفكار وتعديلها، فكما يستطيع الطبيب النفسي وضع المريض في حالة تنويم مغناطيسي، يمكننا فعل ذلك أيضاً بطريقة نتشرّب من خلالها الإيحاءات المطلوبة.
إذا كنا مثلاً نرغب في التخلّص من مشكلة السمنة أو أن نعتاد على ممارسة الرياضة بانتظام أو التوقف عن التدخين، فالحل بكل سهولة هو أن نقوم بغسل دماغنا بانفسنا بتكرار إيحاءات محفّزة وأوامر مضادة لها.
ما دور الرسائل الصوتية المسجلة في الاسترخاء الذهني؟
أمّا في حال صعب علينا لعب دور الموجه والمصغي في نفس الوقت، فيمكننا تسجيل رسائل صوتية نسمعها لاحقاً أثناء استرخائنا في الظلام مثل “أنا أثق في نفسي، لن أتناول السكريات، لن أخشَ مواجهة أحد، سأتوقف عن التدخين” وكل هذه العبارات مع التكرار تقوم بشكل لا إرادي بتغيير فكرنا وطريقة تعاملنا مع المواقف.
جملاً تحفيزية كهذه قد لا يبدو لها التأثير في بداية الأمر، ولكنها وبمرور الزمن تعمل بشكل لا يمكن توقّعه، فالكثير من أصدقائنا في مرحلة الطفولة أخبرونا بأنهم سيصبحون أطباء أو مهندسين أو مدراء شركات عندما يكبروا وبالفعل أصبحوا كذلك، وأدركنا لاحقاً أنهم كانوا يعملون على إقناع ذاتهم بتكرار كلمات بعينها بشكل يومي أنهم سيصبحون كذلك، حتّى أصبحت يقيناً لا يمكن أن يتغيّر بداخلهم، وصولاً إلى تحقيقه.
مع نتائج التنويم المغناطيسي تتفاوت الاستفادة من الكلمات المكّررة بين شخص وآخر، فهناك من لا يأخذها بعين الاعتبار فيصعب عليه الاستسلام للإيحاءات الملقاة أو لا يكملها حتّى النهاية، وفي المقابل هناك من يقتنع بالفكرة ويتهيّأ مسبقاً لدخول مرحلة اللاوعي وتمثّل الإيحاءات المسجّلة أو المكرّرة وتطبيقها على أرض الواقع.