تنقسم صورتنا الذاتية إلى ثلاثة أجزاء، كل قسم يرتبط باﻵخر، وتُكوّن العوامل الثلاثة جميعها شخصيتنا، وهي تحدد بدرجة كبيرة ما نفكر به، وما نشعر به، وما نقوم به، وكل ما يحدث معنا.
الصورة النموذجية للذات
الجزء اﻷول لشخصيتنا ولصورتنا الذاتية هي صورتنا النموذجية، وتتكون الصورة النموذجية لذاتنا، من آمالنا وأحلامنا وآرائنا، كما وهي محصّلة كل من القيم والفضائل و السِمات التي تثير إعجابنا دون غيرها، إنَّ صورتنا النموذجية هي الشيء الذي نود بشِدَّة أن نكونه، إذا استطعنا بلوغ الكمال من جميع النواحي، ومن ثمَّ تقوم صورتنا النموذجية بإرشاد سلوكنا وتشكيله.
الطريقة التي نرى ذاتنا بها
الجزء الثاني لصورتنا الذاتية، هي تصوّرنا لشخصيتنا، وهي الطريقة التي نرى أنفسنا من خلالها، ونفكّر بها في ذاتنا، وتسمى غالباً، “مرآتنا الداخلية”، أي الموضع الذي ننظر إليه داخلنا لنتبيّن كيف نسلك في موقف مُحدّد، ونظراً لقوة تصوراتنا لأنفسنا، فإنَّنا دائماً ما نصل إلى سلوكنا الخارجي الذي يتّفق مع صورتنا الداخلية لأنفسنا، وإنَّ اكتشاف مفهوم التصوّر الشخصي للذات يرجع الفضل فيه إلى”ماكسويل مالتس”.
كل التطورات التي تحدث في حياتنا، تبدأ بتطوير تصوّرنا لشخصيتنا في البداية، وتؤثر صورنا الداخلية على انفعالاتنا وسلوكياتنا ومواقفنا النفسية، وأيضاً على الطريقة التي يستجيب الآخرون بها، إنَّ تكوين تصوّر إيجابي للذات يُعَدّ جانباً لا غنى عنه لتغيير تفكيرنا وتغيير حياتنا.
كيف نشعر من ناحية أنفسنا
الجزء الثالث للصورة الذاتية، هو تقديرنا لأنفسنا، ويعتبر العنصر الانفعالي من شخصيتنا، وهو العامل اﻷهم في تحديد طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفاتنا، ويحدّد مستوى تقديرنا لذاتنا بدرجة كبيرة في الكثير ممَّا يحدث لنا في حياتنا.
لعل أفضل تعريف لتقديرنا الذاتي، هو مدى إعجابنا بأنفسنا، فكلّما ارتفع إعجابنا بذاتنا تحسن أداؤنا في أي شيء نمارسه، إنَّ تقديرنا لذاتنا يُمثّل الطاقة التي تُحدد مستوياتنا من الثقة والحماس، وكلّما ازداد إعجابنا بذاتنا ارتفعت المعايير التي نضعها لأنفسنا، وكلّما ازداد إعجابنا بذاتنا أصبحت اﻷهداف التي نُحددها لأنفسنا أكثر أهمية، وازداد معها إصرارنا على تحقيقها، إنَّ من يمتاز بتقدير الذات الإيجابي، أشخاص لا يقف أمامهم شيء بالفعل، فكلّما تحسّن تقديرنا ﻷنفسنا نصبح أفضل، أزواج كنّا أو أباء، فالوالدان اللذان يتمتعان بتقدير ذات عالي يُربيان أطفالهم على نفس الشيء الذي يتمتعان به، ويكتسب أولئك اﻷطفال مستويات عالية من الثقة بالذات.