أظهرت الدراسات أن الكتابة عن الألم العاطفي قد تحسّن من الصحة النفسية، وتُبرز دراسات عديدة عن النتائج المفيدة للكتابة على الصحة النفسية.
أساليب مختلفة في الكتابة تحسن من الصحة النفسية
إن كتمان المشاعر قد يتسبب في ضغط نفسي، فمن المنطق أن تعمل الكتابة على تطوير الصحة النفسية كونها تتيح أساليب موثوقة وطوعية للتعبير عن المشاعر التي كانت مكبوتة فيما مضى، لكن أبرزت دراسات حديثة أن ارتفاع وعي الذات وليس التخلص من المشاعر المكبوتة قد يكون له دور في تطوير الصحة النفسية.
بمعنى أن وعي الذات القدرة على تحويل الاهتمام إلى الذات، وبتحويل الاهتمام تجاه الذات يصبح الشخص أكثر إدراك لفضائله وسلوكياته ومشاعره وتصوراته وقيمه ودوافعه.
وأظهر بحث أن لزيادة وعي الذات العديد من الفوائد في الكثير من الجوانب، فقد يزيد من الثقة ويشجع على تقبل الآخرين، ويؤدي إلى اكتفاء وظيفي أعلى، ويحثّ ليكونوا الأشخاص رؤساء أكثر تأثير وفعالية، ويساعد أيضًا في ممارسة ضبط الذات واتخاذ قرارات أفضل تتناسب مع وأهداف الشخص على المدى البعيد.
إن لوعي الذات طيف واسع، ومع التمرن بإمكان الجميع التحسن، وقد يجدي الشخص الكتابة على وجه الخصوص في تحسين وعي الذات لأنها أمر قد يمارسه الشخص بشكل يومي، والكتابة والقراءة قادرة على جعل بصيرة الشخص عميقة حول أفكاره ومشاعره وسلوكياته وتصوراته.
طرائق في الكتابة بإمكانها تحسين وعي الذات، وبدورها تحسن من الصحة النفسية:
الكتابة التعبيرية
يستخدم هذا النوع غالبًا في جلسات العلاج الذي يتم الطلب فيه من الأشخاص الكتابة حول أفكارهم وأحاسيسهم المصاحبة مع حدث حياتي متعب.
هذا النوع من الكتابة يهدف إلى المساعدة في المعالجة الوجدانية لموقف صعب، وأظهر بحث أنه بإمكان هذه الكتابة دعم وعي الذات ما يقود في النهاية إلى الحد من المظاهر الاكتئابية والأفكار المضطربة.
الكتابة التأملية
عادةً تستعمل هذه الكتابة في مساعدة الأشخاص على العمل بأكثر فاعلية. وتهدف هذه الكتابة إلى منح الأشخاص سبيل لتقييم تصوراتهم وسلوكياتهم بصراحة للتعلم منها وتحسنها.
تتطلب هذه الكتابة من الشخص مساءلة نفسه وأن يكون منفتح وفضولي وتحليلي باستمرار، وقد يزيد من وعي الذات بمساعدتها الأشخاص في الاستفادة من تجاربهم وتفاعلهم مع الناس فيمكنهم من تطوير العلاقات على الجانب الشخصي والجانب المهني بالإضافة إلى المهارات المهنية التي تعتبر طريق لصحة نفسية جيدة.
الكتابة الإبداعية
من أنواع هذه الكتابة الشعر والقصة القصيرة والرواية القصيرة والرواية، عادة تحفز هذه الكتابة المخيلة وتستفيد من الطرق الأدبية مثل المجاز والكناية في إيصال المعنى، وتمنح هذه الكتابة أسلوب مميز لاكتشاف الأفكار والمشاعر والتصورات.
مثلاً بإمكان الشخص تأليف رواية خيال علمي يجسّد فيها مخاوفه حول التغير المناخي أو قصص أطفال تفصح عن آرائه في الصداقة، أو الكتابة عن تجارب عصيبة مثل الحداد أن يكون أسلوب في إيصال ما يشعر به للآخرين إن كان من الصعب أو المعقد التعبير به مباشرة.
تشجع هذه الكتابة الشخص على انتقاء كلماته وكناياته وصوره بأسلوب يختصر المعنى الذي يريد إيصاله، وقد يقود هذا الأسلوب الإبداعي في اتخاذ القرارات إلى ارتفاع وعي الذات وتقديرها بالإضافة إلى تحسين الصحة النفسية.