جلد الذات وطرق التخلص منه

اقرأ في هذا المقال


جلد الذات، من الأضطرابات النفسية المزمنة التي قد يشتكي منها الفرد، ما يحفزه إلى أن يضاعف أخطاءه ويَطمئن بالكلام عنها وينتعش في جرح ذاته؛ للإحساس بالمزيد من الألم والعذاب النفسي، إذ يبدأ الفرد بإغضاب نفسه، ثم يعتاد ويتكيف على هذا الغضب، حتى تتطور الحالة لدرجة الاستمتاع بجلد الذات.

الفرق بين جلد الذات ومحاسبة الذات

جلد الذات

إحساس سيء يبرز في الضغوطات والإحباط نتيجة أجواء الفشل عندما تنتشر، حيث يقوم الفرد بتوبيخ نفسه على أخطائه بصورة مستمرة وغير صحية ويعجز عن مسامحة ذاته أو التصالح مع النفس، وتقل النجاحات وتفتر في نظر الفرد، ويتقدم الفشل على الساحة، ويبدأ بالتقوقع على ذاته، والانغلاق عن مشاهدة الأمور بالطريقة الصحيحة، ودائمًا ما تكون هناك مبررات للشعور بعدم القدرة؛ مثل مسايرة المواقف أو الاستسلام للأمر الواقع.

محاسبة الذات

فهي إحساس إيجابي ناضج يترتب في معرفة نقاط الضعف والقوة بصدق وموضوعية، أي أن يقوم الفرد بتقييم نقاط قوته وضعفه من غير تجريح ذاته ودون التلذذ بعذاب روحه، فيجيد إدراك نفسه ومحيطه، وبعدها لا يخاف من مواجهة الصعوبات والعقبات، ويرفض الانطواء، ويخطط بشكل جيد، ويفهم الأخطاء السابقة وأسبابها وظروفها والتعلم منها.

مظاهر جلد الذات

تبرز على الفرد الذي يرتاح بتأنيب الضمير بصورة سلبية، سلسلة من العلامات وهي:

1- الإحساس بالكسل المفرط والخمول وفقدان الطاقة.

2- يشتكي المصاب من ألم جسدي ونفسي، يرتفع يوم بعد يوم، حتى تبدأ تبرز بعض الأمراض التي لم يشتكي منها الشخص من قبل.

3- تحميل النفس فوق قدرتها من أمور الدراسة أو العمل، وتقلبها بين الحماس والفتور، والحاجة المستمرة للاسترخاء بين الحين والآخر.

4- تقلب المزاج، والانحياز إلى المزاج السلبي بصورة أكبر.

5- الانعزال والاكتئاب والحزن، وربما يتفاقم الأمر إلى الإدمان في حالات جلد الذات المرضية.

6- العجز عن تكوين علاقات صحية، وانعدام القدرة على التواصل مع الآخرين.

7- الأرق والقلق.

8- فقدان التركيز.

9- اضطراب الكوابيس والخوف المفرط.

كيفية التخلص من جلد الذات

1- تبديل الحوار مع النفس وإيجاد توازن، فأن الطريقة التي يتحدث الفرد بها مع نفسه تلعب دور كبير في نظرته لنفسه، على الفرد الوقوف أمام المرآة كل صباح وأن يعبر عن حبه لنفسه؛ والتحدث مع نفسه بحب وتعاطف وتقبل وإيجابية وتسامح.

2- ينبغي أن يسامح الفرد نفسه على أخطائه ويتصالح مع ذاته ويتقبل عدم الكمال، مع السعي لأن يكون أفضل.

3- ما حدث لا يمكن تعديله، وجلد الذات ولومها لن يغير شيء، كل ما سوف يحدث هو أن يزيد شعور الفرد سوء ويرجعه للخلف خطوات.

4- الحياة الصحية السليمة، سوف تحفز هرمون السعادة للفرد، وسوف تخلصه من المشاعر السلبية، على الفرد ممارسة الرياضة يوميًا، وتناول غذاء صحي، وشرب ما يكفي من الماء، وعلى الفرد أن يُروّح عن نفسه، وممارسة اليوجا والتأمل، وفعل ما يشعره بالسعادة ويمنحه مشاعر إيجابية.

5- على الفرد أن يكون فخور ويعمل بجد، وأن لا يقارن نفسه بالآخرين.

6- على الفرد أن يكون إيجابي، ويعتمد على نفسه ويختار علاقات صحية، فشخص واحد سلبي قد يحطم كل إحساسه بذاته، وهنا على الفرد اختيار أشخاص إيجابيين من حوله، حتى في محيط العمل، ليكون أساس التعامل الاحترام.

7- الثقة بالنفس لها دور إيجابي في للاستمرار في النجاحات بقوة.

8- ينبغي التحلي بالصبر والهدوء في علاج أي مشكلة.

9- من المهم احتواء واهتمام وحب العائلة لهذا الفرد؛ لأنه يعتبر مريض نفسيًا.

10- ينبغي على الفرد أن يتعرف على نقاط ضعفه لتقويمها، ولكن من غير أن يحمل نفسه فوق طاقتها.

11- الابتعاد عن كل ما يؤثر بشكل سلبي على حياة الفرد سواء كانت عادات أو أماكن أو أشخاص أو برامج. وقرأة كتب إيجابية في تتمية الذات، والاستماع للخطب التحفيزية، والابتعاد عن الأغاني الكئيبة وأفلام الدراما الحزينة وروايات الحب ذات النهايات المحزنة.

12- الحديث مع طبيب نفسي، سوف يساعد الفرد كثيرًا بالتعامل مع المشاعر السلبية والتصالح مع النفس وإعادة شحن الطاقة واستعادة التوازن في حياته، فعلى الفرد أن لا يتردد بهذه النقطة نهائياً.

13- عدم اللحاق وراء عواقب السلبيات، والتوقف عن لوم الذات والتكلم معها بشدة.

14- مسامحة الذات والتصالح معها، وتقبل الأمور الذي لا يمكن تعديلها، التصالح مع الذات هو سبيل الفرد إلى السعادة والنجاح.


شارك المقالة: