حاجات أسر ذوي الحاجات الخاصة من وجهة نظر العالم لرنر

اقرأ في هذا المقال


اعتبارات التعامل مع أسر المعاقين

يوجد اعتبارات أساسية يجب على المرشد الذي يتعامل مع أسر المعاقين أن يأخذها بعين اعتباره، وتتضمن التعاطف، تقديم الدعم، إرشاد الأسر من خلال المراحل، والعوامل التي تزيد من تكيف الأسرة، تعامل الوالدين مع الضغوطات النفسية، والتركيز على أساليب تساعد على التكيف.

قد ذكر لرنر أنَّ مشاعر الآباء الذين يرعون أطفالاً غير عاديين واتجاهاتهم نحوهم ونحو أنفسهم، تختلف عن مشاعر واتجاهات هؤلاء الذين يربون أطفال عاديين.

الحاجات الأساسية التي يحتاجها أسر ذوي الحاجات الخاصة من وجهة نظر العالم “لرنر”

تتلخص الدراسات المختلفة حول حاجات الآباء الذين يربون أطفال غير أسوياء، في أنَّها يمكن أن تُحدد في ثلاثة اتجاهات وتتمثل في:

  • حاجات تتعلق بالآباء أنفسهم: معرفة مدى استعداداتهم وقدراتهم من حيث المساهمة الإيجابية والمشاركة الفعّالة، في أي برنامج للإرشاد النفسي بما يعود عليهم بالنفع العام فيما يتعلق باتزانهم النفسي، وثباتهم الانفعالي، وبما يُصحح اتجاهاتهم نحو أنفسهم ونحو أطفالهم غير العاديين.
  • حاجات تتعلق بأطفالهم غير العاديين: للتعرف على مدى استعداداتهم وقدراتهم من حيث الانتظام في برنامج التربية الخاصة، بما فيها برنامج الإرشاد النفسي، ومدى استفادتهم القصوى منها لإعادة تأهيلهم وعودتهم للمجتمع بأكثر إنتاجية من ذي قبل.
  • حاجات تتعلق بمعرفة الفرص والمصادر المتاحة في المجتمع: التي يمكن استثمارها لأقصى درجة ممكنة في إعادة تأهيل أطفالهم من ناحية، وفي تصحيح اتجاهاتهم نحوهم ونحو أنفسهم من ناحية أخرى.

طرق تلبية هذه الاحتياجات لتعزيز رفاهية الأسرة والطفل

1. فهم ديناميكيات الأسرة والسياق البيئي

يركز “لرنر” في نظريته على أهمية السياق البيئي في تحديد احتياجات الأسر. من وجهة نظره، الأسرة ليست كياناً مستقلاً بذاته بل هي جزء من نظام بيئي أوسع يشمل المجتمع والمدرسة والمؤسسات الصحية. وبالتالي، فإن احتياجات أسر ذوي الحاجات الخاصة لا تقتصر على الدعم النفسي والاجتماعي داخل الأسرة فقط، بل تشمل أيضاً الدعم المجتمعي. يقترح “لرنر” أن فهم ديناميكيات الأسرة يتطلب فحص العوامل الخارجية التي تؤثر عليها، مثل سياسات الرعاية الصحية، وتوافر الدعم التعليمي، ومدى تقبل المجتمع للطفل ذي الاحتياجات الخاصة.

2. الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي

من أهم الاحتياجات التي يشير إليها “لرنر” هي الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي. تواجه أسر ذوي الحاجات الخاصة تحديات عاطفية ونفسية كبيرة، مثل الضغط النفسي، والشعور بالعزلة، والقلق بشأن مستقبل الطفل. يؤكد “لرنر” أن تقديم الدعم النفسي والاجتماعي من خلال خدمات الإرشاد النفسي، ومجموعات الدعم، والمجتمعات التعاونية يمكن أن يساعد الأسر على التعامل مع التحديات النفسية وتعزيز التكيف الإيجابي.

3. الحاجة إلى التوجيه والتثقيف

يشدد “لرنر” على أهمية التوجيه والتثقيف للأسر التي ترعى أطفالاً من ذوي الحاجات الخاصة. تتطلب رعاية الطفل ذي الاحتياجات الخاصة معرفة متخصصة ومهارات معينة للتعامل مع التحديات اليومية. يشمل ذلك فهم طبيعة الإعاقة أو الحالة الخاصة بالطفل، والتعرف على الاستراتيجيات الفعالة للتعامل مع السلوكيات المختلفة، وتعلم كيفية توفير بيئة تعليمية مناسبة. يقترح “لرنر” أن توفير برامج تثقيفية وتدريبية مخصصة يمكن أن يساعد الأسر على تحسين جودة الرعاية المقدمة للطفل.

4. الحاجة إلى الدعم المالي والمادي

يشير “لرنر” إلى أن الأسر التي ترعى أطفالاً ذوي حاجات خاصة غالباً ما تواجه تحديات مالية كبيرة. تحتاج هذه الأسر إلى دعم مالي لتغطية تكاليف الرعاية الصحية المتخصصة، والعلاج الطبيعي، والعلاج النفسي، والوسائل التعليمية الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج أحد الوالدين إلى ترك العمل أو تقليل ساعات العمل لتوفير الرعاية اللازمة للطفل، مما يزيد من الضغط المالي. يؤكد “لرنر” على أهمية توفير دعم مالي من خلال برامج حكومية ومجتمعية لمساعدة الأسر على تلبية هذه الاحتياجات المادية.

5. الحاجة إلى بيئة مجتمعية داعمة ومتقبلة

من وجهة نظر “لرنر”، تلعب البيئة المجتمعية دوراً حاسماً في دعم أسر ذوي الحاجات الخاصة. يشدد على أهمية خلق بيئة مجتمعية داعمة ومتقبلة تحترم التنوع وتقدر قدرات الأطفال ذوي الحاجات الخاصة. يمكن أن يشمل ذلك تعزيز الوعي المجتمعي، وتقديم برامج تعليمية في المدارس والمجتمعات، وتطوير سياسات شاملة تحمي حقوق الأطفال ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم.

6. الحاجة إلى المرونة والتكيف المستمر

يؤكد “لرنر” على أهمية المرونة والتكيف المستمر للأسر في مواجهة التحديات المرتبطة برعاية الأطفال ذوي الحاجات الخاصة. يشمل ذلك القدرة على التكيف مع التغيرات المستمرة في احتياجات الطفل، وتطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع التحديات اليومية، والتكيف مع التغيرات في النظام الصحي أو التعليمي. يعتقد “لرنر” أن تعزيز مهارات التكيف والمرونة يمكن أن يساعد الأسر على التعامل مع الضغوط والتغيرات بشكل أكثر فعالية.

تؤكد وجهة نظر “لرنر” على أن احتياجات أسر ذوي الحاجات الخاصة تتجاوز مجرد الرعاية اليومية للطفل، وتشمل الدعم النفسي والاجتماعي، والتعليم، والتمويل، والبيئة المجتمعية الداعمة. من خلال توفير هذه الاحتياجات وتطوير سياسات وبرامج دعم شاملة، يمكن تعزيز رفاهية الأسر وتحسين جودة الحياة للأطفال ذوي الحاجات الخاصة. يتطلب ذلك تضافر الجهود بين الحكومة، والمجتمع، والمؤسسات الصحية والتعليمية لضمان تقديم الدعم المناسب والفعال لجميع الأسر.


شارك المقالة: