يقدم المتشككين الأخلاقيين مجموعة متنوعة من الحِجَج لموقفهم وأفكارهم، حيث تتمركز حِجَج الشك الأخلاقي في علم النفس حول التشكك العقائدي الذي يبرر الإيمان الأخلاقي والثقة المبرر، وذلك لدعم الشك في المعتقدات والقيم حول المعرفة الأخلاقية، من حيث الحقيقة الأخلاقية من أجل البساطة، إلا أنه يمكن إعادة صياغتها بطرق أكثر ملاءمة للمتشككين في الصدق الأخلاقي.
حجج الشك الأخلاقي في علم النفس
تتمثل حِجَج الشك الأخلاقي في علم النفس من خلال ما يلي:
1- حجج الخلافات الأخلاقية
تستند أبسط حِجَة للشك الأخلاقي وأكثرها شيوعًا إلى الحقائق المرصودة، حيث يختلف الأشخاص الأذكياء وذوي النوايا الحسنة حول الجواز الأخلاقي للسلوك السلبي، والعمل الإيجابي وغيرها، حيث يعمم العديد من المراقبين الاستنتاج بأنه لا يوجد ادعاء أخلاقي مقبول أو سيقبله الجميع بنفس المستويات، ومع ذلك فإن كل هذه الخلافات معًا لا تزال لا تستبعد إمكانية الاتفاق على المعتقدات الأخلاقية الأخرى.
حتى لو لم يكن هناك اعتقاد أخلاقي محصن ضد الاختلاف الأخلاقي، فإن حقيقة أن بعض الناس يختلفون مع شخص محدد لا تثبت أن هذا الشخص غير مبرر في التمسك بإيمانه الأخلاقي، وقد يكون قادرًا على إظهار أنه على حق، أو قد يتفقون معه في ظل ظروف مثالية ثانية، حيث يكونون على دراية أفضل وأكثر تفكيرًا وأقل تحيزًا من هذا الشخص وما إلى ذلك.
2- حجج التفسيرات الأخلاقية
الخلافات الأخلاقية التي يمكن حلها لا تدعم الشك الأخلاقي دائمًا، لذا فإن أي حِجَة للشك الأخلاقي من الخلاف الأخلاقي يجب أن تظهر أن الخلافات الأخلاقية لا يمكن حلها في كل قضية، حيث سيتطلب ذلك حجة منفصلة، وهناك طريقة أخرى للدفاع عن الشك الأخلاقي وهي الاستشهاد بمتطلبات الاعتقاد المبرر وتعرف بحِجَج التفسيرات الأخلاقية.
حيث يجادل بعض علماء النفس من وجهة نظر واحدة أنه لا يمكن تبرير تصديق أي ادعاء ما لم تكن حقيقة هذا الادعاء ضرورية لأفضل تفسير لبعض الحقائق المستقلة، ثم يجادلون بأن الحقائق الأخلاقية ليست ضرورية أبدًا لأفضل تفسير لأي حقيقة غير أخلاقية، مما يترتب على ذلك أنه لا يمكن تبرير تصديق أي ادعاء أخلاقي.
يمكن مواجهة هذه الحِجَة بطريقتين، أولاً يمكن للمرء أن ينكر أن الاعتقاد المبرر يجب أن يتضمن دائمًا الاستدلال على أفضل تفسير، حيث أنه ليس من الواضح على سبيل المثال أن المعتقدات المتعلقة بالرياضيات أو الألوان تستند أو يجب أن تتأسس بهذه الطريقة، على الرغم من أن مثل هذه المعتقدات لا تزال تبدو مبررة، والرد الشائع الآخر هو أنه في بعض الأحيان تكون الحقيقة الأخلاقية ضرورية لأفضل تفسير لحقيقة غير أخلاقية.
يجيب المشككين الأخلاقيين عادة بأن مثل هذه التفسيرات يمكن استبدالها بأوصاف غير أخلاقية لبعض السلوكيات السلبية والخاطئة، فإذا كانت هذه البدائل متاحة دائمًا فلن تكون الحقائق الأخلاقية ضرورية للتفسير الأفضل لأي شيء، ومع ذلك ليس من الواضح ما إذا كانت التفسيرات غير الأخلاقية تعمل حقًا وكذلك التفسيرات الأخلاقية في جميع الحالات، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان الاستدلال على التفسير الأفضل يجب أن يكمن وراء كل الاعتقاد المبرر.
هناك حالة خاصة من هذه الحِجَة تسمى حِجَة الكذب التطوري أدت إلى نقاش حاد مؤخرًا ويجادل بعض المتشككين الأخلاقيين في الواقعية الأخلاقية، بأن المعتقدات الأخلاقية يمكن تفسيرها من خلال علم النفس التطوري ربما بمساعدة علم الاجتماع أو الثقافة دون اللجوء إلى أي حقيقة أو حقيقة أخلاقية، من المفترض بعد ذلك أن تُظهر مثل هذه التفسيرات المستقلة عن الحقيقة أن المعتقدات الأخلاقية إما ليست صحيحة أو غير مبررة.
3- حجج الانحدار
تستخدم حِجَج الانحدار أحيانًا لدعم الادعاء المتشكك الأكثر عمومية بأنه لا يوجد ما يبرر الاعتقاد حول أي موضوع، ومع ذلك قد يبدو أن لها قوة خاصة داخل الأخلاق إذا كانت المعتقدات الأخلاقية التأسيسية المفترضة إشكالية بشكل خاص بطريقة ما، والهدف من هذه الحِجَة هو استبعاد كل الطرق التي يمكن أن يبرر الشخص من خلالها تصديق شيء ما.
في حِجَة الانحدار يبدأ بتعريف الشخص أن له ما يبرره استنتاجيًا في تصديق ادعاء بأن المواقف إذا كان ما يجعلها مبررًا جزئيًا على الأقل في قدرة الشخص على الاستدلال على قدر من بعض المعتقدات للفرد، وأن ما يهم لطريقة التبرير هذه ليس ما إذا كان الشخص يؤسس بالفعل اعتقاده الأخلاقي على استدلال واقعي ولكن فقط ما إذا كان الشخص قادرًا على استنتاج هذا الاعتقاد الأخلاقي.
عادة ما تُفهم هذه القدرة على أنها موجودة عندما يكون لدى الشخص معتقدات أخرى تتناسب مع بنية يمكن أن يستخدمها الشخص لاستنتاج المعتقد الأخلاقي، وهناك طرق للتبرير تتمثل إذا كان أي شخص له ما يبرره في تصديق أي ادعاء أخلاقي بأن المعتقد صحيح، فيجب أن يكون الشخص مبررًا إما استنتاجيًا أو غير استنتاجي.
لا يوجد أي شخص لديه ما يبرره بشكل غير استنتاجي في تصديق أي ادعاء أخلاقي، حيث ينكر الحدس الأخلاقي وبعض السياقين الأخلاقيين الفرضية بأن المتشككين الأخلاقيين يجادلون بأن الكثير من المعتقدات يمكن تبريرها إذا لم يكن الناس بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على تقديم أي سبب أو استنتاج لدعم معتقداتهم الأخلاقية.
العلاقات بين حجج الشك الأخلاقي في علم النفس
تختلف حِجَج التشكك الأخلاقي من نواحٍ عديدة لكنها تبدو داعمة لبعضها البعض، حيث تدعي إحدى الفرضيات الحاسمة في حِجَة الفرضية المتشككة أنه لا يوجد شيء يمكن أن يستبعد العدمية الأخلاقية، وأفضل طريقة لدعم هذه الفرضية هي انتقاد كل طريقة لاستبعاد العدمية الأخلاقية، هذا لما تفعله حجة الانحدار بشكل عام، والحِجَة من التفسيرات الأخلاقية تستبعد طريقة أخرى لاستبعاد العدمية الأخلاقية، لذا إذا نجحت هذه الحِجَج الأخرى فإنها تدعم فرضية حاسمة في حِجَة الفرضية المتشككة.
على العكس من ذلك تدعي إحدى الفرضيات الحاسمة في حِجَة الانحدار أنه لا يمكن تبرير أي اعتقاد أخلاقي بطريقة غير استنتاجية، وتدعي أن الاستنتاج لا يمكن أن يبرر استنتاجه ما لم يكن له ما يبرره، وتدعي هذه أن المعتقد الأخلاقي يحتاج إلى نوع معين من التبرير، حيث تتمثل إحدى طرق إثبات هذه الحاجة في الإشارة إلى احتمال معاكس لم يتم استبعاده بعد.
وفي النهاية يمكن التلخيص أن:
1- حِجَج الشك الأخلاقي في علم النفس تتمثل بمجموعة من المواقف والأفكار للمتشككين الأخلاقيين التي تهتم بجميع القيم والمعتقدات الأخلاقية.
2- تتمثل حِجَج الشك الأخلاقي في علم النفس بحِجَج الاختلافات الأخلاقية والتفسيرات الأخلاقية وتختم بحِجَة الانحدار.
3- توجد علاقات بين حِجَج الشك الأخلاقي في علم النفس من حيث التوافق في الأفكار والمعتقدات الأخلاقية.