اقرأ في هذا المقال
- مفهوم العلاج الأسري عبر الأجيال عند بوين
- الخريطة الجينية للأسرة
- ما هي خريطة الأسرة الجينية
- أهمية خريطة الأسرة الجينية في العلاج الأسري عبر الأجيال
- عناصر خريطة الأسرة الجينية
- خطوات رسم خريطة الأسرة الجينية
- أهداف العلاج باستخدام خريطة الأسرة الجينية
- الفوائد العلاجية لخريطة الأسرة الجينية
- التحديات التي قد تواجه خريطة الأسرة الجينية
مفهوم العلاج الأسري عبر الأجيال عند بوين
نظرية العلاج الأسري عبر الأجيال ترتكز على فهم ديناميكيات الأسرة عبر الزمن من خلال تحليل تفاعلات الأجيال السابقة مع بعضها البعض ومع الأجيال اللاحقة. يعتقد بوين أن العديد من المشكلات الأسرية والعاطفية تنتقل من جيل إلى جيل، وأن فهم هذه الأنماط يمكن أن يساعد في علاج المشكلات الحالية.
الخريطة الجينية للأسرة
يقوم العلاج الأسري في البداية على تقديم العون للأعضاء ومساعدتهم على إدراك النظام الأسري، من ثمَّ يعمل العالم بوين على علاج الافتراضات والقيام بالاستبصار، ممَّا يمكن الأعضاء من فهم بشكل واضح ما الذي يحصل ويصبح لديهم خريطة يقوموا باستخدامها للتوجيه، وتسمى هذه الخارطة بالخريطة الجينية للعائلة.
حيث تعتبر الخريطة الجينية مماثلة لشجرة العائلة، الّا أنَّها تركز على المعلومات التي تتعلق بالديناميات الانفعالية للعائلة، كما أنَّها تركز على تواريخ الوفاة والولادة.
إنَّ الخريطة الجينية تشرح وتفصل كيف تبدو شكل العائلة، رجل، امرأة، زواج، طلاق، تاريخ ميلاد الأبناء، والأحداث المهمة، وتحتوي أيضاً على معلومات عن الوظائف الانفعالية في العائلة، مثل الروابط المندمجة بشكل مبالغ، البتر الانفعالي، والنزاعات.
عند القيام بوضع رسمة للعلاقات والروابط في الخريطة الجينية فإنَّه يتمكن كل من المعالج والأعضاء أن يروا المثلثات والسلوكيات التي تساهم في حدوث عمليات القلق، إنَّ هذا يساعد المعالج الأسري على إدراك أين وكيف يقوم بإنشاء مثلثات ويبدل وظيفته في العائلة، وبناءً على نظرية العالم بوين فإنَّه عندما يقوم شخص بتغيير دوره ومكانه فإنَّ الأعضاء الآخرين في الأسرة سيتغيرون من أجل الوصول إلى التكيف مع تغير العضو الأول.
ما هي خريطة الأسرة الجينية
تُعرف خريطة الأسرة الجينية أيضًا باسم “شجرة الأسرة الجينية” أو الجينوجرام (Genogram). وهي تمثل تمثيلًا رسوميًا للعلاقات العائلية على مدى عدة أجيال، يتم من خلالها توثيق الأحداث المهمة، مثل الزواج، والطلاق، والولادات، والوفيات، بالإضافة إلى التفاعلات العاطفية والمعرفية بين أفراد الأسرة.
تختلف خريطة الأسرة الجينية عن الشجرة العائلية التقليدية بأنها لا تهتم فقط بالروابط البيولوجية، بل تسجل أيضًا الأنماط السلوكية والتفاعلات العاطفية التي تبرز العلاقات العائلية وتأثيراتها النفسية.
أهمية خريطة الأسرة الجينية في العلاج الأسري عبر الأجيال
فهم الأنماط الأسرية المتكررة: تساعد خريطة الأسرة الجينية في تتبع الأنماط العاطفية أو السلوكية المتكررة عبر الأجيال، مثل مشاعر الغضب، القلق، أو الاكتئاب. من خلال تحديد هذه الأنماط، يمكن فهم كيفية انتقالها وتأثيرها على الأفراد في الجيل الحالي.
تحديد العلاقات العاطفية: توفر الخريطة الجينية فهمًا عميقًا للتفاعلات العاطفية بين أفراد الأسرة. على سبيل المثال، يمكن تتبع العلاقة بين الأبناء والآباء أو الإخوة والأخوات لمعرفة كيف تؤثر هذه العلاقات على النمو النفسي للأفراد.
فهم ديناميات السلطة والقرابة: يُظهر الجينوجرام مدى تأثير الأجيال السابقة في تشكيل أنماط القرارات الأسرية والعلاقات، وكيفية توارث القيم الأسرية والقرارات الحياتية عبر الأجيال.
التعرف على الضغوط المتوارثة: يمكن من خلال تحليل الخريطة الجينية تحديد الضغوط العائلية التي تؤثر على أفراد الأسرة، مثل تجارب الطلاق، أو الأمراض النفسية أو الجسدية، والضغوط المالية أو الاجتماعية.
عناصر خريطة الأسرة الجينية
تتكون خريطة الأسرة الجينية من عدة عناصر أساسية يمكن تمثيلها رمزيًا لتوفير تحليل شامل للعلاقات الأسرية:
الأجيال العائلية: تسجل الخريطة معلومات عن ثلاث أو أكثر من الأجيال، مما يسمح بتتبع التغيرات الكبيرة في الأسرة عبر الزمن.
الرموز البيانية: يتم استخدام رموز لتمثيل أفراد الأسرة وعلاقاتهم. مثلًا:
- دائرة لتمثيل الإناث.
- مربع لتمثيل الذكور.
- خطوط لتمثيل العلاقات، مثل الخط المستمر للزواج، والخط المتقطع للطلاق، والخطوط المتشابكة لتمثيل العلاقات المعقدة أو العاطفية.
المعلومات الأساسية: تحتوي الخريطة على معلومات عن تواريخ الميلاد والوفيات، والزواج والطلاق، وعدد الأطفال، والأحداث المهمة في حياة الأفراد.
العلاقات العاطفية والسلوكية: تُسجل الأنماط السلوكية والعاطفية التي تحدد العلاقة بين أفراد الأسرة، مثل العلاقات القريبة أو البعيدة، والتفاعلات الإيجابية أو السلبية.
خطوات رسم خريطة الأسرة الجينية
جمع المعلومات العائلية: يبدأ إنشاء الجينوجرام بجمع بيانات شاملة عن الأسرة، مثل معلومات عن الأجداد، الآباء، الأشقاء، والأبناء، والعلاقات العاطفية أو النفسية بين الأفراد.
تسجيل الأنماط العاطفية والسلوكية: يتم توثيق الأنماط السلوكية مثل الصراعات العائلية، أو الانفصال العاطفي، أو الاعتمادية بين الأجيال. هذا يشمل معرفة كيف كانت ردود الفعل العاطفية للعائلة على الأحداث الصعبة مثل فقدان فرد من أفراد الأسرة.
رسم العلاقات: بعد جمع المعلومات، يتم تمثيلها في الخريطة باستخدام الرموز البيانية لتحديد العلاقات بين الأجيال، مما يعطي صورة واضحة عن ديناميكيات الأسرة.
تحليل البيانات: بعد الانتهاء من رسم الخريطة، يقوم المعالج بتحليل الأنماط السلوكية والعاطفية والمقارنة بين الأجيال لمعرفة مدى تأثير التفاعلات العائلية السابقة على الأسرة الحالية.
أهداف العلاج باستخدام خريطة الأسرة الجينية
فهم التأثير العابر للأجيال: من خلال تتبع الجذور العائلية ومعرفة كيف تنتقل بعض المشكلات عبر الأجيال، يتمكن الأفراد من فهم تأثير هذه الجذور على حياتهم الشخصية وسلوكهم.
تحسين الوعي الذاتي: يتيح الجينوجرام للأفراد رؤية الأنماط السلوكية والعاطفية التي قد لا يكونوا على دراية بها، مما يسهم في تحسين وعيهم الذاتي والعمل على تغيير السلوكيات السلبية.
حل المشكلات العائلية: يمكن استخدام الجينوجرام كأداة لتحديد الأسباب الكامنة وراء الصراعات العائلية، والعمل على حلها من خلال تعزيز الفهم المتبادل بين الأجيال.
تعزيز الاتصال العاطفي: من خلال توضيح العلاقات العاطفية والسلوكيات المتكررة، يمكن للجينوجرام تعزيز التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة وتحسين العلاقات العاطفية بينهم.
الفوائد العلاجية لخريطة الأسرة الجينية
تقوية الروابط الأسرية: من خلال توضيح الديناميات العائلية، يمكن للجينوجرام أن يساعد في تحسين التفاهم وتعزيز الروابط العائلية.
التعامل مع المشكلات النفسية: يمكن أن يكون الجينوجرام أداة فعّالة في تحديد الأنماط النفسية المتكررة مثل القلق، الاكتئاب، أو الإدمان، مما يساعد في تقديم علاج موجه لهذه المشكلات.
فهم التاريخ الأسري: يُمكن للجينوجرام أن يوفر فهمًا عميقًا للتاريخ الأسري وأثره على الهوية الفردية والجماعية، مما يسهم في تعزيز الشعور بالانتماء.
التحديات التي قد تواجه خريطة الأسرة الجينية
رغم الفوائد الكبيرة للجينوجرام، هناك بعض التحديات التي قد تواجه المعالج والأسرة عند استخدامه:
الرفض العاطفي: قد يشعر بعض أفراد الأسرة بالقلق أو الرفض عند مناقشة الأمور العائلية الحساسة التي قد تكون غير مريحة أو مؤلمة.
عدم القدرة على الوصول إلى المعلومات: في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب الحصول على معلومات دقيقة حول الأجيال السابقة أو العلاقات العائلية.
تعقيد العلاقات: في بعض العائلات، قد تكون العلاقات معقدة جدًا بحيث يصعب تمثيلها أو تحليلها بشكل كامل في الجينوجرام.
تُعتبر خريطة الأسرة الجينية أداة قوية وفعّالة في العلاج الأسري عبر الأجيال وفقًا لنظرية موراي بوين. من خلال تحليل الأنماط السلوكية والعاطفية التي تمتد عبر الأجيال، يمكن للأفراد والعائلات فهم التفاعلات العائلية بشكل أعمق، ومعالجة المشكلات التي قد تكون متجذرة في تاريخ الأسرة. تعزيز الوعي الذاتي والاتصال العاطفي وحل الصراعات العائلية هي من الأهداف الرئيسية التي يمكن تحقيقها باستخدام هذه الأداة الفريدة.