خصائص المدرسة السلوكية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


ظهور السلوكية في علم النفس:

ظهرت السلوكية في أوائل القرن العشرين أصبحت قوة مهمة في علم النفس، حيث تشير إلى أن مفاتيح التنمية والتفاهم هي السلوك الإنساني التي يمكن ملاحظتها ومؤثرات الخارجية في البيئة، والسلوكية تحدد السلوك من خلال التجربة، حيث دعا علماء النفس برفض أي إشارة إلى العقل واعتبرت السلوك الصريح والملاحظ موضوعًا مناسبًا لعلم النفس.

من خلال الدراسة العلمية للسلوك، كان من المأمول أن يتم اشتقاق قوانين سلوكية خاصة بتنمية وتطوير واكتساب سلوكيات جديدة، هذه القوانين التي من شأنها تعزيز التنبؤ والتحكم في السلوك المطلوب، مع التطرق لجميع الأحداث في البيئة التي يمكن أن تؤثر في السلوك المكتسب ويمكن تفسيره دون الإشارة إلى العقل أو الوعي.

خصائص المدرسة السلوكية في علم النفس:

تعتبر المدرسة السلوكية ذات خصائص متعددة؛ لأنها تتطرق للعديد من الجوانب التي تعود لرفع الصحة النفسية للأفراد، حيث تتمثل خصائص المدرسة السلوكية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- تدرس المدرسة السلوكية التكييف الكلاسيكي:

يعبر مفهوم التكييف الكلاسيكي عن شكل من أشكال اكتساب والعمل المبكر في مجال السلوك، الذي قام بطرحه عالم النفس إيفان بافلوف، حيث درس بافلوف شكلاً من أشكال سلوك التعلم يسمى المنعكس الشرطي، حيث ينتج الحيوان أو الإنسان استجابة انعكاسية غير واعية لمحفز معين، وبمرور الوقت، يتم تكييفه لإنتاج استجابة لمحفز ثاني مختلف وربطه مع الأصل بدون اللجوء للمحفزات الأولية.

2- الاهتمام بالسلوك وإهمال العقل:

اعتقد جون واطسون أن دراسة الوعي كانت معيبة لأن التحليل الموضوعي للعقل كان مستحيلاً، حيث فضل واطسون التركيز مباشرة على السلوك الذي يمكن مراقبته وتحديده ومحاولة التحكم في هذا السلوك، وكان واتسون مؤيدًا رئيسيًا لتحويل تركيز علم النفس من العقل إلى السلوك، وهذا النهج في مراقبة السلوك والتحكم فيه.

كان أحد الأهداف المهمة في البحث النفسي من قبل علماء نفس السلوك هو السلوك المكتسب وتفاعله مع الصفات الوراثية، حيث تستخدم المدرسة السلوكية الحيوانات بشكل شائع في التجارب على افتراض أن ما تم تعلمه باستخدام النماذج الحيوانية يمكن إلى حد ما تطبيقه على السلوك البشري.

3- ذات ارتباط بعلم النفس وفروعه المتعددة:

سيطرت المدرسة السلوكية على علم النفس التجريبي لعدة عقود، وبقي تأثيرها محسوسًا حتى يومنا هذا، وتعتبر المدرسة السلوكية مسؤولة إلى حد كبير عن تأسيس علم النفس كنظام علمي من خلال طرقه الموضوعية وخاصة التجريب، بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام هذا النهج في العلاج السلوكي والمعرفي السلوكي، ويشيع استخدام تعديل السلوك في إعدادات الدراسة المدرسية، وأدت السلوكية أيضًا إلى البحث عن التأثيرات البيئية على السلوك البشري.

4- دراسة التكييف الفعال:

تركز المدرسة السلوكية على كيفية تأثر السلوك بعواقبه، لذلك تحدث عالم النفس سكينر عن التعزيز والعقاب كعاملين رئيسيين في سلوك القيادة، كجزء من بحثه النفسي، حيث طور سكينر حجرة تساهم بفحوصات متأنية لمبادئ تقويم السلوك من خلال التحفيز والحرمان، وهو عبارة عن جهاز، المعروف باسم حجرة التكييف الفعالة.

ركزت المدرسة السلوكية على مفهوم التعزيز لكل تقدم ونجاح في عملية التدريب السلوكي، مما أثر إلى حد ما منذ نمو البحث في علم النفس المعرفي، وركزت على التعلم المشروط الذي يستخدم في تحسين وتقويم السلوك الإنساني، وكانت مثيرة للجدل حول قيمة التكييف الفعال.

5- الاعتماد على طريقة الملاحظة:

تعتبر طريقة الملاحظة في علم النفس من الطرق التي تعتمد على سياقات متعددة بالإضافة للسلوكية وتأخذها في الاعتبار، حيث يأخذ في الاعتبار التفاعل الديناميكي والمتبادل للشخص والبيئة والسلوك، ولا يمكن للسلوكية البحتة أن تفسر سبب حدوث السلوك في غياب التعزيز الخارجي، وأن العمليات العقلية الداخلية، مثل التفكير والتحفيز، يجب أن يكون لها دور.

تعتبر طريقة الملاحظة هي أحد مكونات المدرسة السلوكية، ففي طريقة الملاحظة نتعلم بمجرد رؤية الآخرين ثم المحاكاة، أو عرض ما يفعلونه أو يقولون، حيث يطلق على الأفراد الذين يؤدون السلوك المقلد بنماذج سلوكية، وتم تحديد هذه النماذج لتشتمل النموذج الحي في السلوك الشخصي والنموذج التعليمي الذي يشرح السلوك أو يصفه، ونموذج رمزي يوضح السلوك في أشكال الوسائط.

وضحت المدرسة السلوكية أهمية الملاحظة في اكتساب السلوك الإيجابي، وذلك بمساعدة وتفاعل مع بعض العمليات المعرفية التي تتمثل في الانتباه، الاحتفاظ، التكاثر والتحفيز، فيتوجب الانتباه لكل ما هو ملاحظ وحفظ ما تم ملاحظته وتحليل وربط ما هو ملاحظ بالعديد من المواقف المشابهة وتعزيز النجاح في هذه الإجراءات.


شارك المقالة: