دور الأسرة في معالجة صعوبات التعلم

اقرأ في هذا المقال


دور الأسرة في معالجة صعوبات التعلم:

بينت أغلب النظريات الحالية أن للأهل دور هام وفعال في معالجة مشكلة الأفراد ذوي صعوبات التعلم، ولذا فقد بدأت الانتباه على تدريب أسر الأطفال ذوي صعوبات التعلم أكثر من التركيز على الأفراد أنفسهم، وينتج ذلك من قناعة التربية الحديثة، بأن التوازن النفسي للأسرة بعد مرورهم في جو من الألم والحزن والتوتر النفسي هو العنصر الأساسي والحاسم في تكامل الخدمات العلاجية المقدمة للأفراد ذوي صعوبات التعلم.

وللأسرة أثر أساسي في مساعدة طفلهم في حل مشكلته، لذلك عليهم أن يشاركوا الفرد في حلها، وكذلك إبلاغ الأسرة بشكل متكرر بضرورة مشاركتهم في كل القرارات المتعلقة بالفرد وبشكل خاص في السنوات الأولى من عمره، فلقد بينت أغلب الدراسات إلى تفوق دور الأهل في التأثير على الفرد في السنوات الأولى من حياته أكثر من المدرسة، كما أن أغلب البحوث أظهرت أن الأفراد الذين يكونون ضمن عائلات تهتم اهتمام فعال بتربيتهم يحققون أكثر نجاحاً في التخلص من مشكلة صعوبات التعلم.

الأبعاد التي تلخص دور الأسرة مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم:

1- ملاحظة الطفل:

ويتمد ملاحظة الفرد بضرورة أن تتابع الأسرة تقدم فردهم بشكل متكرر، سواء من سنوات ما قبل المدرسة أو في السنوات الأولى المدرسية للفرد، وأن لا يترددوا في السؤال عن أي ملاحظة تعترض سير ابنهم النمائي أو الأكاديمي.

2- تقييم الفرد:

ويكون ذلك باتخاذ القرار في أن ينفع الطالب إلى اختبارات تقييمية، للتأكد من تواجد مشكلة صعوبات التعلم لدى الطالب، وبالإضافة إعطاء البيانات الملائمة والصحيحة والدقيقة والواقعية لدى مشخصين لنتمكن من مساعدتهم في تشخيص الفرد.

3- اتخاذ القرارات المناسبة الإيجابية:

اتخاذ القرارات الإيجابية فيما يظهر مصلحة الفرد بعد ظهور نتائج، فالقرار الملائم يكون في أن يلتحق الفرد بالبرامج التربوية العلاجية التي تخص صعوبات التعلم، وعلى الأسرة أن يدعموا قرارهم ذلك بكتاب خطي يتم وضعه في ملف الطفل العلاجي ليشاركوا في تحمل مسؤولية ابنهم.

4- تقبل طفلهم:

ويظهر ذلك في جانبين رئيسين، مساعدة الفرد في تجاوز مشكلته بشكل متكرر ودون تذمر، ومساعدته في واجباته الأكاديمية، وعدم معاتبة الفرد على تقصيره وتحميله المسؤولية في انخفاض تحصيله الدراسي، ولكن يجب محاولة التخفيف عن الطفل وتقليل توتره النفسي؛ حتى لا يدخل الفرد في الإحباط ونتيجة لذلك تزداد المشكلة تعقيداً، وأن لا يقوم الأهل بتبخيس طاقات الطفل الكامنة فيه، وأن لا يطالبوا بما لا يتمكن القيام به.

5- الالتحاق بدورات:

الالتحاق بدورات تساهم في فهم المشكلة التي يعاني منها فردهم، بحيث يتعرفون على الإجراءات والوسائل والطرق والأساليب التي تساعدهم على مساعدة طفلهم بالإضافة إلى التعرف على المراحل التي يمر فيها ابنهم وأهم ما يميزها، وكذلك التعرف على جميع أنواع البرامج المقدمة للأفراد ذوي صعوبات التعلم.

6- التعاون الشامل:

التعاون الشامل بينهم وبين الأسرة ومعلمي التربية الخاصة، ويكون ذلك في متابعة وتطبيق الخطة التعليمية المقررة من المدرسة، وتنفيذ أي تعليمات أخرى موجهة لهم من المدرسة أو من قبل الأخصائي والتي من هدفها تحقيق مصلحة الفرد في صعوبات التعلم.

تكيف الأهل مع مشكلة الطفل ذو صعوبات التعلم:

إن أكثر ما يضايق الأسرة هو الجوانب السلبية التي يلاحظونها من قبل الأفراد الآخرين، مما يجعل الأسرة يسارعون في وضع ابنهم في أي مؤسسة خاصة دون النظر إلى أحاسيسه ومشاعره، الحرمان الذي سوف يحس به الفرد ،بعد ذلك وقد تسيطر روح الأنانية على الأسرة، فيحاولون الهرب من مشكلة ابنهم  وبأي طريقة ممكنة، وتختلف مشاعر الأهل نحو ابنهم ذو الاحتياجات الخاصة من أسرة إلى آخر.

ولقد حددت تلك المشاعر بعدة مراحل ومنها، مرحلة الإنكار وعدم التصديق بوجود المشكلة، وكذلك رفض تقبل الحقيقة ومرحلة الشعور بالذنب، وهو اعتقاد الأسرة بأنهم سبب حصول  المشكلة، وذلك بعد تقبلهم لمشكلة ابنهم، والمرحلة الاكتئابية وهي مرحلة الإحباط المصاحب للاكتئاب النفسي، وذلك بسبب إحساس الأهل بعجزهم عن مساعدة ابنهم.

ومرحلة الغضب وهي على عدة مستويات الغضب وحده بالإضافة إلى الغضب والإحساس بالعار، وكذلك وضع اللوم على الغير، وتفعيل دور المؤسسات ودور المنظمات بالإضافة إلى الجمعيات ذات العلاقة بالإعاقة، والتي تعمل على تقديم بالإضافة إلى برامج علاجية وإرشادية للأطفال والأسرة، ما يساعد في تكيف الأهل مع الطفل وبصورة عامة لا بد من التخطيط واتباع الأساليب العلمية في تغيير الجوانب السلبية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة.


شارك المقالة: