دور الوسائل الإعلامية في تشكيل وجهات النظر حول العنف الجسدي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر دور وسائل الإعلام في تشكيل وجهات نظرنا حول العنف الجسدي أمرًا بالغ الأهمية، فمن خلال القوة الهائلة للصور والمشاهد المرئية، يتسنى للوسائل الإعلامية توجيه التفكير الجماعي وتشكيل تصوراتنا ومواقفنا تجاه هذه الظاهرة الاجتماعية المعقدة.

في عالم مليء بالأخبار والمعلومات، تتنوع وسائل الإعلام بشكل كبير من التلفزيون والأفلام إلى الصحف ومنصات التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من تنوعها، يمتلك كل نوع من هذه الوسائل الإعلامية قدرة كبيرة على تشكيل وجهات نظرنا حول العنف الجسدي.

تأثير التحليل والتغطية الإعلامية على فهمنا لأسباب وعواقب العنف الجسدي

لا يقتصر دور وسائل الإعلام على تقديم المشاهد والصور فقط، بل يمتد إلى التحليل والتغطية الإعلامية للأحداث.

فالتحليل العميق والتقارير المتوازنة يمكنها أن تلقي الضوء على أسباب وعواقب العنف الجسدي، وبالتالي تسهم في تعزيز فهمنا لهذه الظاهرة.

من خلال عرض تجارب الضحايا والمجتمعات المتأثرة بالعنف، يمكن للإعلام أن يلعب دورًا في توسيع آفاقنا وتعميق فهمنا للقضية.

كما يمكن أن يساعد في تحليل جذور العنف وعوامله المؤثرة، مما يمنحنا رؤية أكثر تعقيدًا للصورة الكاملة.

التوجيه والتأثير عبر التصوير والسرد في العنف الجسدي

يعتمد دور وسائل الإعلام في تشكيل وجهات نظرنا حول العنف الجسدي على تصويره وسرده.

يستطيع الإعلام توجيه مشاعرنا ومواقفنا من خلال اختيار اللقطات والزوايا والمشاهد التي يعرضها.

على سبيل المثال، يمكن لصورة مؤثرة لضحية عنف جسدي أن تحدث تأثيرًا عميقًا في وجداننا وتعزز مشاعر التعاطف والرغبة في محاربة هذا النوع من الظلم.

أما في السرد، يمكن للإعلام أن يُلمع الصورة ويُسلط الضوء على جوانب معينة تخدم أجندة معينة.

على سبيل المثال، يمكن أن يتم التركيز على العنف الجسدي في سياق معين مثل النزاعات السياسية أو الأوضاع الاجتماعية لتبرير أو تشجيع تدخلات أو تغييرات.

التخلص من الاستيعاب السطحي وتطوير الوعي في العنف الجسدي

باعتبارنا متلقين للمعلومات والأخبار، يجب أن نكون واعين تمامًا لقوة وتأثير وسائل الإعلام في تشكيل وجهات نظرنا حول العنف الجسدي.

يجب علينا السعي لفهم أعمق للقضايا والأحداث من خلال البحث والتحليل المستقل، وعدم الاعتماد بشكل كامل على تصوير وسرد وسائل الإعلام.

من خلال تطوير وعينا والتفكير بنقدانية، يمكننا أن نتجنب الوقوع في فخ التأثير السطحي ونتجه نحو فهم أعمق وأكثر توازنًا لظاهرة العنف الجسدي ومختلف جوانبها.

المصدر: "علم النفس والعنف: تحليل العنف والاعتداء الجسدي"، للدكتورة إليزابيث كارتفرايت."عنف الجسد: السيكولوجيا والتشريح والعلاج"، للدكتورة ليندا هوجان."العنف الأسري والجسدي: التشخيص والعلاج"، للدكتور محمد عبد العزيز الخولي."العنف الجسدي وآثاره على الصحة النفسية والجسدية"، للدكتور جون سميث.


شارك المقالة: