يٌعَدُّ الإبداع والذكاء أمران مُهمّان بصورة عامة، وعلى الرغم من أهميتهما، هناك عدد بسيط من المعلمين من لديهم فكرة واضحة المعالم عمّا يكون عليه أداء الطفل المبدع، أو ما يتوجّب عليهم القيام به، من أجل التحسين من مستوى إبداع وذكاء طفل الروضة، حيث أنَّ الإبداع والذكاء موجودان لدى جميع أطفال الروضة ولكن بدرجات متفاوته، ويوجد العديد من الأبحاث التي تهتم بمساعدة المعلم في هذا النِّطاق، كما تتوفّر العديد من الطرق التي يُمكن استعمالها والتي من شأنها أن تُساعد الطفل على الإبداع والذّكاء بصورة أفضل.
ذكاء طفل الروضة وعلاقته بالإبداع:
يعتقد بعض الأفراد بأنًّ الذّكاء والإبداع أمران سحريّان ونادر وجودهما لدى الأطفال، حيث يتعجّب البعض عند رؤية الأعمال المذهلة، إنَّ هؤلاء الأطفال الذين يُبدعون في عمل معيّن، يمتلكون قدرات تفكير عاديّة، وهذا يُشير إلى أنّه بإمكاننا أن نقوم بتطوير مستوى الإبداع عند طفل الروضة إلى حد ما.
ويمتلك طفل الروضة الذي يتميّز بالذّكاء والإبداع قدرات عقليّة وصفات شخصيّة عديدة، كما أنَّه يمتلك الإمكانيات اللازمة للتعامل مع الأحداث المختلفة، بالإضافة إلى استخدامه الأدوات والمواد المتوفرة لديه في ابتكار العديد من الأفكار الجديدة، كما أنَّه يتميّز بالتركيز العالي أثناء قيامه بتنفيذ المهمة، حيث يمتلك الأطفال الذين يتميّزون بالذّكاء والإبداع ما يُسمى بالقدرة التركيبيّة، والتي تُمكّنهم من رؤية المشكلات بأنماط جديدة، كما يمتلك أيضاً القدرة التحليلية، والتي تُمكّنه من اتخاذ القرارات، والقيام بإقناع الأفراد المحيطين به بأنَّ أفكاره جديرة بالاهتمام والمتابعة.
يُمثّل ذكاء وإبداع طفل الروضة ما هو أكبر ممَّا يدور في عقله. كما يمتلك الطفل الذّكي والمبدع صفات شخصيّة، وهذه الصّفات تساعد الطفل في إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي يواجهها، ويرتبط ذكاء الطفل وإبداعه بحبّ الاستطلاع والفضول، والسؤال عن كل الأشياء التي تلفت انتباهه.
وتتطلَّب المقدرة على الإبداع أن يكون الطفل قادراً على رؤية الأمور من عدَّة زوايا، وتغيير وجهة نظره حسب طبيعة الموقف، ويتمتّع طفل الروضة الذّكي والمبدع بكفاءة عالية، ويكون قادراً على إتمام المهمّات التي تتَّصف بالصعوبة، كما أنَّ لديه عزيمة قوية للتغلُّب على العقبات التي تُواجهه.
ويستطيع الطفل أن يُصبح مُبدعاً بطرق عديدة، وذلك من خلال قيام معلم رياض الأطفال بطرح موضوع للنقاش، وقيام الطفل بإيجاد علاقات جديدة تربط الموضوع بمواضيع أخرى، بحيث تزيد من عمق النّقاش، كما يستطيع المعلم ضَرب الأمثلة والأسئلة، أو طرح مشكلة معيّنة، والطلب من الأطفال اقتراح الحلّ المناسب، ومحاولة ابتكار العلاقات الجديدة، بحيث يتمكَّن الأطفال من استخدام إبداعاتهم، من أجل إثراء تعلُّمهم.