اقرأ في هذا المقال
- ردود فعل الأخوة نحو إعاقة فرد من العائلة
- مستويات علاقة الأخوة بالطفل ذو الاحتياجات الخاصة
- العوامل التي تعتمد عليها العلاقة بين الأخوة والفرد ذو الاحتياجات الخاصة
ردود فعل الأخوة نحو إعاقة فرد من العائلة:
تجلب الإعاقة خبرة لكل فرد من أفراد الأسرة، وتزود أسر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الأشقاء العاديين بفرص غير اعتيادية للنضج.
يحاول الآباء عادة إخفاء إعاقة الطفل عن أشقائه، اذا كانت إعاقته طفيفة في حين لا يستطيعون ذلك إذا كانت إعاقته شديدة، أما الأطفال فهم في أغلب الأحيان يخفون إعاقة أخيهم عن أصدقائهم.
ونتيجة لوجود الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بين أشقائه، قد تظهر ردود فعل سلبية وكذلك ردود فعل إيجابية، وذلك حسب العلاقات الأسرية والأسلوب التربوي المتبع في التنشئة.
فإذا أخذ الوالدان وقت إضافي دون تفسير إعاقة طفلهم لأشقائهم، فإن ذلك يؤدي إلى شعور أشقاء الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة بالغضب والغيرة، قد تكون لديهم مفهوم سلبي لذواتهم.
وإذا شرح الأهل مبدأ الإعاقة لدى الطفل وحاجته للرعاية والعناية منهم ومن قبل جميع أفراد الأسرة فإن ذلك سينعكس بطريقة إيجابي على علاقتهم بالمعاق، مع مراعاه أن علاقة بين الأشقاء وذو الاحتياجات الخاصة انعكاس لعلاقة الأبناء به إيجابية.
وإذا كانت علاقة الوالدين إيجابية كانت علاقة الأشقاء به إيجابية، وإذا كانت علاقة الوالدين سلبية، كانت علاقة الأشقاء به سلبية، فالآباء مرآة لوالديهم.
إن الحماية والاهتمام المبالغ به بالمعاق والشعور بالذنب من جانب الوالدين ينعكس على الأشقاء، وهذا يؤدي إلى التوتر والانسحاب والافتقار إلى مفهوم الذات.
التسامح المفرط، أي بمعنى التسامح الزائد وغياب ضوابط لوضع قيود على مدى السلوك لدى الطفل المعاق، يشعره بحرية، وبالتالي يصبح مخالف للنظم والأعراف الاجتماعية.
هذا ينعكس على الأشقاء على شكل خيبة أمل وانسحاب، وبالمقابل فإن علامة الإهمال والرفض من قبل الوالدين للمعاق تؤدي إلى مشاعر سلبية لدى الأشقاء والى نقص في الإحساس بالمسؤولية.
أما عن قبول الوالدين لإعاقة طفلهم، فإن ذلك ينعكس إيجابي على الأشقاء، وبالتالي يساهم هؤلاء مع الوالدين في مساعدة الفرد ذو الإعاقة في البحث عن الخدمات، والبرامج التربوية الخاصة، والمشاركة في تنفيذه، ومتابعتها لأفضل الطرق.
مستويات علاقة الأخوة بالطفل ذو الاحتياجات الخاصة:
1- المستوى الأول:
مستوى الإيثار العام، أي أن الأخ العادي لا يتوقع منه المكافأة أو الشكر على ما يقدمه للأخ ذي الاحتياجات الخاصة.
2- المستوى الثاني:
مستوى الاتزان، أي عندما يتوقع الأخ العادي رد فعل مشابه لكل ما يفعله تجاه أخيه ذي الاحتياجات الخاصة.
3- المستوى الثالث:
مستوى التبادل السالب، أي الذي يريد فيه الأخ العادي الحصول على أكبر قدر ممكن، حتى ولو كان ذلك على حساب أخيه ذي الاحتياجات الخاصة.
العوامل التي تعتمد عليها العلاقة بين الأخوة والفرد ذو الاحتياجات الخاصة:
1- عدد أفراد الأسرة:
يؤثر عدد أفراد الأسرة بشكل كبير في نجاح أو عدم نجاح العلاقات بين الأشقاء، بين الطفل العادي وشقيقه ذو الاحتياجات الخاصة.
فكلما زاد عدد الأشقاء العاديين توزعت الأدوار، وخفت الأعباء المترتبة على وجود الطفل ذي الاحتياجات الخاصة.
يشعر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالأمان في الأسر التي تضم العديد من الأفراد، وفرصاً أكثر للعب واللهو مما هو عليه الحال في الأسر الصغيرة.
2- المساواة في المعاملة بين الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة وإخوانه العاديين:
في بعض الحالات تحدث منافسة بين الأشقاء العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك باختلاف التعامل مع كليهما.
حيث غالباً ما يوجّه الآباء مشاعرهم نحو أطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة، ويقضون أوقات أطول معهم مقارنة بالوقت الذي يقضونه مع أطفالهم العاديين.
3- نوع الجنس:
إن متغير الجنس يحدد دورة في العناية بالطفل ذو الاحتياجات من قبل أشقائه، حيث إن الأخوات أكثر عطف ومحبة للأخ ذي الاحتياجات الخاصة من تعامل الذكور مع إخوانه أو أخواتهم ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أن الأعباء الثقيلة تقع غالباً على الأخت الأكبر سناً، وليس على الإخوان بسبب اعتماد الأسر عليها في رعاية أخوها ذي الاحتياجات الخاصية، بالإضافة إلى المسؤوليات الأخرى.
4- مركز الطفل ذي الاحتياجات الخاصة بين أخوته:
وعلى سبيل المثال يكون الطفل الأول يتركز الاهتمام به ورعايته على أبويه؛ لأنه الطفل الوحيد أو أن يكون الطفل الأخير فهو يخضع لرعاية الوالدين بالإضافة إلى تولي رعاية واهتمام جميع الأشقاء الأكبر سناً.
إن تكيف الأشقاء مع وجود أخيهم من ذوي الاحتياجات الخاصة يسهم في وجود علاقات متبادلة، ويزيد من إيجابيات هذه العلاقة مظاهر العطف والحنان التي يمارسها الوالدان تجاه ابنهم ذي الحاجات الخاصة وأشقائهم.