سلبيات الأساليب المقننة في تشخيص ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


يشير بعض الخبراء إلى سلبيات الاختبارات المقننة، وكيف أن هذه الاختبارات فرضت من الخارج لتصنيف الطلبة والتمييز بينهم، وتضييق فرص التعليم المتاحة أمامهم، وذلك من خلال تقليص مناهج التعليم للطلبة الذين يكون أداؤهم على الاختبارات المقننة متدنية، ويتبع ذلك أن توجه برامج التدريس إلى تدريبات ومهارات فرضتها هذه الاختبارات.

سلبيات الأساليب المقننة في تشخيص ذوي الاحتياجات الخاصة

يفترض في المعلمين الذين يقومون بالاختبار أن يساعدوا جميع الطلبة في تحسين أدائهم، من خلال التقويم الذاتي وإدراك متطلبات الأداء الناجح، ولا بد من أخذ الفروق الفردية بالاعتبار، فيكون من العدالة أن نهيئ لكل طالب ما يمكن أن يحققه وما هو مرغوب به، وما يصل به إلى مستوى التميز.

وللتغذية الراجعة أهمية خاصة من حيث أنها توضح لكل طالب ما يمكنه القيام به، والمستوى الذي تمكنه قدراته من بلوغه، وتكمن في هذا التوجه أهمية توضيح معايير الأداء الجيد، باستخدام نماذج وأمثلة تساعد الطلبة في مراقبة أدائهم ومحاولة تحسين وتنقيح الأداء بما يقربهم من مواصفات النموذج، وسوف يتبع  ذلك وضع قواعد وأسس تعرف بها مستويات الأداء ومتطلباته في كل مستوى.

وأيضاً تنويع التقويم وأساليبه باستخدام مقاييس لتذكر المعلومات، وأخرى للمهارات والأداء الموثق واستخدام التقويم بدلالة النتاجات والاهتمام بتقويم تطبيقات المعرفة وتقويم العمليات، ويرى بعض العلماء أنه يجب أن تتحقق المعايير التالية، في أنواع التقويم المستخدمة تؤكد الدقة في التعبير سواء كان في صور كتابية أو فنية أو أدائية.

وتحقق الدلالة والقيمة والجدارة، لكي تستدعي المهمات المطلوبة اهتمام الطلبة وتوجه جهودهم، وتبين لهم قيمة الأداء وجدارته، وتنشط التقويم الذاتي في مستوى فوق معرفي، بما يتصل بالمخرجات والعمليات، وتتيح مقارنة أداء الفرد بأداء المجموعة بحيث يتاح للفرد التعرف على معايير الأداء الجيد، وتتضمن درجة من المرونة في اختبار طرق التعبير عن الأداء.

وتتيح فرص التغذية الراجعة، من أجل المراجعة وإعادة النظر وتنقح العمل وتحسن الأداء، وتراعي التقويم الموثق الذي يهتم بتقويم قدرة الطالب على التطبيق وتوظيف المعرفة، ومن أهم مميزات التقويم الموثق في هذا السياق، واقعية الأهداف من حيث تمكين الطلبة من ممارسة نتائج منجزاتهم، والانطلاق من المنهاج وما يقترن به من خبرات تعلم وتقويم، والانشغال في مواقف واقعية تتمثل في مهمات حياتية واقعية.

وتقويم محتوى المادة الدراسية بشكل متكامل، وإتاحة الفرصة للاستقصاء الموجه المنضبط الذي يستخدم فيه الطالب، فهما متعمقة واستقصاء منظمة ومنضبطة، ويستعين بمصادر متعددة ومتنوعة للمعرفة، ووضوح معايير الأداء ومعايير التصحيح، بما يساعد الطلبة على تعرف متطلبات الأداء الناجح، وتقويم قدراتهم، وتحديد مجالات التحسن.

التقويم للتصنيف والتقويم للحاجات لدى ذوي الاحتياجات الخاصة

من التطورات البارزة في مجال التربية الخاصة أن مفهوم فئات الإعاقة أو فئات التربية الخاصة لم يعد مناسبة، حسب التوجه لدى المختصين وفضلوا عليه مفهوم متصل الحاجات التربوية الخاصة، ويصنف عليه على هذا المتصل الأفراد ذوو الاحتياجات التربوية الخاصة، ويترتب على هذا التحول، كما يرى بعض العلماء أن يتحول غرض التقويم من التقويم لأغراض التصنيف، وتحديد المسار في مجموعة أو برنامج رعاية أو برنامج علاجي إلى التقويم الذي يستهدف تلبية حاجات.

ويجب أن يتم تقويم الحاجات في السياق أي الموقف الخاص الذي يتمثل فيه السلوك، بمعنى أن يؤخذ المنظور البيئي للسلوك بعين الاعتبار، ويكون للمعلمين دور أساسي في تقويم طلبتهم، وما يترتب عليه من تنسيق بين المعلم والمقوم من أجل تحديد حاجات الطلبة الذين يعانون من مشكلات في التعلم، وينتهي التقويم بقرارات تساعد في تحسين عملية التعلم والتعليم، وفي تطبيق مهمات التقويم يمكن للمعلمين أن يأخذوا بمفاهيم التقويم المستند إلى المنهاج.

كفايات التقويم لدى معلمي التربية الخاصة

وتظل هناك صعوبات تتعلق بكفايات المعلمين في عملية التقويم، إذ يشير  بعض العلماء إلى نتائج استطلاع عينة من معلمي التربية الخاصة في مدارس للتربية الخاصة يمارس بعضها الدمج وبعضها الآخر لا يمارسه، وكشفت نتائج الاستطلاع عن مشکلات لدى المعلمين تتعلق بالأمور التالية  يفتقر معلمو التربية الخاصة إلى الوضوح بما يتعلق بأغراض التقويم.

ويخلط هؤلاء المعلمون بين مفاهيم التقويم التكويني والتقويم الختامي لا يمارس المعلمون تسجيلاً منظمة البيانات التقويم، وليس لدى المعلمين وضوح عن المصادر التي يعزى إليها نجاح الطلبة وفشلهم، وليس لدى المعلمين وضوح عن الكيفية التي يمكن فيها الاستفادة من نتائج التقويم، وليس لدى المعلمين وضوح عن مفهوم صعوبات التعلم وأسبابه المحتملة.

ولدى المعلمين فهم خاطيء عن دور أدوات التقويم المقننة، وقد لجأ بعضهم إلى استخدامها في محاولة لدعم أحكامهم وانطباعاتهم الخاصة، ولا يمارس هؤلاء المعلمون إجراءات ضبط لأساليب التقويم الصيفية غير المقننة التي كانوا يستخدمونها، ولم يكن يتم فيها تسجيل منظم لبياناتها، أو تنظيم لإجراءاتها.


شارك المقالة: