لا يعتبر سهلاً جمع المعلومات المناسبة والمفيدة والهادفة للفرد ذو اضطراب التوحد، لذلك لابد أن تتوفر شروط محددة تتصف بها هذه المعلومات التي يتم جمعها لكي يستفاد منها على كل الوجوه، وسوف نتحدث في هذا المقال عن الشروط الأساسية التي يتوجب مراعاتها في كل المعلومات التي يتم جمعها.
شروط الطريقة الإجرائية لجمع البيانات عن الأطفال ذوي اضطراب التوحد
1- سرية المعلومات
لكي يفصح الفرد الأوتيزمي عن كل محتوياتها والتي من الممكن أن تؤدي الى الخجل، غالباً لاعتقاده أو لشعورة في نفسه أنها سلوكيات لا تعتبر طبيعية، وأنها سلوكيات محددة مثل أن لابد على الشخص القائم على رعاية فرد الأوتيزم أن يشجعه على طرحها، ومن هنا تأتي أولى المهام التي تخص عملية جمع المعلومات.
لذلك يتوجب أن يطمئن الفرد القائم على الاهتمام بطفل الأوتيزم، على أن ما يلقيه من معلومات سوف تبقى سراً لا يعلمه احداً سواهما، ومن هنا يمكن أن يزرع الثقة في نفس الفرد الأوتيزمي، وعندما يطمئن إلى سرية معلوماته يتكلم عندها بصراحة وبحرية تامة وفي جو نفسي مناسب، وبشكل خاص إن كانت المعلومات التي سوف يعطيها تسبب له متاعب خلال حياته.
2- المهارة في جمع المعلومات التي تتعلق بالطفل الاوتيزمي
والمهارة تعتمد في أساسها على الخبرة، وتكون أسئلة ذات هدف وخفايا ما يمكنه الفرد الأوتيزمي من معلومات، وعلى الفرد القائم على حماية فرد الأوتيزم، أن يهتم بكل المفيد من المعلومات التي تخص مهمته وبصورة سهلة وكذلك بصورة طبيعية.
3- الدقة والموضوعية في تشخيص المشكلة
لا نستطيع الوصول إلى تشخيص المشكلة بصورة دقيقة ومتكاملة إلا من خلال الدقة المتناهية في كل المعلومات، بشرط الموضوعية والمصداقية في جمع المعلومات ويقصد بذلك جمع المعلومة التي ترتبط بالموضوع او لها علاقة أو صلة بالموضوع أو بالمشكلة، وإن الوصول إلى معلومات دقيقة وموضوعية تعتمد على طرق جمع المعلومات، وملائمتها للمشكلة سواء كانت من خلال المقابلة أو دراسة الحالة أو الملاحظة.
4- الصدق والثبات المعلومات المتعلقة بالفرد الأوتيزمي
إن صدق المعلومة التي يأخذها الفرد الذي يعمل على رعاية طفل الأوتيزم، ويقصد بذلك أنها تصف بالفعل ما تقصده من دلالة على سلوك الفرد الأوتيزمي، أما الثبات أو ما يقصد به ثبات المعلومة، حتى يستطيع الاعتماد عليها أو على نتائجها، فيستلزم أن لا تتغير بصورة سريعة من جلسة الأخرى، وإن عدم ثبات المعلومة يدعي الى الغموض وإلى الحيرة، وستكون عاملاً مضللاً للمدرس خلال معالجته للمشكلة التي تتواجد لدى الطفل الأوتيزم.
5- تعاون الطفل الأوتيزمي
إن من أكثر مهام الشخص القائم على رعاية فرد الأوتيزم صعوبة في تعامله مع فرد الأوتيزمي، أن يتمكن من الوصول إلى نتيجة في حال لم يوفق في حث الفرد أو في إقناعة، وذلك بالتعاون معه وأخذ الفرد بمحمل الجد حتى يتمكن من مساعدته بصورة موفقة، وإن هناك مقاومة من العملاء وسلبياً في تجاوبه مع خطط الفرد القائم على الاهتمام بالفرد الأوتيزم.
6- الاعتدال في جمع المعلومات
عند جمع المعلومات يشترط الابتعاد عن عملية التعميم السريع أو التعميم غير المحدود، وما يتضمن ثناياه من أخطاء المبالغة في الأمور، كما يشترط عدم الإكثار في تطبيق القواعد العامة على حالة الفرد الخاصة؛ وذلك لأن هناك فروق فردية بيئية وفروق فردية ثقافية يجب أخذها بعين الاعتبار، ويعد الاعتدال أمر مطلوب ومرغوب في نفس الوقت، وبشكل خاص في مثل الحالات الإنسانية التي لا نستطيع حصرها بمبادئ وقوانين، يمكن أن تنطبق على الأشخاص بشكل كلي وبشكل عام، وهناك شروط ثانوية للاعتدال تنظيم وتقييم المعلومات وكذلك وأسباب المشكلة.
7- وسيلة وليس غاية
ويقصد بجمع المعلومات هو خدمة الفرد القائم على حماية فرد الأوتيزم، للوصول في طريقها إلى هدف محدد، وهو تخليص الفرد من مشكلة يعاني منها، وبجميع مواصفاتها وبجميع موادها ما هي إلا طريقة لتشخيص موفق وطريقة عملية إرشادية ناجحة ولا تعتبر غاية في حد ذاتها.
8- بذل أقصى جهد في الحصول على المعلومات
لا تعتبر عملية جمع المعلومات عملية سهلة، بل هي عملية تحتاج الى الكثير من المجهود، وذلك لجمع معلومات عن لطفل ذو اضطراب الأوتيزم لها صفات مثل الثبات والصدق والموضوعية، ولا يأتي ذلك إلا بتوظيف الأساليب واستغلال الإمكانات واستغلال المهارات الفنية.