صعوبات الفهم القرائي لدى بطيئي التعلم

اقرأ في هذا المقال


يختلف الأفراد فيما يدركون ويفكرون ويتذكرون ويتعلمون، ولا يستطيع أحد أن يجد فردين متساويين تماماً في جميع مكونات شخصيتهم، والمتعلمين يختلفون أيضاً من تلميذ إلى آخر، فلا يمكن أن نجد تلميذين متساويين في جميع مكونات شخصيتهم.

صعوبات الفهم القرائي لدى بطيئي التعلم

ينظر مجموعة من المتعلمين إلى منظر واحد، فنحن نفترض أنهم علـى حد سواء في إدراكهم المنظر أو فهم الدرس، لكن في الواقع أن أحدهم قد يكون أحد بصراً من غيره، فتكون رؤيته للمنظر أشد وضوحاً أو يكون له خبرات سابقة متعلقة بالمنظر، فتجعل إدراكه له أكثر ثراء، ومن هنا لا بد أن نسلم بأن الأفراد يختلفون اختلافاً قد يكون كبيراً من حيث ما يتصفون به من صفات جسمية أو عقلية أو نفسية.

ومن حيث الصفات الجسمية يوجد بينهم قوي البنية وضعيف البنية، وهناك فروق في قوة السمع والحس والإبصار، ومن حيث الخصائص العقلية يلاحظ فروقاً بين المتعلمين في الذكاء، والقدرة على التخيل والتفكير والتذكر والتعبير وغيرها مـن القدرات العقلية، وهناك اختلاف في الخصائص النفسية سواء من ناحية التقدير الذاتي والثقة بالنفس والاستقرار الانفعالي ونوع الشخصية.

وأن هذه الفئة من المتعلمين إن لم يهتم بهم ويقدم لهم أنسب الطرق والوسائل المعينة، والأنشطة الإثرائية وفقاً لحاجاتهم، فإنهم يمثلون فاقداً تعليمياً مؤثراً، حيث يشعرون بالضياع ويفقدون ثقتهم بأنفسهم، وهذا بدوره يؤدى إلى زيادة رغبتهم في الابتعاد عـن الدراسة والمدرسة والتسرب منها، ممثلين بذلك أعباء اجتماعية واقتصادية على المجتمع مما يعوق تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.

وأن الأطفال بطيئي التعلم في مادة الرياضيات هم الأطفال الذين يتعلمون بنسبة أكثر بطئاً من الأطفال من نفس عمرهم، ولا يتمكنون من تعلم مادة الرياضيات الجديدة بالنسبة التي يقدمها به المدرس ودرجة ذكائهم تكون متدنية وتحت نسبة المتوسط، وأن هناك تعريفاً سيكومترياً لبطء التعلم ويرجع إلى على درجة الذكاء مثل محك في تعريف الإعاقة.

وقد أعد أن الأطفال الذين تنخفض درجة ذكائهم عن (91) درجة يعتبروا أطفال بطيئي تعلم، كما يتوفر تعريف اجتماعي، حيث يهتم هذا التعريف بنسبة اجتياز الفرد أو فشلة في الاستجابة للمتطلبات الاجتماعية التي يفترض أن تصدر عنه عندما يتم مقارنته مع الأفراد من عمره، وبناءً على ذلك يعد الفرد معوقاً أو يعد بطيئاً، وأن كل طفل يلاحظ صعوبة في مواءمة ذاته للمناهج الدراسية، نتيجة ضعف بسيط في ذكائه أو ضعف في قدرته على عملية التعلم، إذ تتراوح درجة ذكائه ما بين (74 – 90).

سمات الأطفال بطيء التعلم

1- تكون درجة الذكاء أقل من المتوسط ويعني أنها تتراوح ما بين (70- 90 ) درجة.

2- تدني درجات تحصيلهم عن الأفراد في نفس الصف الدراسي.

3- تكون درجة تحصيلهم أقل من المتوسط.

4- يستهلكون وقتاً أطول في عملية التعلم أثناء مقارنتهم بأقرانهم.

الحدود الفاصلة لمفهوم بطء التعلم لدى الأطفال

يتنوع مصطلح بطء التعلم عن مجموعة من المصطلحات المختلفة التي تتعلق به مثل مصطلح صعوبات التعلم، وعدم الإمكانية أو العجز عن عملية التعلم، والإعاقة العقلية أو التأخر الدراسي، يتنوع مصطلح بطء التعلم عن مصطلح صعوبات التعلم؛ فالفرد المتعلم بطء التعلم هو ذاته الفرد المتعلم الذي تكون درجة ذكائه ما بين (75 – 90) درجة.

كما تقيسه اختبارات الذكاء بغض النظر إن كانت بشكل جماعي أو فردي، ودرجة التحصيل تكون أقل من درجة تحصيل الأطفال من نفس مستوى الصف الدراسي.

وصعوبات التعلم يتبين لدى الفرد انخفاضاً في نسبة التحصيل الفعلي عن التحصيل الذي يتوقع أن يصدر منه،  ومن مميزاته انه يمتلك درجة ذكاء عادي أو درجة ذكاء فوق المتوسط، وأن البطء في الفهم والتعلم كمصطلح لا يتشابه مصطلح صعوبات التعلم؛ فعندما يتم مقارنة درجات الذكاء عند الأطفال من ذوي صعوبات التعلم وأيضاً الأطفال بطيئي التعلم، نلاحظ أن الأطفال بطيئي التعلم تكون درجة ذكائه تحت المتوسط بينما الأطفال ذوي صعوبات التعلم فوق المتوسط.

وهناك فرق شاسع ما بين بطء التعلم وما بين الإعاقة العقلية؛ فالفرد المتعلم بطئ التعلم يكون تحصيله متدني أما يكون متأخر عقلياً، ويصدر ذلك عن تدني في معامل الذكاء عن درجة المتوسط، إضافة إلى انخفاض الدافعية تجاه التعلم؛ بسبب بعض العوامل البيئية، والمسببات المتنوعة التي قد ترتبط بالفرد خارج المدرسة وهو قابل لعملية التعلم

أما مصطلح الإعاقة العقلية فيقصد به انخفاض كبير في درجة الذكاء عن (70) درجة، ويصدر ذلك نتيجة عدم اكتمال النمو العقلي ويصعب عليه التعامل مع البيئة، إضافة إلى ذلك البطء في التعلم وكذلك التخلف الدراسي؛ إذ يشير إلى أن فئة الأفراد الذين يعانون من التخلف الدراسي هم ذاتهم الفئة الذين يعانون من تخلف أو يعانون من تأخر أو نقص في التحصيل، ويرجع السبب الى أسباب عقلية أو أسباب جسمية أو أسباب اجتماعية أو أسباب انفعالية؛ إذ تنخفض درجة التحصيل تحت المستوى العادي أو تحت المستوى المتوسط بأكثر من انحرافين معياريين سالبين.

أسباب بطء التعلم للأطفال

1- ضعف البنية الجسمية

كثيراً ما يكون الفرد المتعلم بطئ التعلم ضعيف البناء الجسمي بصورة عامة، ونتيجة لذلك يكون معرض للإصابة بالأمراض، وتقل نسبة تحصيله الدراسي إضافة إلى أن مهاراته تصبح ضعيفة.

2- النقص العضوي

يعد النقص العضوي أحد أسباب بطء التعلم، ولا شك أن ضعف البصر أو ضعف السمع أو ضعف في أي حاسة أخرى عند الفرد المتعلم، يؤدي إلى عدم تحصيله بالنسبة الكافية، ونتيجة لذلك فإن الفرد المتعلم الذي لا يتمكن من أن يرى جيداً ما يكتبه المدرس أو يسمع ما يريد المدرس أن يقوله لا يتمكن من أن يتتبع جيداً شرح المدرس.

3- نقص الدافعية نحو التعلم

تلعب الدافعية دوراً ضرورياً في درجة تحصيل الأفراد المتعلمين، وهناك مجموعة من الأفراد المتعلمين الذين يبدو عليهم انهم متخلفين في تحصيل مجموعة من المواد الدراسية مثلاً؛ لأن الدافع عندهم لتعلم تلك المواد ضعيف بالإضافة إلى انخفاض إمكاناتهم في تحصيل تلك المواد.

أسباب بطء التعلم والتحصيل المتدني المرتبطة بالمناخ التعليمي عند الأطفال

1- طريقة التدريس التي يتم اتباعها التي تتبين في شرح المحتوى شـرحاً مجرداً، ويكون بعيداً كل البعد عـن الاستعانة بالمحسوسات، على الرغم من أن الكثير من المصطلحات العلميـة بحاجة إلى التبسيط عن طريق الصور وعن طريق الرسوم، وكذلك النماذج الحسية.

2- بدء الفرد المتعلم خطوة جديدة قبل أن يقوم بتعلم الخطوات الرئيسية السابقة.

3_ عدم كفاية الزمن المخصص للقيام بتعلم مجموعة من الموضوعات العلمية.

4- عدم تواجد الجو الدراسي الملائم الذي يوفر للتلميذ فرصة للنجاح ويقوم بتشجيعه على التحصيل.

5- إهمال المناهج لرغبات الأفراد المتعلمين وإمكاناتهم واحتياجاتهم.

6- عدم تواجد وسائل الإيضاح وعدم إيضاح المعامل في أغلب المدارس.

8- أساليب العقاب من جانب بعض الأفراد المعلمين للطلاب، مثل الطرد من خلال الحصة ومن خلال الامتحانات التقليدية.

وفي النهاية إن تعريفات صعوبات التعلم أجمعت على درجة ذكائهم متوسطة، أو أن درجة ذكائهم ما فوق المتوسطة، وهذا هو  أحد الفروق الواضحة ما بين فئتي الأطفال من الوجهة العملية، وهناك فرق شاسع ما بين بطء التعلم وما بين الإعاقة العقلية، بطئ التعلم يكون تحصيله متدني، أما الإعاقة العقلية  يكون في انخفاض كبير في درجة الذكاء عن (70) درجة.


شارك المقالة: